رد: التاريخ الإسلامي - حالة الأحزاب في اخر العصر الأموي.
(جـ )الخوارج:-
من الأحزاب التي خرجت على الأمويين، حزب الخوارج الذين كانوا بالأمس من أشياع على بن أبي طالب ثم خرجوا عليه بعد التحكيم.
وكانوا يقولون بصحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان في سنيه الأولى ، وعلى إلى أن حكم الحكمين . ويمثل هؤلاء الخوارج أو "الديمقراطيون" ، كما يسميهم فإن فلوتن: (1)،
المبادئ الديمقراطية المتطرفة ، ويعتقدون أن الخلافة حق لكل عربي حر. على أن منهم من أدخل على نظريتهم بعض التعديل ، فشرطوا الإسلام والعدل بدل العروبة والحرية، ولا سيما حين انضم إلى صفوفهم كثير من المسلمين من غير العرب ، حيث جعلوا حق الخلافة شائعاً بين جميع المسلمين الأحرار والأرقاء على سواء ، وخالفوا بذلك نظرية الشيعة التي تقول بحصر الخلافة في آل بيت النبي.
وكان لسخط المسلمين على سوء تصرف بعض الخلفاء الأمويين أثر كبير في إثارة الشيعة والخوارج والموالي من الفرس، وأتيحت الفرصة للخوارج لنصب أنفسهم لحماية هؤلاء من نير الأمويين . وإن الناظر إلى مبادئهم ليجد أنهم غلوا جميعاً في الحكم على مخالفيهم ، حتى ساروا بينهم وبين الكفار عبدة الأوثان. فلا عجب إذا اشتطوا في حربهم، وبذلوا نفوسهم في سبيل الذود عن مبادئهم وقد ضربوا المثل في الشجاعة النادرة والبطولة الفذة ، وشغلوا كما رأينا الحزب الأموي وغيره مدة طويلة ، حتى كلفوا الأمة الإسلامية ثمناً غالياً من الأموال والأرواح. وقد تفانوا في آرائهم الدينية تفانيهم في حروبهم ، حتى قيل إن أربعين رجلاً من الخوارج استطاعوا أن يهزموا جيش عبيد الله بن زياد ، وكانت عدته ألفي رجل. وفي عهد مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية (127 – 132هـ) تفاقم خطر الخوارج الذين انتهزوا فرصة انقسام حزب بني أمية على نفسه، وثاروا بزعامة الضحاك ابن قيس الشيباني وهددو العراق . ولكن قتل الضحاك لم يضع حداً لثورات الخوارج في بلاد العراق ، فقد ظهر فيهم زعيم جديد ، هو أبو حمزة الخارجي ، الذي ثار في الحجاز وحضرموت، ولكن مروان بن محمد هزمه وقتله . وكانت ثورة أبي حمزة آخر ثورات الخوارج في عهد بني أمية.
(1) السيادة العربية والشيعة الإسرائيليات في عهد أمية. ترجمة المؤلف.
|