الإهداءات


المجتمع المسلم والفتاوى الأسرة ، الأباء ، الأبناء ، المرأة ، الشباب ، الارحام ، الجار ، الطفل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-20-2017, 01:11 PM
مركز تحميل الصور
حنايا الفجر غير متصل
لوني المفضل Blueviolet
 رقم العضوية : 30844
 تاريخ التسجيل : May 2017
 فترة الأقامة : 2751 يوم
 أخر زيارة : 11-05-2017 (11:52 AM)
 المشاركات : 262 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : حنايا الفجر is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي يا نفس توبي توبة صادقة لا جوفاء...!



يا نفس توبي
توبة صادقة لا جوفاء...!


أنور إبراهيم النبراوي
@AnwarAlnabrawi



والتوبة ليست كلمة تقال باللسان، إنما هي عزيمة في القلب، يتحقق مدلولها بالإيمان، والعمل الصالح، ويتجلى أثرها في السلوك العملي في عالم الواقع، أما أن يقول المرء: أستغفر الله وأتوب إليه؛ وهو مصرٌّ على المعصية، فهذه توبة جوفاء؛ يتحرك بها اللسان دون أن يكون لها أثر في الجنان.

أما إذا وقعت التوبة في القلب وصح الإيمان، وصدّقه العمل فهنا يسير العبد في طريق الرشاد والهدى والاهتداء؛ فإن التوبة كغيرها من العبادات والطاعات، لابد لها من الصدق مع الله، وتجريد الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وهذه هي التوبة التي تُحدث ميلادًا جديدًا للنفس، ويقظة فاعلة للضمير.
فإن كثيرًا من الناس يترك الذنب خوفًا من البشر، أو لتغيّر حاله، أو لعدم القدرة على فعل المعصية أو لابتعاده عن أسبابها، أو لأجل الدنيا، أو شيء من أمرها، أو غير ذلك مما يكون عائقًا أمامه يمنعه من ارتكاب المحرّم، وظلم نفسه، فهذا لا يعدّ تائبًا حتى يتركها لله رب العالمين، استجابة لأمره، وطمعًا في ثوابه، وخوفًا من عقابه.
لابد من توبة لله، ومن أجل الله:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النُّور: 31]، لذا كان الجزاء هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب والسلامة من جميع الشرور، والتنعم في دار الحبور والسرور.
فباعث التوبة وترك الإصرار في هذه الحال، هو معرفة الله ومعرفة أسمائه وصفاته، بأن يعيش العبد بقلبه وفكره متأملا في أسماء الله وصفاته، وفي كتابه العزيز، متدبرا لما في ذلك من الحكم والمعاني والأسرار.
فعندما يتأمل في أسماء الله: الرحمن، الرحيم، التواب، الكريم، العفو، الغفور، الودود والحميد، فإن قلب العبد يمتلىء طمأنينة ورجاء ورغبة في التوبة.

يقول القرطبي رحمه الله: "الباعث على التوبة، وحل الإصرار؛ إدامة الفكر في كتاب الله العزيز الغفار، وما ذكره الله سبحانه من تفاصيل الجنة ووعد بها المطيعين، وما وصفه من عذاب النار وتهدد به العاصين، وداوم على ذلك حتى قوي خوفه ورجاؤه، فدعا الله رغبا ورهبا، والرغبة والرهبة ثمرة الخوف والرجاء، يخاف العذاب، ويرجو الثواب"[1]. وممّا يبعث على التوبة تعظيم حرمات الله، وأن نعلم بأن الله يغار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَغَارُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ»([2]).
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}[الحَجّ: 30].من يجتنب معاصيه ومحارمه ويكون ارتكابها عظيما في نفسه، فله على ذلك خير كثير وثواب جزيل، فكما على فعل الطاعات ثواب جزيل وأجر كبير، وكذلك على ترك المحرمات واجتناب المحظورات[3].

قال بشر بن الحارث (الحافي) رحمه الله: "لو تفكر الناس في عظمة الله ما عصوا الله عز وجل"؛ فعلى العبد أن يحذر الذنوب وسوء عواقبها في نفسه، فالاغترار أو الفرح بالذنب أو قلة الحياء من الله أعظم من الذنب نفسه، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال، وأنت على الذنب أعظم من الذنب، وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب، وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب، وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب، وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب إذا عملته".




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مواطنة صادقة ..!! هنا الرياض مواضيع الحوار والنقاش 2 09-20-2007 12:00 PM
دعــــوة صادقة ...(أرجو الدخول )؟؟؟ سهيل الجنوبي رياض الصالحين 7 03-28-2005 12:26 PM
دعوة صادقة ومن القلب .. $بلزاك$ مواضيع الحوار والنقاش 8 11-12-2003 04:06 AM
لحظــــة ضيــــــق صادقة الوفــــاء عطر الكلمات 6 06-24-2003 07:14 PM


الساعة الآن 09:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir