عبادةُ الأحرار
“جُعِلَ الصيام مُعادلا لتحرير الرقبة في ثلاثة أحكام من كتابه، إذ جُعِلَ على من قتل مؤمنًا خطًأ؛ تحرير رقبة مؤمنة وديَّة مُسَلَّمَةٌ إلى أهله{فمن لم يجد فصيام شهرين مُتتابعين توبةً من الله}. وجعل على الذين يظَّاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا تحرير رقبة من قَبلِ أن يتماسَّا {فمن لم يجد فصيام شهرين مُتتابعين من قَبلِ أن يتماسَّا}. وجعل كفَّارة اليمين تحرير رقبة {فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام}. فانظر لم كتب الله على من ارتكب شيئًا من هذه الخطايا الثلاث : أن يُحرر رقبةً مُؤمنةً من رقِّ الاستعباد؛ فإن لم يجدها فعليه أن يعمل على تحرير نفسه من رقِّ مطالبِ الحياة، ورقِّ شهواتِ النفس، فالصيام كما ترى هو عبادةُ الأحرار، وهو تهذيب الأحرار، وهو ثقافة الأحرار!! “
جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر، ج٢ ص٩٣٩.