غنيت حبك يا وطن ولثمت بحروفي سماك

درس في الوطنية .. اسمه خالد الفيصل
محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط



إذا أمسكت بالقلم وأردتُ أن أكتب الوطن فأجدني على الفور ستحضر صورة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير لأنه بالنسبة لي درس من دروس الوطن في لقاءاته وجلساته.. وحواراته ومقابلاته وكتاباته ألمس مشاعر الصدق عنده كمسؤول وكمواطن، مشاعر أتمنى لو كل إنسان يلمسها ويقترب منها ويحس بها.. الخوف على الوطن الحب للوطن.. الحرص على الوطن.. الدعاء للوطن.. التحذير من أعداء الوطن.. الاطمئنان على مستقبل الوطن. باختصار خالد الفيصل هو العنوان الأول في درس الوطن وهو البيت الأول في قصيدة الوطن ليت المعلمين والآباء يدرسون كلامه.. تصريحاته.. أقواله حتى يكون قدوتهم في المواطنة الصادقة..


في مرات.. ولحظات..


عندما أنظر إلى وجه الأمير أجدني أقرأ فيه ملامح إنجازات وهموم وآمال وأحلام وطني الحبيب فكيف لا يكون خالد في قلوب الشعب وهو أمير الإنسانية.. أمير الفكر.. أمير الشعر.. أمير المنطقة ورجل الدولة والمواطن المعطاء والمخلص.


أنا هنا لست بصدد قراءة نقدية لأدب الأمير وشعره ولكن.. من يقرأ بعض شعر خالد يجد رائحة الوطن في كل بيت وكل قصيدة فهو يذكر الصحراء والسهول وجهات الوطن ونسماته ومناخاته ورماله عشق فطري ربط خالد بوطنه فتحول إلى وجود في شعره وفي نثره. كذلك فهو عندما يكتب لا يكتب إلا للوطن وعن الوطن، إنه باختصار تعبير صادق عن التراث والأصالة والوطنية في أصدق معانيها ولم يكن الوطن موجوداً في فكر خالد فحسب أو وقف عند قلمه بل تعدى ذلك إلى ريشته التي عكست ألوان الوطن في لوحاته الفنية.


ما أصدق خالد الفيصل وهو يقول:


لاح يوم الوطن والعز لاح

وكلمة الله على البيرق تلوح

والوطن هو خالد وخالد هو الوطن ليس مجرد كلام معبر بل هو الصدق كله انظر وتأمل قوله وهو ينشد


غنيت حبك يا وطن

وثمت بحروفي سماك

وعشتك أكثر من زمن

وسقيت من عروقي ثراك

أنت الأبو وأنت الولد

وأنت التغرب والبلد

وأنت الشدائد والرخا

أموت وتاريخك خلد

ولم يكن للمرء أن يمر على قصيدة ارفع رأسك أنت سعودي.. مرور الكرام قبل أن يقرأها كلها أو يحاول حفظها خصوصاً وأن سمو الأمير قد اختار من معين أفكاره الذي لا ينضب شعار الموسم القادم لملتقى أبها.. ارفع رأسك أنت سعودي.. من رائعته تلك اخترت قوله:


ارفع رأسك أنت سعودي

طيبك جاوز كل حدود

مالك مثيل بالدنيا

غيرك ينقص وأنت تزود

ولم يكن همّ خالد ليقف عند حدود الوطن وما أدل على كلامي أن همّ العرب يعيش في وجدانه وعقله وقلبه وهو يلملم جهوده لإنشاء مؤسسة الفكر التي يرأسها وقد أتت لتوحيد جهود العرب وأن تكون خير من يسهم في جمع كلمتهم وثقافتهم والحد من تشرذمهم وأن تكون لغة وقناة للتواصل بين مفكريهم ولحفظ فكرهم وتراثهم وتوحيد صفهم.


قبل أيام كنا معشر التربويين في خميس مشيط على موعد لنلتقي بأمير المنطقة خالد الفيصل في لقاء تربوي كنت أجزم أنه لم ولن يبرح الذاكرة لأنه اللقاء التربوي الأول معه على الصعيد الشخصي وبينما كنت أستعد ظهيرة يوم اللقاء للقاء الأمير كانت أسرتي الصغيرة قد أحالوني إلى منبر يلقون صوبه بالأسئلة وأنا أجيب.. جلها كانت حول سمو الأمير المحبوب الذي يشاهدونه في التلفزيون وفي الصحف.


