الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
قالت أنى يكون لي غلام
قالت أنى يكون لي غلام أحبتي، هنا سنرى كيف استقبلتِ السيدة مريم البَتُول نَبَأ الأمومة، وذاك الاختبار في أن تكونَ أمًّا لغلام بلا زَوْج، مما لا شَكَّ فيه أنَّ الشُّعور بالأمومة شيء عظيم، وكلُّ امرأةٍ تسعى لهذا الشَّرَف؛ لأنَّه قمَّة غايتها، وقدِ اخْتَصَّ الرحمن الأنثى بِجَعْلها وعاءً للنَّسل. أما البَتُول مريم فقد كان هذا الأمر عليها عظيمًا؛ يقول رب العالمينَ: ﴿ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّا ﴾ [مريم: 20]، بالرغم منَ الدَّهشة التي انْتَابَتْها، والرَّهْبة مِن وجودِ رجلٍ في مِحْرابها، وخوفها منه، وبالرغم مِن اطْمِئْنانها له بعد أن أَخْبَرَها أنَّه رسولُ ربِّها، وقد جاء لِيَهَبَ لها بأمرٍ منَ الله وقدرته غلامًا ذكيًّا، إذ بها تُسارِعُ قائلةً: كيف لأُنثى عَذْراء أن تحمل بدون ذَكَر؟! وبِعِزَّة المرأة وثِقتها حين تكون حجتها قوية، وسيرتها عطرة ونقية، وهى العابدة الناسِكة العَذْراء الطَّاهرة، قالتْ: ﴿ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ﴾ [مريم: 20]، ولستُ بغيًّا، والبغيُّ: هي المرأة الزَّانية، التي ذهبَ الحياء منها، ولا تبالي إن حملتْ، أو وضَعَتْ سفاحًا، ومعروفة بين الناس بتلك الرَّذِيلة، أمَّا الطَّاهِرة مريم، التي أَحْصَنَتْ فَرْجها، فلمْ يَقْتَرِبْ منها أو حتى يمسها بَشَر، هي التي اتخذتْ من دون الناس حجابًا؛ لتكونَ عبادتها خالِصَة لله؛ لكن رُوح القُدُس يُخْبِرها بقول الله: ﴿ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾ [مريم: 21]، نعم؛ أوليس هو الذي أَمْره بين الكاف والنون. وقال جَلَّ في علاه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الروم: 27]؛ ذلك لِيَكُونَ هذا الغُلام آيةً للناس، فالذي خَلَق آدم بدون أب، وبدون أمٍّ قادرٌ على أن يخلقَ ولدًا مِن أنثى عَذْراء، بلا زوج، وهو أَهْوَن عليه، وقد كان: ﴿ فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا ﴾ [الأنبياء: 91]، والرُّوح من أمْرِ رَبِّي؛ فأصْبَح الذي هو كلمة منَ الله وروح منه في بطنها شيئًا مذكورًا بِقُدْرة اللهِ الخالقِ، وكانتِ البُشْرَى؛ قال اللَّهُ تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ﴾ [آل عمران: 45]، نعم فَرِحَتْ مريمُ في نَفْسِها بهذه البُشْرى وهذا الغلام، الذي سَيَرِثُ منها الدِّين والحكمة، ويدعو الناس لِعِبَادة الله وتوحيده؛ ولكنها خَشِيَتْ مَن حولها والناس، وكيف سَيَتَقَبَّلُون هذا الواقع؟ أرق تحياتي،،، الالوكة |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سؤال عن عمال | الأزدية | اخبار بني عمرو | 2 | 08-23-2015 05:23 PM |
ظلام الليل .. | ابوفهد العمري | الصوتيات والمرئيات والفنون الشعبية | 12 | 01-07-2014 09:19 PM |
غلاء اللحم | فجر | مواضيع الحوار والنقاش | 15 | 06-30-2011 01:19 AM |
في ظلال آية | خالد بن آلوليد | المجتمع المسلم والفتاوى | 13 | 04-01-2010 10:09 PM |
طلقتها قالت وش اقول لهلي = قلت انتي ادري قالت اخاف يدرون | قمر الليالي | عطر الكلمات | 8 | 06-10-2004 06:31 PM |