الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
المجتمع المسلم والفتاوى الأسرة ، الأباء ، الأبناء ، المرأة ، الشباب ، الارحام ، الجار ، الطفل |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
فضل مَن أدرَك رمضان
فضل مَن أدرَك رمضان (من دروس رمضان وأحكام الصيام) للأئمة والدعاة الحمد لله ولي التوفيق، وهادي مَن استهداه لأقوم الطريق، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الداعين وإمام الهادين، ورضي الله عن أصحابه الغر الميامين وسلم تسليمًا، وبعد: فإدراك رمضان نعمة من المنعم سبحانه وتعالى على المنعَم عليه، فكم من أناس كانوا معنا رمضان الماضي، لكن سبق القدر، فكانوا في عالم آخر غير عالمنا، فاستشعِرْ تلك النعمة، وكن ممن أحسن الصيام والقيام، واسأل نفسك: هل أنا في هذا العام كالعام الماضي أم أفضل؟ هل أحسنت هذا العام واجتهدت أم أسأت وقصرت؟ هل يا ترى سيكون إدراكي لرمضان سببًا في أن أحصِّل ما وعدني به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن من صلى الصلوات الخمس، وأدى الزكاة، وصام رمضان وقامه، سيكون مع الصديقين والشهداء؛ عن عمرو بن مرة الجهني، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان، وقمته، فممن أنا؟، قال: ((من الصِّدِّيقين والشهداء))[1]. كما أن من أدرك رمضان قد يسبق درجة الشهيد في سبيل الله، بفضل صيامه وقيامه، وصلاته وسجوده؛ عن طلحة بن عبيدالله: أن رجلين من بَلِيٍّ قدِما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد، ثم مكث الآخر بعده سنةً، ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام: بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارجٌ من الجنة، فأذن للذي توفي الآخِرَ منهما، ثم خرج، فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي، فقال: ارجع؛ فإنك لم يأنِ لك بعدُ، فأصبح طلحة يحدث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وحدثوه الحديث، فقال: ((من أي ذلك تعجبون؟)) فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا، ثم استشهد، ودخل هذا الآخِرُ الجنة قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أليس قد مكث هذا بعده سنةً؟))، قالوا: بلى، قال: ((وأدرك رمضان فصام، وصلى كذا وكذا من سجدةٍ في السنة؟))، قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض))[2]. فإدراك رمضان منَّةٌ كبرى، ونعمةٌ عظمى، فبإدراكه وصيام نهاره وقيام ليله، تسبق الشهداءَ في سبيل الله. ويتأكد وعد الله عز وجل بأن الذي يصوم رمضان كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة؛ عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها))، قالوا: يا رسول الله، أفلا ننبئ الناس بذلك؟ قال: ((إن في الجنة مائة درجةٍ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسَلُوه الفِردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تَفَجَّرُ أنهارُ الجنة))[3]. وقال بعض السلف: إذا حضر الرجلَ الموتُ، يقال للملك: شَمَّ رأسه، قال: أجد في رأسه القرآن، قال: شَمَّ قلبه، قال: أجد في قلبه الصيام، قال: شَمَّ قدميه، قال: أجد في قدميه القيام، قال: حفِظ نفسه، فحفظه الله[4]. ثم احذر أن تكون ممن أدرك رمضان فلم يغفر لك، أو أن تكون ممن أدرك رمضان، فانسلخ ولم تكتب من أهل الجنة، أو أدرك رمضان فمضى ولم تعتق رقبتك من النار، فهؤلاء يصدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رغِم أنف رجلٍ ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ، ورغم أنف رجلٍ دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجلٍ أدرك عنده أبواه الكِبَرَ فلم يُدخِلاه الجنة))[5]. قال المناوي: "أي: رغِم أنف مَن علم أنه لو كف نفسه عن الشهوات شهرًا في كل سنة، وأتى