#1
|
||||||||
|
||||||||
:::زوجتي بريال:::
~¤© ::::::: حكاية تكشف قضايا :::::::: ©¤~
زوجتـي العزيزة .. علـبة بيبسـي .. بريال واحـد نسمع ونقرأ بين الحين والآخر حكايات متنوعـة ، ربما ترسم البسمة على شفاهنا ، وربما تحجر دمعة في مقلتنا . البعض منها ننساها بمجرد انفضاض المجلس .. والبعض الآخر يبقى في الذاكرة ، نقلبها بتمعن في أذهاننا ! حكايات ومواقف تثير فينا تساؤلات ، وتعطينا دلالات على واقع حال المجتمع الذي نحن أحد أفراده ، نؤثر ونتأثر بكل حدث فيه . من الحكايات التي قرأتها مؤخراً ، هي حكاية الرجل الذي كان ينادي زوجته بـ ( أم ريال ) وأحياناً ( علبة البيبسي ) : تتلخص حكاية ( أم ريال ) كالتالي : ( ريم ) التي تتحدث الحكاية عنها ، هي فتاة تقدم للزواج منها رجل إسمه ( سعود ) ، إمتنع والدها عن تزويجها له إلا بمهر رمزي وقدره ( ريال ) ، وكان ذلك بقصد أنه لا يبيع ابنته بالمغالاة في طلب مهرٍ مرتفع ، ولكن يختار لها الرجل الصالح . ولكن هذا الأمر ، كان محل مزاح ثقيل من سعود لزوجته ، حيث كان يكنيها بإسم ( أم ريال ) ويناديها به في كل الأوقات ! حتى وصل به ثقل مزاحه إلى أنه قال لها : ( دفعت بك ريال ، كقيمة علبة مشروب الببسي ) ! مما أثر في نفسيتها ، وأصابها بالشعور بالإهانة لما يفعله زوجها ، وظهر ذلك التأثر أمام والدتها التي استنطقتها حتى عرفت منها سبب التأثر ، فأخبرت والدها ليرد لها كرامتها المهانة ! الوالد ، أراد أن يلقن سعود درسا ، وأن يثأر لما يحدث لإبنته ، فاستبقى الإبنة في بيته ، ورفض عودتها لزوجها . فلما جاء الزوج ليسترد زوجته ، أظهر الوالد موافقته ، ولكنه طلب منه أن يستدعي كل رجال عائلته ، وقام بتقديم واجب الضيافة لهم علب من شراب ( الببسي ) . فلما تحدث ( سعود ) عن إرجاع زوجته ، اشترط الوالد عليه نظير ذلك ، دفع مبلغاً كبيراً وقدره ( ثلاثمئة ألف ريال ) ، يرجع للفتاة قيمتها أمامه ! جمع الرجال المبلغ ، ودفعوه لـ ( سعود ) إعانة له . هذه الحادثة – إن صدقت روايتها – تدل على قضية اجتماعية خطيرة جداً ، بدأت تنشب مخالبها في مجتمعنا للأسف الشديد .. وهي قضية .. التفاخر في المهور . ومنشأ هذه القضية في رأيي يعود إلى أسباب متعددة ، ليس هذا مجال الإستطراد في ذكرها ولكن يهمني منها هو .. السؤال الذي يدور بين الناس حال سماعهم بزواج إحدى الفتيات : كم أعطاك ِ مهرا ؟ لو اختفى طرح هذا السؤال من مجالسنا ، لما حدثت هذه المشكلة . واختفاؤها يتم ببساطة ، لو اتفقت الفتيات الصالحات من جيل الوعي و الصحوة ، على رفض الرد على هذا السؤال . يكفي أن تجيب على من يطرح عليها مثل ذلك السؤال ، قائلة : ما أمهرني زوجي هو أمر خاص بنا ، لا ينبغي لي أن أتحدث عنه .. ويكون هذا الرد موحداً لدى جميع الفتيات ، مهما كبر أو صغر المبلغ المدفوع . عندما نتأمل هذه الواقعة، لنعرف أين وجه الخطأ في أحداثها ، ومن هو المخطئ فيها ..