الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
ذكرى بدر ..وحال الشام
مقال للدكتور محمود نديم نحاس
تمر ذكرى غزوة بدر والدماء تسيل على أرض الشام، فتبعث في قلوبنا الأمل بأن نصر المستضعفين قادم بإذن الله، فالنصر في غزوة بدر إنما كان انتصاراً لدماء ياسر وسمية اللذين قُتلا تحت التعذيب في مكة المكرمة، وانتصاراً لبلال الذي عُذِّب في الرمضاء وهو يقول: أحد أحد، وانتصاراً لأولئك الذين ضُيِّق عليهم في مكة فاضطروا للهجرة تاركين وراءهم كل ما يملكون. فكان يومُ بدرٍ يوماً تاريخياً عظيماً سمّاه الله يوم الفرقان، وفرق فيه بين الحق والباطل، فأعزَّ الحقَّ ونصرَ أهلَه، وأذلَّ الباطلَ ودحرَ أتباعه، وتغيَّر وجه التاريخ، وتحقق وعد الله (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ. وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ). وليس بِدعاً أن نتذكر غزوة بدر في هذا الوقت العصيب الذي يستمر فيه طاغية الشام بتدنيس الأرض، وإراقة الدماء، وتكديس تلال من الضحايا والأشلاء، متجاوزاً كل المواثيق والأعراف، بل متجرداً من كل معاني الإنسانية. فهل يتعظ الذين يقتلون الناس بغير ذنب إذا عرفوا أن أبا جهل الذي عذَّب آل ياسر حتى الموت قد قُتل يوم بدر؟ لقد خرج الناس في بلاد الشام في ثورة سلمية، مثَلهم كمثل أهل بدر الذين وعدهم الله بالنصر على العير أو النفير، ولكنهم كانوا يفضلون التي ليس فيها قتال (وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ)، لكن النظام تعامل معهم معاملة قاسية فاضطرهم إلى الدفاع عن أنفسهم (كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ، وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ. وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، أي عسى أن تكرهوا ما في القتال من المشقة، وهو خير لكم في أنكم تَغلبون وتَظفرون وتَغنمون وتُؤجرون، ومن مات مات شهيدًا، وعسى أن تحبوا الدعة وترك القتال، وهو شر لكم في أنكم تُغلبون وتُذلون ويذهب أمركم. والمؤمن بعد الإعداد والأخذ بالأسباب يكون على يقين تامٍّ أن الفاعل الحقيقي هو الله (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)، فإن شاء سبحانه أمضى الأسباب، وجعل قوتها المؤثرة أقوى من قوة القائم بها، وإن شاء عطَّلها وسلبَها الأثر. ومن هنا فإن المؤمن يلجأ إلى الدعاء. وفي حديث الترمذي عن غزوة بدر (نظرَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إلى المشرِكينَ وَهم ألفٌ، وأصحابُهُ ثلاثُمائةٍ وبضعةُ عشرَ رجلاً، فاستقبَلَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ القبلةَ، ثمَّ مدَّ يدَيهِ وجعلَ يَهتِفُ بربِّهِ: اللَّهمَّ أنجِز لي ما وعدتَني، اللَّهمَّ إنَّكَ إن تُهلِك هذهِ العصابةَ مِن أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرضِ. فما زالَ يَهتِفُ بربِّهِ، مادًّا يدَيهِ، مُستقبِلَ القِبلةِ، حتَّى سقطَ رداؤُهُ عن مَنكِبَيهِ. فأتاهُ أبو بكرٍ فأخذَ رداءَهُ فألقاهُ علَى مَنكبَيهِ ثمَّ التزمَهُ مِن ورائِهِ وقالَ: يا نبيَّ اللهِ، كفاكَ مناشدتَكَ ربَّكَ، فإنَّهُ سَينجِزُ لَكَ ما وعدَكَ. فأنزلَ اللَّهُ تبارَك وتعالى (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أنِّي مُمِدُّكُمْ بِألْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) فأمدَّهُم اللَّهُ بالملائكةِ). وبعد قوة الإيمان تأتي قوة الترابط والمحبة والتآلف بين القلوب، وهكذا نقرأ في القرآن الكريم عن غزوة بدر (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ، قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) فهذه من مقومات النصر ولوازمه. والتفرق والتنازع من أعظم مسببات الضعف والفشل (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ. وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). ونقرأ في كتب السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب ممن يقابل أبا البختري بن هشام في جيش العدو ألا يقتله، لأنه كان يكفُّ القومَ عنه وهو بمكة، وكان ممن قام بنقض صحيفة المقاطعة. فأي درس في الوفاء نتعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم!؟ كما نقرأ وصيته بالأسرى وإكرام معاملتهم، فنبكي على أنفسنا عندما نسمع أن سجون طاغية الشام قد غصَّت، ليس بأسرى، وإنما بأحرار أبرياء، لم تثبت عليهم أي تهمة سوى أنهم قالوا كفى للظلم، فحرمهم حق الحياة، فمنهم من قضى نحبه تحت التعذيب، ومنهم من ينتظر. ولا نملك إلا أن ندعو الله أن يعجّل بنصرهم. |
08-02-2013, 05:18 AM | #5 |
مراقبة
|
اسال الله ينصرهمـ
آآآآآمين .. |
اللهم هبّ ل امي و أبي جنة يتلألأ نورها شاهقة خيامها، مشيده قصورها ، ذهب وفضه لُبناتها، لؤلؤ وياقوت حصباؤها ، وزعفران تربتها ، آمين . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
زئير الشام .. | أبو ريان | الصوتيات والمرئيات والفنون الشعبية | 7 | 06-08-2012 12:40 AM |
كيف تتبرع لا هل الشام | الأزدية | الصور والأفلام والفلاش | 5 | 05-30-2012 05:10 PM |
دعوة أهل الشام واليمن .. | أبو ريان | مواضيع الحوار والنقاش | 20 | 03-22-2012 01:07 AM |
حلى بلح الشام لذيذ0 | سحابة خير | قسم مطبخ نواعم | 9 | 04-10-2007 09:31 PM |
جمل في الشام طقو طقو 00000 | هارون الرشيد | الأسهم السعودية | 3 | 07-04-2005 04:25 AM |