04-16-2018, 12:15 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 29356 |
تاريخ التسجيل : Jun 2014 |
فترة الأقامة : 3806 يوم |
أخر زيارة : 05-18-2018 (12:11 PM) |
المشاركات :
882 [
+
]
|
التقييم :
1 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
آية عجيبة في فضل أمهات المؤمنين
آية عجيبة في فضل أمهات المؤمنين
قوله تعالى: ﴿ لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ﴾.
ذكر كثير من المفسرين في هذه الآية أن الله أمر نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام بإمساك أزواجه وعدم تطليقهن؛ لأنهن اخترن الله ورسوله بعد أن خيرهن بين الدنيا والآخرة، وهذه شهادة من الله على إيمانهن وعفافهن، وفيها إشارة إلى أنهن أزواجه في الجنة.
قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري: معنى ذلك: ولا أن تطلق أزواجك فتستبدل بهن غيرهن أزواجاً.. كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج من شاء من النساء اللواتي كان الله أحلهن له على نسائه اللاتي كن عنده يوم نزلت هذه الآية، وإنما نهي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية أن يفارق من كان عنده بطلاق أراد به استبدال غيرها بها، لإعجاب حسن المستبدلة له بها إياه؛ إذ كان الله قد جعلهن أمهات المؤمنين، وخيرهن بين الحياة الدنيا والدار الآخرة، والرضا بالله ورسوله، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، فحرمن على غيره بذلك، ومنع من فراقهن بطلاق، فتأويل الكلام: لا يحل لك يا محمد النساء من بعد اللواتي أحللتهن لك في الآية قبل، ولا أن تطلق نساءك اللواتي اخترن الله ورسوله والدار الآخرة، فتبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسن من أردت أن تبدل به منهن، إلا ما ملكت يمينك. انتهى من تفسير ابن جرير (19/ 152- 155) باختصار.
وقال السمرقندي: قال الحسن وابن سيرين: خيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه بين الدنيا والآخرة، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، فشكر الله لهن على ذلك فحبسه عليهن. فقال: ﴿ لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ﴾ يعني: لا يحل لك أن تطلق واحدة منهن، وتتزوج غيرها. بحر العلوم للسمرقندي (3/ 70).
وقال البغوي: لما خيَّرهن النبي صلى الله عليه وسلم فاخترن الله ورسوله شكر الله لهن، وحرَّم عليه النساء سواهن، ونهاه عن تطليقهن، وعن الاستبدال بهن، هذا قول ابن عباس وقتادة. تفسير البغوي (3/ 653).
وقال الزمخشري: التسع نِصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأزواج، كما أن الأربع نِصاب أمته منهن، فلا يحل له أن يتجاوز النصاب، ولا أن تستبدل بهؤلاء التسع أزواجا أخر بكلهن أو بعضهن، أراد الله لهن كرامة، وجزاء على ما اخترن ورضين، فقصر النبي صلى الله عليه وسلم عليهن، وهي التسع اللاتي مات عنهن. الكشاف للزمخشري (3/ 553).
وقال ابن عاشور: المعنى: أن من حصلت في عصمتك من الأصناف المذكورة لا يحل لك أن تطلقها. التحرير والتنوير لابن عاشور (22/ 79).
فائدة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء) رواه الترمذي (3216) وصححه هو والألباني.
قال الزمخشري بعد ذكر حديث عائشة: يعنى: أن الآية قد نُسِخت، ولا يخلو نسخها إما أن يكون بالسنة، وإما بقوله تعالى قبلها: { إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ }، وترتيب النزول ليس على ترتيب المصحف. الكشاف للزمخشري (3/ 553، 554).
فائدة أخيرة:
قال الشعراوي: ورد عن السيدة عائشة أنها قالت: ما مات رسول الله حتى أبيح له أن يتزوج ما شاء، فكيف ذلك؟ قالوا: لأن الله تعالى أراد أن يعطي لرسوله تميز الوفاء لأزواجه، فمع أن الله أباح له أن يتزوج بغيرهن، إلا أنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل وفاء لهن، وقد رأى صلى الله عليه وسلم من أزواجه سابقة خير حين خيَّرهن فاخترته، وفضلن العيش معه على زينة الدنيا ومتعها، فكأنه يرد لهم هذه التحية بأحسن منها. ومجيء ﴿ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ﴾ [الأحزاب: 50] قبل ﴿ لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ ﴾ [الأحزاب: 52] دليل على تكريم الرسول ومعاملته معاملة خاصة، فالله قد أحل له قبل أن يحرم عليه، ومثال هذا التكريم قوله تعالى: ﴿ عفا الله عنك لم أذنت لهم ﴾ [التوبة: 43]، فسبق العتاب بالعفو. تفسير الشعراوي (19/ 12103).
الألوكة |
|