مشاركة: بالوصف الدقيق كيف ستموووت.....
أحب ان آخذهم لهذه القصة العجيبة... فاسمعوا لها جيداً وكونوا آذاناً صاغية خاصة لمن لم يقرأ هذا الموضوع من اوله...
خرج عمر بن عبدالعزيز في جنازة بعض أهله ، فلما أسلمه للديدان ودسه في التراب ، التفت إلى الناس فقال
أيها الناس :
إن القبر ناداني من خلفي !
أفلا أخبركم بما قال لي ؟
قالوا : بلى
* * *
قال :
إن القبر قد ناداني فقال :
يا عمر بن عبدالعزيز ألا تسألني ما صنعت بالأحبة ؟
قلت : بلى
قال :
خرقت الأكفان
ومزقت الأبدان
ومصصت الدماء
وأكلت اللحم
* * *
ألا تسألني ما صنعت بالأوصال ؟
قلت : بلى
قال :
نزعت الكفين من الذراعين
والذراعين من العضدين
والعضدين من الكتفين
والوركين من الفخذين
والفخذين من الركبتين
والركبتين من الساقين
والساقين من القدمين
* * *
ثم بكى عمر فقال :
ألا إن الدنيا بقاؤها قليل
وعزيزها ذليل
وشبابها يهرم
وحيها يموت
فالمغرور من اغتر بها
أين سكانها الذين بنوا مدائنها ؟
ما صنع التراب بأبدانهم ؟
والديدان بعظامهم وأوصالهم ؟
كانوا في الدنيا :
على أسرة ممهدة
وفرش منضدة
بين خدم يخدمون
وأهل يكرمون
فإذا مررت :
فنادهمإن كنت مناديا
وادعهم إن كنت داعيا
وانظر إلى تقارب قبورهم من منازلهم
وسل غنيهم ، ما بقي من غناه ؟
وسل فيرهم ، ما بقي من فقرة ؟
سلهم :
عن الألسن ، التي كانوا بها يتكلمون
وعن الأعين ، التي كانوا بها إلى اللذات ينظرون
وسلهم :
عن الجلود الرقيقة
والوجوه الحسنة
والأجساد الناعمة
ما صنع بها الديدان ؟
* * *
محت الألوان
وأكلت اللحمان
وعفرت الوجوه
ومحت المحاسن
وكسرت القفا
وأبانت الأعضاء
ومزقت الأشلاء
* * *
أين خدمهم وعبيدهم ؟
أين جمعهم ومكنوزهم ؟
والله ما زودوهم فرشا
ولا وضعوا لهم متكئا
أليسوا في منازل الخلوات ؟
وتحت أطباق الثرى في الفلوات ؟
أليس الليل والنهار عليهم سواء ؟
قد حيل بينهم وبين العمل
وفارقوا الأحبة والأهل
قد تزوج نساؤهم
وأهملت في الطرقات أبناؤهم
وتوازعت القرابات ديارهم وتراثهم
* * *
فمنهم والله الموسع له في قبره
الغض الناظر فيه
المتنعم بلذته
* * *
ثم بكى عمر فقال :
يا ساكن القبر غدا
مالذي غرك من الدنيا ؟
أين رقاق ثيابك؟
أين طيبك ؟
أين بخورك ؟
كيف أنت على خشونة الثرى ؟
ليت شعري :
بأي خدّ يبدأ الدود والبلى ؟
ليت شعري :
ما الذي يلقاني به ملك الموت عند حروجي من الدنيا ؟
وما الذي يأتيني به من رسالة ربي ؟
ثم بكى بكاء شديدا حتى ثقل الكلام عليه ، ثم انصرف
* * *
فما بقي بعد ذلك إلا جمعة ، ومات رحمه الله....
أسأل الله في عليائه أن يختم لنا في هذه الدنيا بخير....
|