سنجد أن الأطراف الثلاثة ( الزوج – الفتاة – الأب ) ا! لذين ورد ذكرهم ، قد ارتكبوا أخطاءاً .. ولكنهم يتفاوتون في درجة الخطأ .. أولاً : الزوج ( سعود ) : عندما نصف رجلاً ما بأنه رجل صالح ، وملتزم ، وذو سمت طيب ، فهذا لا يعني خلوه من صفات خلقية قد تخفى عن الفتاة قبل زواجها منه ، وكذلك تخفى عن الأب عند سؤاله عنه .. فهنا الرجل – رغم اتصافه بالصلاح – إلا أنه يحب المزاح ، ولا يهتم بوضع حدود لمزاحه ، أو التفريق بين الأطراف الذين يمزح معهم . مزاح الرجل مع صديقه الرجل ، يختلف عن مزاحه مع زوجته ( المرأة ) . هنا ، يجب عليه أن يضع تقديراً للإختلاف الجذري في التكوين الوجداني ، والنفسي ، والعاطفي بين الرجل والمرأة . فمزحة ما ، قد تضحك رجلاً ، لكنها بالمقابل قد تبكي إمراة . وكذلك ، مزاحنا مع من هم في مستوانا العمري ، والمكانة الإجتماعية و الأسرية – كالإخوة وأبناء العمومة وأبناء الأخوال ونحو ذلك – يختلف عن مزاحنا مع والدينا ، وأعمامنا وأخوالنا ، وغيرهم من كبار السن . وهذا الأمر افتقده ( سعود) في غلظة مزحته مع زوجته . وتجاهل إحترام مشاعرها الأنثوية ، وفطرة المرأة الطبيع! ية ، التي تحب أن تكون ذات حظوة لدى زوجها ، وأن تتعرف على هذه المكانة والحظوة بالكلمات التي يرددها على مسامعها بين الحين والآخر ، كأن يقول لها : ( أنت أغلى ما حزت عليه في الدنيا ) ، ( أنت أثمن نساء الأرض عندي ) ، ( مكانتك لا تقدر بكنوز الدنيا ) ... إلخ ونحو ذلك من عبارات تطرب الزوجة ، وتشعرها بالإطمئنان والأمان ، وتضفي على حياتها الزوجية السعادة والهناء . وأعتقد أن هذا مراد الزوج ، وسيكون في صالحه . لذلك . كان خطأ ( سعود ) هو .. المزاح الثقيل في غير محله ، وجهله بأسلوب التعامل مع الزوجة ، وتحسس ما تحب ولا تحب سماعه من زوجها . وجهله كذلك بطبيعة المرأة الأنثى وخصائصها التي تحتلف فيها عنه كرجل . لذلك كان عليه أن يفطن لهاتين النقطتين ، وأن يتخلص منهما ، حتى لا تعود المشكلة للظهور مرة أخرى . ثانياً : الزوجة : يجب على كل فتاة أن تدرك أنها متى ما غادرت حجرتها في بيت أهلها ، فقد دخلت بيتها هي بكل حجراته ! وهذا يعني أنها بعد أن تصبح زوجة ، ومالكة لهذه المملكة ( البيت ) ، وجب عليها أن تشيّد حصون عالية ، تمنع أي! أعاصر وعواصف تقتلع أسوار هذه المملكة . ويجب عليها بالدرجة الأولى ، أن تتاكد من عدم اقتحام أحد – أي كانت درجة قرابته لها – حدود هذه المملكة ، إلا بإذن ولي أمرها ( الزوج ) . وتقيم أسواراً تحيط ببيتها ، وتسد كل منفذ قد يطلع الآخرون منها على ستر ما يحدث فيه . لذلك ، نجد أن الزوجة هنا ، قد ارتكبت أخطاءاً متعددة أوجزها كالتالي : 1- لم تحتفظ بما يجري بينها وبين زوجها من مواقف ، وأخبرت أمها التي سارعت بإخبار الأب . وهذا يعني أن أطرافاً دخلت في مشكلة حدثت بين الزوجين ، وهذا بطبيعة الحال يساعد على تدخلهم في حلها .. وهذا أمر يجعل من المشاكل الأسرية تتفاقم ويصعب حلها في غالب الأحوال ، خاصة مع المشكلات اليومية البسيطة التي من هذا النوع . عندما يحدث موقف ما بين المرأة وزوجها ، وتنتج عنه حالة نفسية وانفعالية سيئة ، هنا يجب على الزوجة ألا تشعرأمها بما في نفسها ، ويكون ذلك بعدم الخروج من البيت عندما تكون في حالة نفسية سيئة قد تبدو لمن يراها من أهلها .. وعادة تمر مثل هذه المواقف وتنتهي مع مرور الأيام ، وتنتهي ساعة الإنفعال ، ويعود ال! صفاء بين الزوجين . فهنا الزوجة قد ارتكبت خطأ في إظهار شعورها بالإمتعاض من مزاح زوجها أمام أمها ، فلا فائدة بعد ذلك من أي محاولة منها لإخفاء وجود خلاف أسري بينها وبين زوجها ، بعد أن شاع أمره . 