هياط غلاء المهور

أصبح الصيف لدينا موسما حافلا بالأعراس فوددت أن اكتب موضوعا مهما أناشد فيه ولاة الأمر بإيجاد حلول حيث تفشت في الآونة الأخيرة ظاهرة غلاء المهور التي أصبحت عائقا كبيرا أمام الكثير من المقبلين على الزواج وخصوصا في المجتمعات القبلية التي يسيطر عليها في الغالب ( المهايطة).
فالشاب بعد أن يتخطى عناء الدراسة من الثانوية العامة ويبدأ بالبحث عن مؤسسة تعليمية تحتضنه لخمس سنوات أخرى حبلى بالصراعات والمفاجآت خلال مسيرته الدراسية ظنا منه بأن مؤسسات الدولة والقطاع الخاص تنتظره بفارغ الصبر لتأمين مستقبله الوظيفي ليتفاجئ باختبارات القبول والكفاية وكأن شهادته الجامعية من ليبيريا وليست من مؤسسة تعليمية معتمدة من قبل وزارة التعليم العالي.
يواصل الشاب الطموح المحمل بهموم أسرته وأماله الكبيرة التي أثقلت عاتقه البحث عن الوظيفة بعد اصطدامه بالواقع وخصوصا عندما يعرف انه لايملك فيتامين دال الذي يذلل له كافة العراقيل وينسف الأنظمة جملة وتفصيلا.
وبعد حصوله على الوظيفة المتواضعة يبدأو دور الأسرة ابتداء من الأب فالأم فالبقية بحثّه على الزواج وإيجاد شريكة حياته التي لاتملك من مقومات الشراكة سوى الانبطاح ومتابعة تحديث حافز بين الفينة والأخرى.
تترسخ الفكرة لديه بأن يجب أن يتزوج لأن في هذه الخطوة استقرار وسكن للنفس وهدوء للبال ولكن الشاب تواجهه معوقات لإتمام هذا الأمر من بين هذه المعوقات غلاء المهور وتبعاتها الدخيلة علينا والغير مذكورة بعقد النكاح فهناك قصص كثيرة أعاقت تزويج البنات من قبل بعض الآباء هداهم الله بسبب المغالاة بالمهر متجاهلين حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( أقلهن مهرا أكثرهن بركة).
ومن أضرار غلاء المهور زيادة العنوسة وتوتر العلاقات بين الأب وبناته وعزوف الشباب عن الزواج وتوجههم للمحرمات وهذا كفيل بجلب الأمراض الجنسية حمانا الله وإياكم.
لذا يجب تيسير الزواج بل ومساعدة البنت عليه والتخفيف من الاشتراطات على الشاب حتى يتمكن من العيش في أجواء زوجية سعيدة بعيدة عن الديون والمطالبات المالية التي تلاحق الزوج منذ الشهر الأول بعد إتمامه لزواجه.