الإهداءات


رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-13-2005, 03:28 PM
طـلـولــي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1378
 تاريخ التسجيل : Jan 2005
 فترة الأقامة : 7350 يوم
 أخر زيارة : 11-07-2009 (10:47 AM)
 المشاركات : 13,231 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : طـلـولــي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رسالة إلى مغـتاب !!!






 توقيع : طـلـولــي

أقول
روح لا ترجع
ودور لك حبيب ثاني
ترى
قالوها بالأمثال
من ضيع حبه الأول
أكيد بيضيع الثاني

رد مع اقتباس
قديم 04-13-2005, 11:53 PM   #2
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية نظام
نظام غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1415
 تاريخ التسجيل :  Jan 2005
 أخر زيارة : 07-03-2006 (05:56 AM)
 المشاركات : 700 [ + ]
 التقييم :  4
لوني المفضل : Cadetblue
مشاركة: رسالة إلى مغـتاب !!!



بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن قرأنا ماكتب أخي طلال جزاه الله خيراً عن الغيبه وما ينتظره من عقاب يجب أن

نتعرف على معنى الغيبة وبواعثها


أولا : تعريف ومظاهر أو صور الغيبة :

لغة

الغيبة لغة: مشقة من الغيب الذي هو خلاف الشهادة، أو هو كل ما غاب عن الإنسان، سواء كان محصلاً في القلوب أم غير محصل، ومنه قوله - سبحانه -في صفة نفسه: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا } (الجن: 26-27)، {عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم} ( التغابن: 18)، وعليه فالغيبة في اللغة، هي ذكر الغير في غيابه سواء أكان ذلك بما يرضى أم بما لا يرضى، وسواء أكان ذلك بالخير أم بالشر .


اصطلاحا :


أما ماهية الغيبة في المصطلح الشرعي فتدور حول ذكر المسلم أخاه المسلم في غيابه بما فيه مما يسوءه، ويكرهه، يستوي في ذلك اللفظ والكتابة، التصريح والتلويح .
جاء في الحديث أنه في صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: "أتدرون ما الغيبة؟ "قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته" .



ومظاهر أو صور الغيبة كثيرة منها :

1 - العيوب البدنية كقولك عن المسلم: أعمى، أعرج، أعمش، أقرع، قصير، طويل، أسود، أصفر، كبير البطن كالحبر السمين... وهكذا.
2 - العيوب الدينية كقولك عن المسلم: فاسق، فاجر، سارق، خائن، ظالم، متهاون بالصلاة، متساهل في النجاسات، ليس بارا بوالديه، لا يضع الزكاة مواضعها، لا يجتنب الغيبة... وهكذا.
3 - العيوب الدنيوية كقولك عن المسلم: قليل الأدب، يتهاون بالناس، لا يرى لأحد عليه حقا، كثير الكلام، كثير الأكل أو النوم، ينام في غير وقته، يجلس في غير موضعه... وهكذا.
4 - العيوب المتعلقة بأسرته كقولك عن المسلم: أبوه فاسق، أو هندي، أو نبطي، أو زنجي، إسكافي، بزاز، نحا س، نجار، حداد، حائك... وهكذا.
5 - العيوب الخلقية للمغتاب، كقولك عنه: سيئ الخلق، متكبر، مراء، عجول، جبار، عاجز، ضعيف القلب، متهور، عبوس، خليع... وهكذا.
6 - العيوب باللباس والهيئة كقولك عن المغتاب: واسع الكم، طويل الذيل، وسخ الثياب... وهكذا.
7 - محاكاة المغتاب في مشيه وحركته وحديثه مثل : المشي متعرجاً، أو مطأطئ الرأس، أو مصعرا الخد، ونسبة ذلك إلى المغتاب.. . وهكذا.
8 - غيبة المتفقهين والمتعبدين، كأن يقول أحدهم عن آخر: كيف حال فلان، الله يصلحه، الله يغفر لنا، الله يصلحنا، نسأل الله العافية، نحمد الله الذي لم يبتلنا بالدخول على الظلمة، نعوذ بالله من الشر، الله يعافينا من قلة الحياء، الله يتوب علينا، وما أشبه ذلك من كل ما يفهم منه التنقص، والازدراء... وهكذا.
9 - سوء الظن بغير دليل ولا برهان فإنه غيبة بالقلب، وقد أفردنا الحديث عن هذا المظهر، أو هذه الصورة على أنها آفة قائمة بذاتها وفصلنا القول في ذلك فليراجع في موضعه.
10 - سماع المغتابين، وعدم زجرهم والإنكار عليهم، أو عدم مقاطعة مجلسهم... وهكذا .