2- أخطات بتعريض زوجها لموقف محرج أمام والدها وأهله ، ومعرفتهم سبب الخلاف الذي حدث بينهما، ونقل مزاحه معها لمجلس عام ، وتقليل مكانته أمام أهله وأهلها ، وإظهار عجزه المادي وعدم استطاعته دفع مبلغ باهض كالذي طلبه والدها . يجب أن تعلم المرأة أن كرامتها من كرامة زوجها ، وأي انتقاص له – ولو كان من جانب أهلها – هو انتقاص لها ، ومجرد تعريض زوجها لموقف يقلل من قيمته ومكانته أمام الآخرين – مهما كانت درجة قرابتهم لها أو له – هو أمر يؤثر في مكانته وقدره أمامها هي بالدرجة الأولى ، ومن ثم أمام أبنائها . يجب أن تكون الزوجة ستر وغطاء لأخطاء زوجها ، وأن تحرص على إظهاره بأجمل صورة ، وأكملها في عيون الناس . لا تشعر المرأة بالفخر ، إلا من فخرها برجلها . وأي عيب تكشفه للناس عنه ، أمر يعيبها هي أولاً وأخيرا ثم يعيب أبنائها ، فهم من يحملون اسمه ، وهي .. ! ( أم .. فلان الفلاني ) ! 3- الزوجة أخطات أيضاً عندما بالغت في ردة فعلها الإنفعالية لمزاح زوجها ( سعود ) . فلو أنها أخذت ما يقوله لها على محمل حسن النيـة ، وتقبلته بروح التسامح ، بل وحاولت أن تجاريه في مزاحه لها : ( دفعت فيك ريال ، كقيمة علبة الببسي ) ، بأن ترد عليه بضحكة صافية ومجاملة وتقول : ( بل .. أنا لك .. كأس من الماء البارد ، لـتائه ٍ في الصحراء في عز حر الصيف ، فقـل لي كم يبلغ ثمنه ؟ ) . هذه العبارة ، تساعد في إحداث نوع من المرح وتلطيف الجو بين الزوجين ، وتخفيف حدة توتر الموقف ، وتساعد الزوجة بالدرجة الأولى على كظم غيظها ، وإفراغ شحنة غضبها ، وتحافظ على العلاقة الحميمة بينها وبين زوجها ، دون جرح مشاعره ، أو تصعيد الموقف بدون مبرر . أو تقول مازحة هي كذلك ، عبارة طريفة تطفئ غيظها منه – إن وجدته في نفسها – : ( ما رأيك أن أرجع لك الريال لتستثمره وتنميه ، ليكون مهراً محترماً ، لإبنك عندما يكبر ؟ ) . ستجعل هذه العبارة الزوج ( سعود ) يفكر ملياً في ما فعله والد زوجته ، ويقدّر له ولها تنازلهما ع! ن دفع مهر مرتفع ، مما جعله يبني حياته الزوجية بدون أن يتعرض لضغوط الديون والإقتراض . و سوف يشعر بمدى المسؤولية التي سوف يواجهها في إحصان إبنه مستقبلاً ، ومساعدته مادياً في تكوين أسرة ناجحة كأسرته . إذاً الزوجة الناجحة ، عليها أن تقلب كل موقف خلافي بينها وبين زوجها إلى صالح كفة استقرار حياتها الأسرية . وهذا أحد معاني أن تكون المرأة سكناً للرجل . أي تمتص كل خلاف زوجي ، وتوظف طبيعتها الأنثوية ، وسعة أفقها ، وذكائها ، وقدرتها التعبيرية في الكلام - والتي تتفوق فيها الأنثى على الرجل - في كسب محبة وتقدير الزوج . ثالثاً : وهو الأهم ..