[ الملحق ]

قطعت وعداً بأن اتحدث عن تجربة
قبلها اود الإشارة الى ملاحظة غريبة .. [ لا يكاد يخلو بيت ٍ من عاطلٍ او مُبتعث ! ]
ولا اود الخوض في هذا خشية من ظلم مسؤول او جرح سائل فالمشكلة مُركّبة
والمسؤولية مُشتركة , لعل اللوم على السائل اكبر من المسؤول
دعونا نبقى حول الابتعاث فقط !

شاء الله أن اكون يوماً في عداد المبتعثين
كانت المرة الاولى التي احلق فيها الي ما وراء البحــــار
كُنا نُبتعث فُرادي لا جماعياً , لم يكن الابتعاث بالواسطة بل كان بعد امتحان
لم يكن الهدف تسلية ولا رقصا واستهبالا وارسال مقاطع اليوتيوب
لم يكن لتغيير الفكر بل لتطوير الافكار ,, اعتقد هذا !

استلمت التذكرة وشيكا مُقدما
تم التسجيل سلفا والحجوزات مسبقا ,, ولم اكن ذو خبرة بمعاشرة ( الخواجات )
داخلي رجلٌ بدوي وطفل جنوبي ,, كنت بين رغبة ورهبة ,, ولكل ثمن << لا رجعة !
في صيف الرياض المعروف , الساعة تشير الى الرابعة عصراً , سويعات تسبق الاقلاع
وقد كنت منذ الصباح ارتب حوائجي وامغّــط في الكرفتة والمّع ما يمكن تلميعه
خرجت احمل عتاداً لم يكن اغلبه مهما << عن جهل !

نبدأ الروايا والعلوم السنعة ..
شاب اعزب , احمر مفتّل بِ شوشة .. اقصد شعر طويل
لا هم ولا حزن , لا خبرة ولا خبزة << ابو سيف يعرف قيمة الخبزة
شريت اكبر شنطة من العقارية وعبيتها .. ملابس - ادوات دراسة - ادوات نظافة وحلاقة ما خليت شيء
شريت بعض الكتب والخرائط وبغيت آخذ خريطة طحين ولو بالعقارية سمن وعسل كان شريت
المشكلة .. كانت ربطة الكرفتة , لازلت اذكر المعاناة لتعلم كيفية ربطها ........ المهم ,,
وصلت المطار , شيكت واخذت البوردنق وصعدنا الطائرة وكنت احمل الحقيبة الصغيرة
اخذت مكاني بالطائرة , على الشبّاكـ بجواري ضابط سعودي وعروسته الخجولة
عرفت أنّه ضابط عندما كنت اراقبه وهو يقلب محفظته وكانت بينها بطاقته
وعرفت انها عروس من لبسها وانها خجولة من تصرفاتها .
بعد ساعات , نام الجميع الا انا وبعض المضيفين
اخيراً وصلنا مطار نيويوركـ .

كان على المواصلين الرحلة الى سكرمنتو عبر شيكاقو
الانتقال من لقوارديا الى كندي بالباص او التاكسي والمسافة قريبة جدا
مشكلتي كانت في سحب الشنطة من الصالة الى موقف التاكسي وعيون الاستغراب تلاحقني
كُل هذا مو مهم ...... المصيبة بعد صعود طائرة ( امريكان ايرلاين ) وشفت الناس اللي بجنبي يمين ويسار
أُصبت بالصدمة الحضارية منذ نزول قدمي نيويوركـ وزاد على ذلكـ ما رأيته بالرحلة الداخلية التي زادت من الربكة
اول مرّة اشوف ابيض واحمر واشقر ومكشوووف !؟! جلست ادعي واحتسب ! واحيانا اركّــز النظر ,, فقط من باب الفضول !
حينها لازال البدوي قوي ... هبطت الطائرة وبدأت ابحث عن لوحة مكتوب عليها اسمي حسب الاتفاق مع الفندق
وجدتها وبغيت اسلم على راع التاكسي من الفرحة يوم لقيته ,, دقائق ونحن باستقبال الفندق , شاهدت على الكاونتر ..
شيء بحياتي ما شفته ولكن بحياء الطفل الجنوبي كنت اتكلم وعيني مرة فوق ومرة تحت , انهيت اجراءات التسجيل
تحركتـ احداهن برفقتي تحمل مفتاح الغرفة المطلة على البحيرة ورجل اسود يسحب الشنطة بضيقة
وضعها بالغرفة وخرج لتظل الحلوة تشرح لي عن المحتويات ومنها ثلاجة فيها قوارير صغاااااار
قلت وش ذي , بالانقليزي طبعا - قالت اذا استخدمتها تدفع ثمنها ونعوضها مع كل تنظيف للغرفة
قلت لا خليها مكانها لكن انتي تروحين البيت بعد الدوام والا تمسين بالفندق
ابتسمت وضربت الباب ! وقعدت فاغر انا وكرفتتي !

ما علينـــا ..
انا اتصوّر وضع بعض المبتعثين اليوم
هل لديهم الرادع الديني والاخلاقي وهل هناكـ رقيب داخلي او خارجي ؟
ثم ماهي الايدي التي تستقبلهم هناكـ وما مدى نظافة تلكـ الايدي ؟ يؤسفني أن اقول وبصراحة
اسوأ من تعاملت معهم هنــاكـ كانوا عربا ولهذا قررت البعد عن عرب الغربـــــــة
من حُسن الحظ أن الصديق الذي سبقني بسنوات , عندما اتصلت به جاء مُعيناً ناصحــاً
فقد ساعدني في استئجار بيت رائع في حي راقي وساهم معي في شراء السيارة
وابتـــــدأ المشـــوار .

ربما - واقول ربما كان للبدوي والطفل الذين كانا يسكنا جوفي الفضل الكبير
وربما دُعــاء والديّ أنني وفقت في صاحب المنزل والجيران والاصدقاء والا كانت علوم
اذكر إحدى الجارات كانت توصيني بعدم الاختلاط بغير الزملاء بالدراسة وكانت تحذرني من الخروج بعد العاشرة ليلا
كان من شروط السكن بجوار تلكـ العائلة عدم اقامة السهرات وتربية الكلاب فكان هذا ما اتمناه !
خُلاصـــــــــــــــــــة .. انتبهوا لابنائكم المبتعثين ,, تابعوهم ,, اكثروا من الاتصال بهم
قوموا بزيارتهم من حين لآخر ! والأهــــــم ,, ادعوا لهم .

من اراد أن يضيف شيئاً على هذا ............ الباب مفتوح
ولمن اراد ان يكتفي بالروايا كل التقدير