أسباب الوقوع في الغيبة

وهناك أسباب كثيرة وبواعث عدة تدفع إلى الوقوع في الغيبة وأهم هذه الأسباب وتلك البواعث:

1 - عدم التثبت أو التبين :

ذلك أن الحكم على الأمور والأشخاص بالسوء دون طلب للدليل وفحص له والتأكد من صحته، والموازنة بينه وبين الظروف المحيطة والواقع المعاش - وهو ما يعرف بعدم التثبت أو التبين - قد يكون من بين الأسباب أو البواعث التي تدفع بالمسلم إلى أن يقع في الغيبة، وصدق الله إذ يقول: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
}(الحجرات: 6).

2 - الغضب :

وقد يكون الغضب من بين الأسباب أو البواعث التي تدفع إلى الوقوع في الغيبة، ذلك أن الإنسان إذا غضب من إنسان وهيج هذا الغضب، ولم يكن هناك وازع من دين أو خلق فإن لسانه يسبق إلى غيبة هذا الإنسان من باب التشفي وإراحة النفس.
وأحيانا يمتنع الإنسان من التشفي وإراحة النفس عند الغضب لسبب أو لآخر، فيحتقن الغضب في الباطن فيصير حقدا ثابتا كامنا في النفس، الأمر الذي يؤدي إلى ذكر العيوب والمساوئ، وهذه هي الغيبة بعينها.
ولعل هذا من بين الأسرار التي من أجلها دعا الإسلام إلى كظم الغيظ ومقاومة الغضب، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: " من كتم عيظا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين، يزوجه منها ما شاء" .



3 - البيئة ا لمحيطة قريبة كانت أو بعيد

وقد تكون البيئة المحيطة قريبة كانت - ونعني بها البيت - أو بعيدة - ونعني بها مجتمع الأصدقاء - هي السبب في الوقوع في الغيبة، ذلك أن الإنسان شديد التأثر ببيئته، ولا سيما إذا كان في مرحلة الإعداد والبناء .
وعليه فإذا وجد في بيئة لا ترعى للغائب حقه ولا حرمته فإنه يحاكيها، بل ربما وسوس له الشيطان وسولت له نفسه أن الإنكار على هذه البيئة أو قطع هذا المجلس قد يؤدي إلى استثقاله والنفور منه فيجاري، ويرى ذلك من حسن المعاشرة وتمام المجاملة، وأبعد من ذلك غضبه لغضب رفاقه، والخوض في ذكر معايب ومساوئ الغائبين إظهارا للمشاركة والمساهمة في السراء والضراء .
ة :


4- الحسد :

ذلك أن الإنسان قد يحسد من يثني الناس عليه ويجلونه ويكرمونه، متمنيا زوال نعمته، ولا يجد سبيلا لتحقيق هذه الأمنية إلا بالطعن فيه والنيل منه حتى تسقط منزلته ومكانته عند الناس وهذه هي الغيبة المحظورة أو المحرمة .
ولعل هذا من الأسرار التي من أجلها نهى الإسلام عن الحسد، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: " لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً " ، " الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" .


5 - الإعجاب بالنفس حد الغرور والتكبر :

ذلك أن الإنسان قد تعجبه نفسه إلى حد الغرور والتكبر، فيحاول وصفها بالرفعة وعلو المنزلة والمكانة على حساب غيره، فيتناول هذا الغير بالانتقاص والطعن فيقول : فلان جاهل وفهمه ركيك، وكلامه هزيل أو ضعيف لا يحسن أن يبين به عما في نفسه -كما قال هذا الطاغية الجبار فرعون عن موسى عليه السلام وقصده بذلك أن يرفع من قدر نفسه : {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مُقترنين
} (الزخرف:52-53).