الأب : عندما تصدر الأخطاء من الزوجين في مقتبل حياتهما الزوجية ، عادة نرد هذا الأمر لصغر سنهما ، وافتقادهما للخبرة الكافية في حل مشاكلهما ، والتأقلم مع التغيير الذي حدث لكل ٍمنهما بعد الإنتقال من بيئة مختلفة ومحيط مختلف ، واجتماعهما في محيط واحد ، وهو بيت الزوجية . هذه الأخطاء تكون متوقعة ، ومقبولة وسهل التعامل معها . ولكن عندما يصدر خطأً من رجل كبير في السن ، له خبرة حياتية في الزواج ! ، وأدرك مع مرور الوقت والزمن - بحكم معاشرته للمرأة زوجته - طبيعة تكوينها العاطفي ، والحساسية المفرطة التي تميزها عن طبيعة الرجل . هذا أمر لا يبرر له ما فعله من خطأ جسيم ! لعدة أسباب : أولها : كان مما ينبغي على الأب .. أن لا يستمع لشكوى الأم عن زوج ابنته . وأن يطلب منها عدم التدخل في حياة ابنتها ، حتى لا تزيد مشاكلها سوءاً . وأن تنصح ابنتها بالإحتفاظ بأسرار علاقتها الزوجية بينها وبين زوجها .. وأن يحيّـد عاطفته الأبوية نحو ابنته ، ويلغي إحساسه بالمهانه التي تولدت تبعاً للمهانة التي تظن الفتاة أنها تعرضت لها ، فيحكم على الموقف بموضوعية تامة ، بأن يضع نفسه مكان زوج ابنته ( سعود ) .. هل كان يقبل أن يتدخل أحد في حياته الزوجية ؟ وبغض النظر عمن يكون هذا الشخص ؟ ثانياً : لقد أخطأ الأب في تصعيد الموقف ، وذلك عندما أدخل أطرافاً جديدة من أهل الزوج ، ومن لا يعرف ملابسات نقطة الخلاف بين ابنته وزوجها ، وهذا لا شك يوسّع أي خلاف أسري ، ويجعله موضع حديث الآخرين ، مما يؤثر على إستقرار بيت الزوجية . ثالثاً : أراد الأب أن يحفظ لابنته – كما يعتقد – كرامتها ، وذلك بأن يستبقيها في بيته ، وأن يرفض عودتها لزوجها دون دفع مبلغاً باهضاً من المال ، لرد اعتبارها أمام زوجها والآخرين ! ولكنه وضعها ، وربما وضع نفسه في موقف أكثر إهانة ، وكرامتها وكرامته - هو أولاً - في محك اختبار ! فماذا لو حدث التالي : 1- رفض الزوج ( سعود ) إرجاع زوجته بهذا الشرط ( دفع مبلغ 300 ألف ريال ) . 2- عجز الزوج ( سعود ) عن توفير هذا المبلغ . 3- رفض أو عجز أهل ( سعود ) توفيره . ماذا سيكون موقف الأب ؟ وماذا ستكون ردّة فعل الفتاة ؟ - إما أن يصر الأب على بقاء ابنته في بيته حتى يحقق الزوج ( سعود ) ما اشترطه عليه لاستعادة زوجته . - أو يحدث طلا ق بين الزوجين بسبب إصرار كل من الأب ، والزوج على موقفهما . - أو يتنازل الأب عما اشترطه على الزوج ، عندما يرى حزن ! ابنته لانفصالها عن زوجها ، فيرسل لزوجها ليرجعها له . وهنا لا تكون قيمتها ( ريال ) بل ( أقل من هللة ) . - الأرجح في حالة الشخصية المتهورة التي تفتقد الحكمة كحال هذا الأب - أن يضاف عدد جديد إلى قائمة ( المطلقات ) والتي تزداد في المجتمع يوما بعد يوما |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
زوجتي | سد الوادي | المواضيع العامة والإخبارية | 14 | 06-21-2011 01:37 AM |
بريال ونص | أميرالأحساس | مواضيع الحوار والنقاش | 3 | 12-22-2009 03:26 PM |
زوجتي .. يازوجتي | بن ظافر | مواضيع الحوار والنقاش | 18 | 03-15-2009 07:10 PM |
بيبسي بريال | ابوطيف(ال حطامي) | منتدى القصص والروايات | 0 | 05-27-2008 08:40 PM |
ما افرح منه بريال | الأزدية | مواضيع الحوار والنقاش | 15 | 10-02-2007 01:35 PM |