بما وظف له فيه من صيام وقيام، غفر له ما سلف من الذنوب فقصر ولم يفعل حتى انسلخ الشهر ومضى، فمن وجد فرصة عظيمة بأن قام فيه إيمانًا واحتسابًا عظمه الله، ومن لم يعظمه حقره الله وأهانه"[6]. ومِن عظيم كرم الله أن الذي يدرك رمضان فيقوم بحقه، يغفر له ما بين الرمضانين؛ عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفراتٌ ما بينهن إذا اجتنب الكبائر))[7]. فتلك بشارة عظيمة، وهي أنك لو صمت رمضان، يغفر الله لك ما فعلته من ذنوب وصغائر منذ رمضان الماضي، فهل بعد هذا كرم؟! وهل بعد ذلك فضل؟! فلا تضيع الفرصة، ولا تحرم نفسك؛ فإن من حُرِم هذا الخير فقد حُرِم. قطف الثمرات في شهر الخيرات: قال السري السقطي: "السَّنة شجرةٌ، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، وأنفاس العباد ثمرتها، فشهر رجبٍ أيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطفها، والمؤمنون قطافها،هذه الأشهر الثلاث المعظمة كالجمرات الثلاث، فرجبٌ كأول جمرةٍ تحمى بها العزائم، وشعبان كالثانية تذوب فيها مياه العيون، ورمضان كالثالثة تورق فيها أشجار المجاهدات، وأي شجرةٍ لم تورق في الربيع قطعت للحطب! فيا من قد ذهبت عنه هذه الأشهر وما تغير، أحسَن الله عزاءك!"[8]. أيها الصائم.. • كن ولا تكن..كن ممن طال عمرهم وحسن عملهم؛ فهؤلاء من خيار الناس. • ولا تكن ممن طال عمرهم وساء عملهم، وهؤلاء من شرار الناس. • كن ولا تكن..كن حريصًا على أن تعتق رقبتك من النار، وتكتب من أهل الجنان. • ولا تكن ممن لم يَشغَله العتق من النيران، وعدم الفوز بمنازل في الجنان. • كن ولا تكن..كن ممن قاموا التراويح، ولم ينصرفوا حتى ينصرف إمامه، فكُتب له قيام ليلة. • ولا تكن ممن صلى ركعتين أو أربعًا ثم انصرف، فلم يكتب له إلا ما صلى. • كن ولا تكن..كن من الصائمين القائمين المحتسبين المتهجِّدين المجتهدين المتصدِّقين الذاكرين. • ولا تكن من الصائمين النائمين المفرِّطين الممسكين عن الصدقة وذكر رب العالمين. رمضان فرصةٌ لا تعوض..فهنيئًا لمن أدركه، وأَمْرَه إلى الله فوَّض... ♦♦♦ الجواب: شعراء الرسول ثلاثة، وهم: "حسان بن ثابت، وعبدالله بن رواحة، وكعب بن مالك". عن محمد بن سيرين، قال،كان شعراء المسلمين: حسان بن ثابتٍ، وعبدالله بن رواحة، وكعب بن مالكٍ، فكان كعبٌ يخوفهم الحرب، وعبدالله يعيرهم بالكفر، وكان حسان يقبل على الأنساب. ♦♦♦ إن كل إنسان على وجه البسيطة ينام، وما من نائم إلا ويرى رؤًى أو أحلامًا، وما يراه الإنسان في منامه، جعل الإسلام للتعامل معه آدابًا وأحكامًا، ولا يصح الاستهانة أو التقليل من شأن الرؤى؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مِن هَدْيه إذا أصبح أن يسأل أصحابه رضي الله عنهم هل رأى أحد رؤيا؟!؛ عن سمرة بن جندبٍ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه فقال: ((هل رأى أحدٌ منكم البارحة رؤيا؟))[9]. وما يراه الإنسان في منامه، لا يخرج عن إحدى ثلاث، كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: ((.... والرؤيا ثلاثةٌ: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدِّث المرء نفسه...))[10]. ويمكن تقسيم الآداب إلى: آداب عامة، وآداب متعلقة بالرؤيا الصالحة، وآداب متعلقة بالرؤيا السيئة، وإليكم بيانها: أولًا: آداب عامة: 1. قص الرؤيا على من لديه خبرة بتأويل الأحلام: فمَن رأى رؤيا وأراد تأويلها، وجَب عليه أن يأتي من كان على دراية وخبرة بتأويل الأحلام وتعبيرها، وعلى من أتاه ليعبر له رؤياه، وليس من ذوي الخبرة والتخصص، فليقل كما قال رجال الملك: ﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ * قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ﴾ [يوسف: 43، 44]. وأوصى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بألا تقص الرؤيا إلا على أهل العلم، فقال: ((لا تقص الرؤيا إلا على عالمٍ أو ناصحٍ))[11]. وسُئل الإمام مالك: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ قال: أبالنبوة يلعب؟! [12]، ولعل ما دفعه إلى ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رؤيا المؤمن جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءًا من النبوة))[13]. تعليق: مكَث رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته ثلاثًا وعشرين عامًا، وبُدئ الوحي بالرؤيا الصادقة، وظل ستة أشهر، أي نصف عام، ثم كان الوحي باليقظة حتى وفاته صلى الله عليه وسلم، فلو حسبنا مدة الوحي بالمنام - وهي نصف عام - إلى مدة الوحي باليقظة - وهي ثلاثة وعشرون عامًا - فتكون النسبة: واحدًا إلى ستة وأربعين. 2. عدم التعجُّل في تأويلها: يستحسن أن من يرى رؤيا في منامه، أن يتمهل في تأويلها ولا يتعجل، وإن سأل فليسأل أهل الذِّكر، ولا يكثر السؤال، فيكثر التأويل، فيكون ما لا يحب، فالرؤيا - كما نعلم - لأول معبر لها؛ عن أبي رزينٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرؤيا على رِجل طائرٍ ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت))، قال: وأحسبه قال: ((ولا تقصها إلا على وادٍّ، أو ذي رأيٍ))[14]. وعن عائشة، قالت: كانت امرأةٌ من أهل المدينة لها زوجٌ تاجرٌ يختلف، فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها، وقلما يغيب إلا تركها حاملًا، فتأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول: إن زوجي خرج تاجرًا وتركني حاملًا، فرأيت فيما يرى النائم أن سارية بيتي انكسرت، وأني ولدت غلامًا أعور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيرٌ، يرجع زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحًا، وتلدين غلامًا برًّا))، فكانت تراها مرتين أو ثلاثًا، كل ذلك تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ذلك لها، فيرجع زوجها، وتلد غلامًا، فجاءت يومًا كما كانت تأتيه - ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائبٌ - وقد رأت تلك الرؤيا، فقلت لها: عمَّ تسألين رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمَةَ الله؟ فقالت: رؤيا كنت أراها فآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله عنها فيقول: خيرًا، فيكون كما قال، فقلت: فأخبريني ما هي؟ قالت: حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرضها عليه كما كنت أعرض، قالت: فوالله ما تركتها حتى أخبرتني، فقلت: والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك، وتلدين غلامًا فاجرًا، فقعدت تبكي، وقالت: ما لي حين عرضت عليك رؤياي؟ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال: ((ما لها يا عائشة؟))، فأخبرته الخبر وما تأولت لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مه يا عائشة!))، إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خيرٍ؛ فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها، قالت: فمات والله زوجها، ولا أراها إلا ولدَتْ غلامًا فاجرًا[15]. فعوقبت بكثرة سؤالها، وطلبها تأويل رؤياها أكثر من مرة، ولم تكتفِ بما فسره لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3. عدم الكذب في قص الرؤيا: فإذا قصصت رؤياك على المعبر، فقص ما رأيت، ولا تقل ما لم يحدث، واحذَرِ الكذب في قص رؤياك؛ فإن ذلك يُعَدُّ مِن الفِرَى؛ فعن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن مِن أَفْرَى الفِرَى أن يُرِيَ عينيه ما لم تَرَ))[16]، وعن ابن عباسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من تحلَّم كاذبًا، كُلِّف يوم القيامة أن يعقد بين شَعِيرتين ولن يعقِدَ بينهما))[17]. ثانيًا: آداب الرؤيا الصالحة: 1. احمَدِ الله عليها: إذا رأى الإنسان ما يحب، فليحمد الله، ويقل: الحمد لله؛ فتلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو الذي قال: ((إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمَدِ الله عليها، وليُحدِّث بها...))[18]. 2. لا تُخبِر بها إلا مَن تحب: وهذا نتعلمه من قصة سيدنا يوسف مع أبيه يعقوب - عليهما السلام - فلما رأى يوسف الرؤيا، وجاء إلى أبيه ليقصها عليه، أجابه أبوه بألا يخبر بها أحدًا من إخوته؛ حتى لا يحقدوا عليه؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يوسف: 5]. وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: ((.... فإن رأى رؤيا حسنةً، فليُبشِر، ولا يخبر إلا من يحب))[19]. 3. تفاءَلْ بها ولا تتشاءَم: ففي الحديث السابق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فليُبشِر)؛ فلا داعي للقلق، ولا مجال للخوف والهلع، وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: "أما بعد فإني آمركم بما أمركم به القرآن، وأنهاكم عما نهاكم عنه محمد صلى الله عليه وسلم، وآمركم باتباع الفقه والسنة، والتفهم في العربية، وإذا رأى أحدكم رؤيا فقصها على أخيه، فليقل: خيرًا لنا، وشرًّا لأعدائنا"[20]...أي: يُظهر تفاؤله بها واستبشاره بها خيرًا، وأنها خيرٌ للمسلمين، شرٌّ على أعدائهم. ثالثًا: آداب الرؤيا السيئة: 1. اسأَلِ الله خيرها، واستعِذْ به من شرها: فما كان خيرًا، فاحمد الله عليه، واسأله خيرها، وما كان غير ذلك، فتعوَّذ بالله منه، ولا تخبر به أحدًا، فكما جاء عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فليتحول وليتفل عن يساره ثلاثًا، وليسأل الله من خيرها، وليتعوذ بالله من شرها))[21]. 2. الاستعاذة بالله من الشيطان: فالرؤيا الحسنة من الله، والحُلْم من الشيطان، فإذا كان الحُلْم من الشيطان، وأردت أن يبتعد عنك، ولا يوسوس لك، فاستعذ بالله منه، وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فهذه سنَّة الحبيب صلى الله عليه وسلم، إذ قال: ((فمن رأى رؤيا فكَرِهَ منها شيئًا فلينفث عن يساره، وليتعوذ بالله من الشيطان...))[22]. 3. لا تخبر بها أحدًا: قال رسول الله: ((.... وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحدٍ؛ فإنها لا تضره))[23]. وحدَث أن رجلًا رأى رؤيا غير حسنة، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقصها عليه، ويؤولها له، فبماذا رد عليه رسول الله؟ عن جابرٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام كأن رأسي قطع، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدث به الناس))[24]. 4. أن تتفل عن يسارك ثلاثًا: وفيه تحقير للشيطان، وطردٌ له، فعندما تتفل عن يسارك يخنس ويرجع؛ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فليتحول وليتفل عن يساره ثلاثًا...))[25]. 5. تحوَّلْ عن جنبك الذي كنت عليه: فإذا رأيت رؤية لا تحبها، فلو كنت نائمًا على الجنب الأيمن نَمْ على ظهرك، تفاؤلًا بأن يتغير حالك من السيئ إلى الأحسن؛ فالحديث الذي سبق ذكره في الأدب السابق يحث على ذلك؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فليتحول)، وإن كنت فزعًا فقم لصلاة ركعتين؛ مصداقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقُمْ فليُصَلِّ...))[26]. ♦♦♦ حُكم إخراج صدقة الفطر عن العمال: لا يلزم صاحبَ الشركة أو المصنع أن يزكي عن عماله، بل الأصل أنها تجب في حقهم، إذا كانوا ممن يملِكون ما يزيد عن قوتهم وقوت عيالهم. حكم الزيادة على صدقة الفطر: الواجب إخراج المقدار الذي حددته السنة النبوية، وهو الصاع، الذي يزن: 2.5 تقريبًا، وإذا أراد أن يزيد عليه، فهو خير للفقراء، ورصيد له في ميزان حسناته؛ قال ربنا: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ﴾ [المزمل: 20]. حُكم قول المأموم: نشهد، حقًّا، يا ألله، عند مواضع معينة في الدعاء: السنة أن يقول المأموم: آمين، فلم يرد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم هذه الكلمات، وهذا رأي الإمام النووي، يقول: "وأما الثناء وهو قوله: فإنك تقضي ولا يقضى عليك إلى آخره، فيشاركه في قوله، أو يسكت، والمشاركة أولى؛ لأنه ثناءٌ وذكرٌ لا يليق فيه التأمين"[27]. وعليه: فيستحب مشاركة الإمام فيما يقوله، لا أن يقول: حقًّا، ونشهد، ويا ألله؛ فهذا ليس بمشروع، ولا فيه أثر. حكم تقديم وقت الإمساك، وتأخير وقت الإفطار: قد يعمِد البعض إلى الإمساك عن الطعام والشراب قبل أذان الفجر بدقائق، بل نجد بعض التقاويم تضع خانة للإمساك، وهذا كله غير صحيح؛ فالأصل هو الطعام حتى أذان الفجر؛ قال تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ [البقرة: 187]. كما أن تعمُّدَ تأخير الإفطار حتى ينتهي المؤذن من أذان المغرب، أو حتى يصل إلى الشهادتين، أيضًا مما لا أصل له في السنة، وللإمام ابن حجر كلام نفيس في هذا، فيقول: "من البدع المنكرة: ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام؛ زعمًا ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة، ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة لتمكين الوقت، زعموا فأخروا الفطر وعجلوا السحور وخالفوا السنَّة"[28]. والله أعلم. نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان دار الصفوة بالقاهرة [1] صحيح ابن حبان (3438)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين. [2] سنن ابن ماجه (3925)، وصححه الألباني. [3] البخاري (7423). [4] جامع العلوم والحكم، لابن رجب، (ج2، ص468). [5] أحمد (7444)، والترمذي (3545)، وقال الألباني: حسن صحيح. [6] فيض القدير، (ج4، ص34). [7] مسلم (233). [8] التبصرة، لابن الجوزي (ج2، ص78). [9] مسلم (2275). [10] مسلم (2263). [11] الترمذي (2280)، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. [12] شرح زروق على متن الرسالة لابن أبي زيد القيرواني، تأليف: شهاب الدين أبي العباس، المعروف بزروق، اعتنى به: أحمد فريد المزيدي، (ج2، ص1108)، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط1/ 1427ه = 2006 م. [13] البخاري (6987)، مسلم (2264). [14] أبو داود (5020)، وابن ماجه (3914)، وأحمد (16182)، وقال الأرناؤوط: حسن لغيره. [15] سنن الدارمي (2209)، وحسَّن الحافظ ابن حجر إسناده في الفتح (ج12، ص432). [16] البخاري (7043). [17] الترمذي (2283)، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ. [18] البخاري (6985). [19] مسلم (2261). [20] شرح السنة، للبغوي (ج12، ص207، 208). [21] ابن ماجه (3910)، وقال الأرناؤوط: صحيح لغيره. [22] مسلم (2261). [23] سبق تخريجه. [24] مسلم (2268). [25] سبق تخريجه. [26] مسلم (2263). [27] المجموع، للنووي، (ج3، ص503). [28] فتح الباري، لابن حجر (ج4، ص199). الالوكة |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رمضان يعلِّمنا الإرادة (من دروس رمضان وأحكام الصيام) | طالبة العلم | المجتمع المسلم والفتاوى | 2 | 07-02-2016 04:35 AM |
حكم قول رمضان كريم للتهنئة بشهر رمضان | سد الوادي | المنتديات الرمضانية المؤقتة | 12 | 08-29-2010 01:33 AM |
إيش أكثر كلمه يقولها مدرسك؟؟؟ | هيآمـ آلورد | الألعاب والتسليه | 22 | 05-21-2010 06:11 AM |
رمضان الطفوله كيفية التعامل مع طفلك خلال رمضان وكيفية تعويدهم على الصيام من صغرهم | سدرة المنتهي | مجلس ليالي رمضان | 1 | 08-28-2009 04:43 PM |
من موروثنا الاسلامي العظيم ,,في رمضان هل رمضان اليوم كما كان بالامس؟؟؟؟؟؟؟؟؟ | سهيل الجنوبي | المنتديات الرمضانية المؤقتة | 1 | 08-15-2009 01:43 PM |