6 - محاولة تبرئة النفس من التهمة والعيب :

وذلك أن الإنسان قد توجه إليه بعض التهم وتلصق به بعض العيوب ويحاول أن يبرئ نفسه من هذه وتلك، فيخطئ السبيل، وبدل أن يثبت عكس التهمة بسلوكه الحميد، وخلقه الطيب أو عن طريق الشهود الثقات الأثبات، يلجأ إلى الطعن والنيل ممن اتهمه وعابه وهذه هي الغيبة المحرمة.
وصلى الله وسلم وعظم وبارك على الأنبياء والمرسلين وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ كانت توجه إليهم الطعون وتلصق بهم التهم، فكانوا يصبرون ويحتسبون ويمضون في طريقهم إلى نهايتها، مفوضين الأمر كله لله قائلين: "حسبنا الله ونعم الوكيل" وقد اقتدى بهم أتباعهم في كل عصر ومصر ومن كل جيل وقبيل، وشغلوا أنفسهم بالله وطاعته عن الطعن والنيل من خصومهم وأعدائهم، ويوم القيامة سيكون فوزهم وربحهم وخسارة أعدائهم وخصومهم بسبب ما كانوا يصنعون كما قال سبحانه: {اخسئوا فيها ولا تكلمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون
{ ( المؤمنون:108-111 ) .

7 - استشعار الطعن من الآخرين :

وقد يستشعر المسلم أن الآخرين سيتوجهون إليه بالطعن والعيب، فيحاول أن يبادرهم قبل أن يبادروه وأن يبادئهم قبل أن يبادئوه، فيقبح من حالهم أو يذكر بعض ما فيهم من خير، ويتخذه سبيلا للطعن فيهم والنيل منهم فيقول: ليس من عاداتي الكذب وقد أخبرتكم بكذا وكذا من أحوالهم فكان كما قلت، ويبني على ذلك ما يريد من الطعن فيهم والنيل منهم ولا سيما في غيابهم، فيقع في آفة الغيبة المحظورة أو المحرمة.

8 - المزاح أو التفكه :

وقد يذكر المرء عيوب الآخرين ولا سيما في غيابهم، من باب المزاح والتفكه ومحاولة تضييع الوقت وإضحاك الآخرين، ناسياً أنه بذلك يأكل لحوم الناس، وناسياً حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفاً في النار " .

9 - عد م الدقة في التعبير وتصوير المراد :

ذلك أن المسلم قد يرى من آخر ثباتا في حق أو صبرا على بلاء، في أهل، ومال، وولد، وعشيرة، فيتعجب من صنيعه هذا أو يشفق عليه، ويغضب فيه لله، ويحاول أن يعبر عن ذلك وأن يصوره، فلا يوفق، إذ بدل أن يذكره بصفته، يذكره باسمه، ويعيب عليه أنه كان ينبغي أن يصنع كذا وكذا، وما درى ظروفه أو الملابسات التي أحاطت به، فيكون له بذلك مغتابا.
وقد جاء في الحديث: أن رجلا مر على قوم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليهم، فردوا عليه السلام، فلما جاوزهم قال رجل منهم: إني لأبغض هذا في الله تعالى، فقال أهل المجلس: لبئس ما قلت، والله لننبئنه، ثم قالوا: يا فلان - لرجل منهم - قم فأدركه فأخبره بما قال: فأدركه رسولهم، فأخبره، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحكى له ما قال، وسأله أن يدعوه له، فدعاه وسأله، فقال: قد قلت ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم تبغضه؟"، فقال: أنا جاره وأنا به خابر، والله ما رأيته يصلي صلاة قط، إلا هذه المكتوبة، قال: فاسأله يا رسول الله: هل رآني أخرتها عن وقتها، أو أسأت الوضوء لها أو الركوع أو السجود فيها؟ فسأله، فقال: لا. فقال: والله ما رأيته يصوم شهرا قط إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر، قال: فاسأله يا رسول الله: هل رآني قط أفطرت أو نقصت من حقه شيئا؟ فسأله عنه، فقال: لا، فقال: والله ما رأيته يعطي سائلا، ولا مسكينا قط ولا رأيته ينفق شيئاً من ماله في سبيل الله، إلا هذه الزكاة التي يؤديها البر والفاجر، قال: فاسأله: هل رآني نقصت منها أو ماكست فيها طالبها الذي يسألها؟ فقال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل: "قم فلعله خير منك"



10 - عدم قيام الأمة بواجبها نحو المغتابين :

وقد يكون عدم قيام الأمة بواجبها - حكاما أو محكومين - نحو المغتابين، من الأسباب إلى تفتح الطريق أمام هذه الآفة حتى تشيع وتنتشر في الناس.
ذلك أن واجب الأمة نحو المغتابين يقضي:
أ - بعدم السماع أو الاستحسان لما يصدر عن هؤلاء المغتابين.
ب - وزجر أولئك وتخويفهم من عقاب الله في الدنيا والآخرة.
ج - ومقاطعة مجالسهم، والإعراض التام عنهم، وإلا فالإنكار، والبغض القلبي .
د - ثم دعوتهم إلى أن يشتغلوا بعيوبهم عن عيوب الناس "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس".
وما لم يرع هذا الواجب يكون الوقوع في آفة الغيبة.


11- سلوكيات أو تصرفات الآخرين الغير محسوبة، ولا سيما إذا كان هؤلاء من ذوي الأسوة والقدوة :

وقد تكون سلوكيات أو تصرفات الآخرين الغير محسوبة من بين الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في الغيبة.
ولعل هذا من بين الأسباب التي من أجلها دعا الإسلام إلى ترك المعاصي وإن كانت صغيرة، واتقاء الشبهات، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه"، وضرب صلى الله عليه وسلم لهن مثلاً: "كمثل قوم نزلوا أرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود، والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا سوادا، فأججوا نارا، وأنضجوا ما قذفوا فيها" ، "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" ، " الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه، وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه" .
وحين يبتلى المسلم بشيء من المعاصي أو الشبهات، فإن عليه أن يستتر فلا يعلن أو يجاهر، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا، وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه"
.


12- عدم تقدير العواقب المترتبة على الغيبة:

وأخيرا قد يكون عدم تقدير العواقب المترتبة على الغيبة هو السبب في الوقوع في آفة الغيبة، إذ الإنسان -كما قدمنا في سائر الآفات التي مضت -إذا نسي عواقب الشيء الضارة، وآثاره المهلكة تجرأ عليه، وواقعه، بل ربما لا يستطيع الانفكاك والتحول عنه.
وإلى هذا أشار رب العزة في قوله سبحانه: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما} (طه:115)، {إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحســــاب
} (ص:26).

علاج الغيبة:

وما دمنا قد وقفنا على أسباب الوقوع في الغيبة، وأدركنا آثارها الضارة، وعواقبها المهلكة، فقد صار من السهل علينا رسم طريق العلاج، بل الوقاية من هذه الآفة، وتتلخص في:
1 - تربية ملكة تقوى الله، ومراقبته في النفس، وإن هذه الملكة إن نبتت، ورسخت في النفس تحمي صاحبها من أكل لحوم الناس، بل قد تدفعه أن يصون أعراض الآخرين من أن تنتهك في مجلسه وهو ساكت لا يفعل شيئاً، ولعل هذا الدواء هو الوارد في ذيل آية تحريم الغيبة في سورة الحجرات، إذ ختمت الآية بقوله سبحانه: {واتقوا الله إن الله توّاب رحيم} ( الحجرات: 12).
2 - أن يضع المسلم في حسابه أن كل ما يتفوه به مكتوب ومحسوب عليه، إذ يقول سبحانه: {ما يلفظ من قول إلاّ لديه ريب عتيد} ( ق: 18).
ولأن تحسب له كلماته التي يتفوه بها، خير من أن تحسب عليه.
3 - التثبت أو التبين في الحكم على الأشياء والأشخاص بل وفي نقل هذا الحكم، وإشاعته بين الناس حفاظا على أعراض الناس، وإبقاءً على رابطة الأخوة، إذ يقول سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} ( الحجرات:6).
4 - كظم الغيظ، ومقاومة الغضب على اعتبار أن الغضب من أسباب الوقوع في الغيبة كما قدمنا، يقول سبحانه : {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} (آل عمران:134)، {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} ( الشورى:43). ويقول صلى الله عليه وسلم: "من كتم غيظا، وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق، حتى يخيره من الحور العين، يزوجه منها ما شاء" .
5 - العمل على سلامة البيئة قريبة كانت أو بعيدة من مثل هذه الآفة، حتى لا يكون هناك مجال للاقتداء أو للمحاكاة بما هو ضار وموبق في الحياتين جميعا: الدنيا والآخرة.
6 - التبصير بالسبيل الصحيحة لتبرئة النفس من التهم أو الطعون الموجهة إليها، بأن يواجه المسلم التهم أو الطعون الموجهة إليه بالسلوك الحميد، والخلق الطيب، أو بواسطة الشهود الثقات الأثبات، دون لجوء إلى غيبة من اتهمه وطعن فيه.
7 - دعوة ذوي الأسوة والقدوة أن تكون تصرفاتهم دقيقة ومحسوبة، وإلا اقتدى بهم الآخرون، وكانت شرور ومفاسد لا يعلم عقباها إلا الله عز وجل.
وإليك ما نبه إليه الإمام النووي - رحمه الله - في هذا الأمر، إذ يقول: اعلم أنه يستحب للعالم، والمعلم، والقاضي، والمفتي، والشيخ المربي، وغيرهم ممن يقتدي به، ويؤخذ عنه: أن يجتنب الأفعال، والأقوال، والتصرفات التي ظاهرها خلاف الصواب وان كان محقا فيها ؛ لأنه إذا فعل ذلك ترتب عليه مفاسد من جملتها: توهم كثير ممن يعلم ذلك منه أن هذا جائز على ظاهره بكل حال، وأن يبقى ذلك شرعاً، وأمرا معمولا به أبدا، ومنها: وقوع الناس فيه بالتنقص، واعتقادهم نقصه وإطلاق ألسنتهم بذلك، ومنها: أن الناس يسيئون الظن به، فينفرون عنه، وينفرون غيرهم عن أخذ العلم عنه، وتسقط رواياته، وشهادته، ويبطل العمل بفتواه ويذهب ركون النفوس إلى ما يقوله من العلوم، وهذه مفاسد ظاهرة، فينبغي له اجتناب أفرادها، فكيف بمجموعها ؟ فإن احتاج إلى شيء من ذلك، وكان محقا في نفس الأمر لم يظهره، فإن أظهره أو ظهر أو رأى المصلحة في إظهاره ليعلم جوازه، وحكم الشرع فيه، فينبغي أن يقول: هذا الذي فعلته ليس بحرام، أو إنما فعلته لتعلموا أنه ليس بحرام إذا كان على هذا الوجه الذي فعلته، وهو كذا، وكذا، ودليله: كذا، وكذا .
روينا في صحيحي البخاري، ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على المنبر، فكبّر، وكبّر الناس وراءه، فقرأ، وركع، وركع الناس خلفه، ثم رفع، ثم رجع القهقري، فسجد على الأرض. ثم عاد إلى المنبر حتى فرغ من صلاته، ثم أقبل على الناس فقال: "أيها الناس، إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي". والأحاديث في هذا الباب كثيرة .
8 - وجوب السؤال عن التصرفات التي ظاهرها مجانبة الصواب قبل الوقوع في أصحابها بالغيبة، فلعل لهؤلاء مبررا، أو وجهة نظر فيما وقع منهم مجانبا للصواب، ولا سيما وكل واحد في الناس يؤخذ منه، ويرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يقول الإمام النووي - رحمه الله: ( اعلم أنه يستحب للتابع إذا رأى من شيخه وغيره ممن يقتدى به في ظاهره للمعروف، أن يسأله عنه، بنية الاسترشاد، فإن كان قد فعله ناسيا تداركه، وإن كان فعله عامدا، وهو صحيح في نفس الأمر تنبه له، فقد روينا في صحيحي البخاري، ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال، ثم توضأ فقلت: الصلاة يا رسول الله. فقال: "الصلاة أمامك".
يقول الإمام النووي معقبا على ذلك: "إنما قال أسامة ذلك؛ لأنه ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم نسي صلاة المغرب، وكان قد دخل وقتها قبل خروجه" .
وفي صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد، فقال عمر: لقد صنعت اليوم شيئاً لم تكن تصنعه، فقال: "عمدا صنعته يا عمر" .
9 - قيام الأمة بواجبها نحو المغتابين بألا تسمع لهؤلاء، بل عليها أن تزجرهم بكل ما تملك من أساليب ووسائل، ومن أبرز هذه الأساليب وتلك الوسائل رد غيبة هؤلاء، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رد عن عرض أخيه ردّ الله عن وجهه النار يوم القيامة" ، "ما من امرئ خذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته" ، "من حمى مؤمنا من منافق، بعث الله تعالى ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مسلما بشيء يريد شينه حبسه الله على جسر جهنم، حتى يخرج مما قال" .
وعلى ولي الأمر بالذات لفت نظر المغتابين إلى خطورة الغيبة وضررها على الفرد، والجماعة، فإن لم ينزجروا أنذرهم، ثم عزرهم، وبذلك يقضي على الشر من أساسه، ويقتل السوء في مهده.
10 - التذكير الدائم بعواقب الغيبة في الدنيا والآخرة، سواء أكان ذلك على العاملين، أم على العمل الإسلامي، فإن الإنسان ينسى، وعلاج النسيان إنما يكون بالتذكير: {وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين}
( الذاريات: 55).

ختاماً أشكر أخي الحبيب طلال على حرصه وجهده وأسأل الله الا يحرمه أجر ماكتب

أخوك نظــــــــــــــــــام


 


رد مع اقتباس
قديم 04-14-2005, 03:53 AM   #3


الصورة الرمزية طـلـولــي
طـلـولــي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1378
 تاريخ التسجيل :  Jan 2005
 أخر زيارة : 11-07-2009 (10:47 AM)
 المشاركات : 13,231 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: رسالة إلى مغـتاب !!!



نقطة نظام


اشكر لك مرورك الكريم

وإضافتك التي زادة الموضوع وضوحا .. وفائده

فلا تحرمني من مرورك


كن راضيا .... دوما



اخوك


طلوووووووووولي


 
 توقيع : طـلـولــي

أقول
روح لا ترجع
ودور لك حبيب ثاني
ترى
قالوها بالأمثال
من ضيع حبه الأول
أكيد بيضيع الثاني


رد مع اقتباس
قديم 04-14-2005, 03:35 PM   #4


الصورة الرمزية راعي الأوله
راعي الأوله غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 889
 تاريخ التسجيل :  May 2004
 أخر زيارة : 06-21-2015 (04:31 PM)
 المشاركات : 1,815 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: رسالة إلى مغـتاب !!!



أخي " طلال " ..

أسأل الله أن لا يحرمك أجر ما كتبت ..

وما نقلت أخي من إبداع ..

كما أشكر أخي " نقطة نظام " ..

على المرور الجميل والإضافة الرائعة ..

أخوكم // راعي الأوله ..


 
 توقيع : راعي الأوله

[align=center][glint]سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله [/glint][/align]


رد مع اقتباس
قديم 04-14-2005, 04:32 PM   #5
مؤسس شبكة بني عمرو


الصورة الرمزية صالح آل سلمان
صالح آل سلمان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 360
 تاريخ التسجيل :  Jun 2003
 أخر زيارة : 09-02-2024 (06:13 AM)
 المشاركات : 15,930 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: رسالة إلى مغـتاب !!!



جزاكم الله خير الجزاء
اخي طلولي على الموضوع الرائع
والاخ نقطة نظام على الاضافة الرائعه
تقبلوا جميعا خالص الموده
دباس الجارح


 


رد مع اقتباس
قديم 04-15-2005, 05:55 AM   #6


الصورة الرمزية طـلـولــي
طـلـولــي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1378
 تاريخ التسجيل :  Jan 2005
 أخر زيارة : 11-07-2009 (10:47 AM)
 المشاركات : 13,231 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: رسالة إلى مغـتاب !!!



راعي الأوله
يعطيك العافيه
اشكر لك مرورك الكريم .. وما يطرح نسأل الله أن يستفيد منه الجميع


كن راضيا .... دوما


اخوك

طلووووووووووولي


 
 توقيع : طـلـولــي

أقول
روح لا ترجع
ودور لك حبيب ثاني
ترى
قالوها بالأمثال
من ضيع حبه الأول
أكيد بيضيع الثاني


رد مع اقتباس
قديم 04-15-2005, 05:56 AM   #7


الصورة الرمزية طـلـولــي
طـلـولــي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1378
 تاريخ التسجيل :  Jan 2005
 أخر زيارة : 11-07-2009 (10:47 AM)
 المشاركات : 13,231 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: رسالة إلى مغـتاب !!!



دباس الجارح

يعطيك العافيه
اشكر لك مرورك الكريم
ولانحرمنا من توجيهك

كن راضيا ... دوما


اخوك

طلووووووووولي


 
 توقيع : طـلـولــي

أقول
روح لا ترجع
ودور لك حبيب ثاني
ترى
قالوها بالأمثال
من ضيع حبه الأول
أكيد بيضيع الثاني


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالة الى ؟ الاماكن مواضيع الحوار والنقاش 4 12-12-2006 08:30 PM
رسالة الى؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هشام احمد منتدى القصص والروايات 0 12-31-2004 03:23 AM
رسالة من حبيب لحبيبته(رسالة غريبة البهلول وسع صدرك 4 07-10-2004 10:46 AM
رسالة إلى... همــــــــــــس عطر الكلمات 19 05-17-2004 09:20 PM
رسالة من أمك : سعيد العمري مواضيع الحوار والنقاش 1 10-01-2003 12:40 PM


الساعة الآن 08:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir