الخيانة نكران للحياة

الخيانة مصطلح بشع ضد كل القيم النبيلة والجميلة في هذه الحياة, والخيانة ضد الامانة والخيانة لا تكون الا فيما اتفق عليه وتم التعاهد عليه بصورة او بأخرى وحينما تكون الامانة التزاما بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فإن الخيانة نقض هذه الالتزامات والاخلال بكل الشروط وكل العهود وكل المواثيق.
والخيانة لا تنتج الا عن مرض فكري ونفسي وهذا المرض النفسي مضاد للجمال.. للحب.. للخير.. مضاد لقيمة الحياة وما فيها, انها سقوط في مستنقع الغدر القذر انها نوع من الطعن في الخلف.
ان الخيانة مضادة للثقة ومضادة للقيم النبيلة ومضادة للحب الذي هو بلسم الحياة.
والخيانة لا تختلف كثيراً في مواقعها فهي بحد ذاتها خيانة مرة اياً كانت ومن سولت له نفسه خيانة الصغائر لن يكون اميناً في الكبائر ومن خان صديقه ومن خان حبيبه ومن خان قريبه او بعيده سيخون وطنه, سيخون عمله, سيخون نفسه, سيخون الله سبحانه وتعالى. فكما ان الامانة مبدأ جميل وثمين وغال فإن الخيانة مبدأ بشع مخيف رخيص وكما ان الامانة طمأنينة فإن الخيانة قلق وحرمان ونكران لا يساويه نكران.
والخيانة في الحب هي الحسرة هي الموت لهذا الحب مهما كان جميلاً وقوياً, لأن خيانة من نحب تختلف كثيراً عن من لا نحب لأنها من الاقرب الى نفوس تكون موجعة مؤلمة قاسية قاتلة.
لأننا نثق كثيراً في احبتنا ونعطيهم قدراً كبيراً من الامان والاطمئنان وحينما يستغل هذا العطاء ضدنا في الاخلال بكل المواثيق هنا تكون الصفعة ونكتشف بعد فوات الاوان اننا ربما كنا نستغل ممن نحب, ونستغفل ممن نحب وهنا يكون الألم اقوى ويكون الصراخ اقوى والندم اقوى في وقت لا ينفع فيه الندم.
رابط المقال في جريدة عكاظ