ورحت أسترسل في الحديث عن خالد الفيصل وكيف صنع مسافات التنمية واختصرها في عسير حتى غدت يسيرة جميلة.. شهرة.. مبهرة منذ أن حطت قدماه أبها في عام 1391هـ لقد قهر المستحيل بإرادة التصميم فلم نصدق أننا سنشرب ماء البحر ونحن نعلوه بـ 2500م ولمن نكن نصدق بأن تشاد الجسور والكباري والأنفاق لتخرق الجبال وتختصر المسافات بيننا والأهل في تهامة. لقد سار خالد بمسار التنمية في عسير بإرادة وتصميم وكان له ما كان لكن أنا على يقين بأن خالد الفيصل كان همه الأقوى إحداث ثورة من تنمية الإنسان في منطقة عسير حتى يعيش الرفاه وسعة العيش ويتحقق له التحضر والتمدن كي تتناسب حياته مع ما تقدمه حكومتنا الرشيدة رعاها الله من دعم لمواطنيها في جميع الجوانب الصحية والتعليم والطرق والخدمات الأخرى التي كانت هماً لمؤسس البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن بعده الملوك سعود، فيصل، خالد، وفهد رحمهم الله وها نحن نشهد صقر العروبة والد السعوديين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يسخر كل شيء لرفاهية وازدهار الوطن والمواطن. لقد سرى الحديث مع أسرتي قبل اللقاء وخشيت أن يسرقني الوقت فلقد عاشوا قصة من قصص الوطن وعندما هممت بالمغادرة لحق بي ابني الصغير إبراهيم ذو الخمس سنوات ليقول يا بابا.. سلم لي على الأمير خالد فقلت: (ابشر).. سيصل سلامك للأمير يا شبل الوطن ودَّعت أسرتي الصغيرة وعلى لساني قول الشاعر:


بلادي هواها في لساني وفي دمي

يمجدها قلبي ويدعو لها فمي

وصلت مكان اللقاء كان اللقاء والحب وحديث الأمير المسؤول والمواطن المخلص (خالد الفيصل) حدثنا بصدق وبعد حديثه مباشرة شرفت بالمداخلة الأولى ليكون تعليقه الذي لم ينقصه الصدق لقد كان حديث الوطن المطرز بالحب والإخلاص والحكمة والتوجيه البناء وفي ثنايا كلامه قال كل شيء من أجل الوطن لقد شعرت بقربي من الأمير عندما خاطبني بقوله: يا بني عندها التفت إليَّ زميل وقال: ما شعورك؟ قلت: شعور عظيم بحجم الحب والعلاقة بين المواطن وقيادته. وعندما شعر الزملاء برقصة الفرح من كلام الأمير تملأ عيني قال أحدهم: بماذا تشعر في هذه اللحظة؟ قلت: تصدق أشعر برغبة في الصعود إلى المسرح لأصافح الأمير ثم أستأذنه لأن أقبل يده لأنني سأشعر حينها كأنما قبلت كل ذرة رمل فوق ثرى وطني الحبيب المملكة العربية السعودية وطن العز والكرامة والإباء والشموخ وطن صقر الجزيرة وطن صقر العروبة وطن السعوديين.


وعند وداع الأمير كان لساني هتاف للوطن وللأمير تعليقاً على شعار ملتقى أبها للعام القادم (ارفع رأسك أنت سعودي) قلت: نعم سيدي سنرفع رؤوسنا لأننا سعوديون.. سنرفع رؤوسنا لأننا أبناء مملكة الإنسانية.. سنرفع رؤوسنا لأننا أبناء شعب يقود مسيرته خادم الحرمين الشريفين ثم عدت لأحكي لأسرتي الصغيرة أفنان، لجين، إبراهيم وأمهم فوزية قصة اللقاء وقصة الوطن وقصة خالد الفيصل.
مع تحيات د_زكريا منقول