الإهداءات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-27-2015, 11:32 PM
مركز تحميل الصور
سُهيل غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 13007
 تاريخ التسجيل : Oct 2007
 فترة الأقامة : 6254 يوم
 أخر زيارة : 05-09-2018 (02:04 PM)
 المشاركات : 17,083 [ + ]
 التقييم : 33
 معدل التقييم : سُهيل is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي إذا تم العقلُ تم معه كل شيء



حذّر من أن إهمال نعمة التفكير يقود إلى الغواية
إمام الحرم: مَن أحتقر العلماء أهلك دينه ومن أستخفّ بالسلطان أفنى دنياه



واس - مكة المكرمة :-
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي، أن العقل الصحيح عُدةٌ المرء في النوائب، وجُنَّتُه في النوازل، وقائده إلى الخيرات ودفع المضرات في العاجل والآجل.

وقال "الغامدي" في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام اليوم: "إذا تم العقلُ تم معه كل شيء، وإذا فسد ذهب وصار أمر العبد فرطاً، ولا تجَمُل الحياةُ ولا يُستطاب العيشُ إلا به؛ فهو يعين العبد على معرفة طرق الصواب والرشد في سَلكُها، ويستبينُ سُبل الخطأ والغواية في تجنبُها".

وأضاف: "العقل والدين صنوان لا ينفكان؛ فلا يتمُّ دينُ المرء حتى يتم عقلُه، والعقلُ بلا دين ضلالٌ وانفلات وغواية، والتدين بلا عقل بريدُ الفهم المنكوس والسلوك المشين، وضيق العطن، وكم في ذلك من إساءة إلى النفس والناس وتشويه لصفاء الإسلام ونقائه، وقد كان الحسن البصري أُخبر عن صلاح رجل قال: كيف عقلُه؟ فما تم دين عبد قط حتى يتم عقلُه، ومصداق ذلك من كلام الله قوله تعالى: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ}".

وأردف: "العقل من أجلّ مواهب الله للعبد، وكلما عَظُم حظ العبد انتفع بمواعظ القرآن وهداية الوحي أيما انتفاع وأمسك بمفاتيح الحضارة والرقي وتسخير أسباب الأرض وخيراتها للعيش فيها عيشةً كريمةً هانئةً، والعقل الذي مدحته الشريعة ورفعت من شأن صاحبه، وحث القرآن في خطاباته على استدعائه لإعماله والإفادة منه بقوله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} وقوله: {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}، {أَفَلَا تُبْصِرُونَ}، {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}، {أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} وغير ذلك كثير، ليسهو العقلُ الغريزي فحسب؛ بل هو زائد على مجرد الآلة والملكة، إنه الفهم عن الله ورسوله، الفاتحُ لأبواب البركات والعطايا، والجاعلُ ما على الأرض من زينةٍ للخيرات والفلاح مطايا، المعين على الطاعات واجتناب السيئات والرزايا".

وتابع: "إنه العقل الذي يعقل صاحبه عن المساوئ والدنايا، ويطلقه في اكتساب الفضائل وكريم السجايا، والعقل الذي يحجز صاحبه عن خوارم المروءة وقوادح الشرف وسفاف الأمور، ويحمله على معالي الأخلاق وكرائم الصفات، والعقل الذي يرفع الأفراد والأمم لتصلح للاستخلاف في الأرض فتعمرها حضارةً وتقدماً ورُقياً".

وقال "الغامدي": "هذا هو العقل الممدوح في الشريعة الذي أراد الله من خلقه أن يتصفوا به، ويتحلوا بزينته، ويستثمروه في كل نافع ومفيد، هذا هو العقل الذي رتب الله عليه بلوغ الكمالات وحصول الهدي والفلاح والنجاة من الآفات الحضارية والأمراض القلبية والأخلاقية؛ فيرضى الله عن صاحبه ويبارك في حياته وينتفع بهذه الموهبة نفعاً عظيماً، ولما سئل عالم مكة وفقيهها عطاء بن أبي رباح رحمه الله عن أفضل عطايا الله لعبده؟ قال: العقل عن الله؛ فالعقل عن الله والفهم لخطاباته ومراداته هو الباب الأكبر للحصول على خير الدنيا والآخرة، وهو في الحقيقة تمكينٌ للعقل من تحقيق المقصود من إيجاده وخلقه".

وأضاف: "معرفة حقيقة العقل الممدوح في الشريعة وضرورة حفظه وإعماله فيما يُرضي الله يصحح عند الناس مفهومات خاطئة في كيفية استعماله؛ حيث وظّف بعضهم مَلَكة عقولهم وذكائهم في نشر الأفكار والآراء الضالة، وتوليد الشُّبَه والأهواء المضلة لها لإضلال الناس، وتفنَّن في أساليب المكر والدهاء والحيلة والخداع، وإلحاق الضرر والأذى بالناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم ومكانتهم، وعند أمة من الناس غلبت المعرفة بزينة الحياة الدنيا وشهواتها والمنافسة فيها على المعرفة بأمور دينهم وآخرتهم، وظن أولئك كلهم أن ذلك هو العقل كلَّ العقل".

وأردف: "هذا العقل المعيشيّ المصلحيّ الذي يفكر به البعض هو سبب كثير من المشكلات الحضارية والأمراض النفسية والسلوكية والتربوية والاجتماعية، وعلة علل الكثيرين من الراضين بالتخلف مع الخوالف الذين كره الله انبعاثهم فثبطهم وخذلهم فقعدوا مع القاعدين".

وتابع: "لو أنهم أرادوا الخلاص من مشكلاتهم وأمراضهم والانعتاق من التخلف الحضاري لأعدوا لذلك عدته وأعملوا هذه الملكة العظيمة والهبة الربانية فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم وبلادهم بكل خير وصلاح وفلاح، ولَتَخلصوا من الآفات والمفسدات الحسية والمعنوية التي تغتال العقل وتُقَيّده عن الإبداع والإنتاج المفيد، ومن أشدها أثراً الخوضُ فيما استأثر الله بعلمه وحجب العقول عن إدراكه، والأفكار الضالة والأهواء المروية، والخرافات، والتقليد المذموم، والتعصب والتبعية المقيتة، والمعاصي القلبية وذنوب الجوارح، والخمر والمخدرات والمسكرات وغير ذلك من العلل التي تُكَبّل العقل وتتسلل إليه فتعطله وتُحَرّفه عن المقصود من خلقته وإيجاده، وتؤثر فيه وتسلبه نوره وبركته".

وقال خطيب المسجد الحرام: "العقل هو آلة الفهم والوعي والإدراك، وهو يعمل بكل كفاءة واقتداء إذا استنار بنور الوحي وآداب النبوة، واستفاد من تجارب الناس، واعتبر بأحداث الحياة والتاريخ وتَقَلّب الأيام وتبدل الأحوال ومصارع الغابرين؛ فإن كل ذلك يزيد من عقله الغريزي ويوسعه وينميه ويُكسبه عقلاً واعياً سديداً مجرِّباً، ويظهر عقلُ العاقل المهتدي بنور الله المجرب الواعي في مواطن كثيرة؛ فهو لا يقوم على أمر الله وأمر رسوله شهوةً ولا شبهةً ولا قولاً ولا رأياً، وإذا اشتبه عليه أمران اجتنب أقربهما إلى الهوى، وهو دائم التفكير والتذكر والاعتبار بالمآلات والأحوال، والمحاسب للنفس؛ مما يُعينه على حسم الداء قبل أن يقع فيه، وتقديم العافية على البلاء؛ فإذا اُبتلي رضي وثبر، وهو يعلم أن البلاء موكل بالمنطق؛ فلذلك تراه يحرص على الصدق ويتخير الكلام النافع المفيد، ويحذر من آفات اللسان المردية التي تَقْدح في عقله ومروءته من الكذب والغيبة والنميمة والشماتة، وهو لا يأمر الناس بالبر وينسى نفسه، ولا يسأل عن أشياء لا تعنيه، ولا يتعلم فيما لا يحسنه؛ فمِن حُسن عقل المرء وإسلامه تركه ما لا يعنيه، ومعرفته مقدار نفسه وهو يعلم حقيقة الدنيا وأنها متاع زائل ولهو ولعب وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد وزينة، تخلب الألباب وتغر أهلها وتميل صاحبها؛ فيأخذ عرض هذا الأدنى ويقول على الله غير الحق، قال تعالى: {وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، وقال تعالى: {وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ}".

وأضاف: "ليس هناك أحرص من العاقل على جمع الكلمة والوحدة والألفة، والتغافل عن الهفوات والزلات، ونبذ التفرق والنزاع والخصومات والتحريش الشيطاني، وزينة العاقل التواضع للناس كافة وإنزالهم منازلهم ومعاملتهم بظواهرهم وترك سرائرهم إلى ربهم، وهو لجودة عقله لا يحسد أحداً ولا يحتقره، ولا يحمل الحقد على مَن تعلو به الرتب، ولا يستخفّ بأحد؛ فإن مَن احتقر العلماء والأتقياء أهلك دينه، ومن استخف بالسلطان واستهزأ به أفني دنياه وأهان نفسه، ومن تتبع عورات إخوانه خرم مروءته وأزرى بنفسه".

وأردف: "حسن السمت وطول الصمت والرزانة من دلائل عقل العاقل الذي لا تستفزه الأحداث ولا يستخفه الذين لا يوقنون، ولا تستجرّه الأهواء ولا تطيش به النزوات، وهو الذي قد غلب حلمه غضبه، وعدله ظلمه، وتواضعه تكبره".

وتابع: "النساء شقائق الرجال ولهن في كل ما ذُكر نصيب داخر، وكم من نساء المسلمين من كان لها في الماضي والحاضر مواقف العقلاء ومروءة النبلاء، ونقصان عقل المرأة إنما هو في أن شهادة رجل تعدل شهادة امرأتين ليس إلا كما بيّن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم".




 توقيع : سُهيل

سامحوني .. إن رحلت .. يوماً .. دون موعد

رد مع اقتباس
قديم 11-28-2015, 08:39 AM   #2
مستشار إلمدير العام


الصورة الرمزية ابوفهد العمري
ابوفهد العمري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 17199
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 11-10-2023 (11:36 PM)
 المشاركات : 76,347 [ + ]
 التقييم :  287
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



جزا الله شيخنا خير الجزاء وشكرا لك على النقل .


 
سُهيل likes this.
 توقيع : ابوفهد العمري



رد مع اقتباس
قديم 11-28-2015, 11:04 AM   #3
مراقب


الصورة الرمزية بن ظافر
بن ظافر غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2352
 تاريخ التسجيل :  May 2005
 أخر زيارة : 09-23-2023 (01:49 PM)
 المشاركات : 34,509 [ + ]
 التقييم :  114
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الله يجزا الشيخ كل خير ويهدي ضال المسلمين


 
سُهيل likes this.
 توقيع : بن ظافر



رد مع اقتباس
قديم 11-29-2015, 01:56 AM   #4
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية سُهيل
سُهيل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 13007
 تاريخ التسجيل :  Oct 2007
 أخر زيارة : 05-09-2018 (02:04 PM)
 المشاركات : 17,083 [ + ]
 التقييم :  33
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



آمين

أبو فهد

تقبل الله دعاك :: ولاشكر ع واجب :: بارك الله فيك


 
 توقيع : سُهيل

سامحوني .. إن رحلت .. يوماً .. دون موعد


رد مع اقتباس
قديم 11-29-2015, 01:57 AM   #5
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية سُهيل
سُهيل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 13007
 تاريخ التسجيل :  Oct 2007
 أخر زيارة : 05-09-2018 (02:04 PM)
 المشاركات : 17,083 [ + ]
 التقييم :  33
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



آمين

بن ظافر

تقبل الله دعاك :: وشكراً لك ع المشاركة :: بارك الله فيك


 
 توقيع : سُهيل

سامحوني .. إن رحلت .. يوماً .. دون موعد


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir