بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1415
|
تاريخ التسجيل : Jan 2005
|
أخر زيارة : 07-03-2006 (04:56 AM)
|
المشاركات :
700 [
+
] |
التقييم : 4
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
مشاركة: مهم مهم لمعرفه قصة عائض القرني والمخرجه هيفاء المنصور
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الابتلاء بالخير أشد وطأة. فكثيرون يصمدون أمام الإبتلاء بالشر, ولكن القلة القليلة هي التي تصمد للابتلاء بالخير.
كثيرون يصبرون علي الإبتلاء بالمرض والضعف, وقليلون هم الذين يصبرون علي الابتلاء بالصحة والقدرة.
إن الابتلاء بالشر قد يثير الكبرياء, ويستحث المقاومة, ويجند الأعصاب لاستقبال الشدة, أما الرخاء فقد يرخي الأعصاب
ويفقدها المقاومة, إلا من عصم الله.
وصدق رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ حيث يقول: عجبا لأمر المؤمن, إن أمره كله خير, وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن, إن
أصابته سراء شكر فكان خيرا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
وشبيه بهذه الآية الكريمة قوله ـ سبحانه ـ وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك, وبلوناهم
بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون)( سورة الأعراف: الآية168).
أي: وفرقنا هؤلاء القوم في الأرض, ومزقناهم شر ممزق, بسبب عصيانهم لأمرنا, وخروجهم عن طاعاتنا, وصيرناهم
فرقا متقطعة الأوصال..
فكان منهم الصالحون الذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, فحسنت أحوالهم, واستقامت طريقتهم,
وطابت عاقبتهم...
وكان منهم الطالحون الذين انحطت رتبتهم عن أولئك الصالحين, فكانت عاقبتهم التعاسة والخسران, وقوله ـ سبحانه ـ:
وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون أي: واختبرناهم وامتحناهم, تارة بالنعم الكثيرة كالصحة والرخاء وسعة
الأرزاق, وتارة بالمصائب المتنوعة كالجدب والأمراض والشدائد, لعلهم بسبب ماأصابهم من سراء ومن ضراء تارة أخري,
يرجعون الي إخلاص العبادة لنا, وإلي التمسك بالعمل الصالح, ويتركون مانهوا عنه من أقوال سيئة, ومن أفعال قبيحة
ومن سلوك ذميم.
وتارة نجد القرآن الكريم في آيات كثيرة يتحدث عن الابتلاء والامتحان بالمصائب والآلام, ومن هذه الآيات القرآنية قوله ـ
تعالي ـ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا
وليعلمن الكاذبين)( سورة العنكبوت: الآيتان3,2)
والاستفهام في قوله ـ سبحانه ـ: أحسب الناس... للإنكار. ولفظ حسب من الحسبان بمعني الظن.
ولفظ يفتنون من الفتن بمعني الاختبار والامتحان والابتلاء, يقال: فتنت الذهب بالنار, إذا أدخلته فيها لتعرف الجيد من
الخبيث.
والمعني: أظن الناس أن يتركوا دون ابتلاء بالمصائب والآلام لأنهم نطقوا بكلمة الإسلام؟ إن كانوا قد ظنوا ذلك فظـنهم
هذا ظن غير صحيح, لأن الإيمان ليس مجرد كلمة تقال باللسان فقط, وإنما هو عقيدة, تكلف صاحبها الكثير من الأذي ومن
الأموال والأنفس والثمرات, بسبب عدوان الفاسقين عليهم, وبذلك يتميز أهل الحق من أهل الباطل..
وقوله ـ سبحانه ـ: ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين مؤكدا لما قبله من أن ظن الناس
أن يتركوا دون أن يصابوا بأذي بسبب إيمانهم, هو ظن غير صحيح, لأن سنة الله قد إقتضت أن يدفع بعضهم ببعض,
وأن يجعل أهل الخير يصارعون أهل الشر, إلا أن العاقبة في النهاية للأخيار. والمقصود بقوله ـ تعالي ـ: فليعلمن الله
الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين إظهار علمه ـ عز وجل ـ للناس, ومجازاتهم علي أعمالهم.
والمعني: ولقد اختبرنا ـ يامحمد ـ بالضراء والآلام أقواما من المؤمنين السابقين, لكي نظهر في عالم الواقع حال الذين
صدقوا في إيمانهم, وحال الكاذبين, حتي ينكشف للناس ماهو غائب عن علمهم, وقد إقتضت عدالتنا أن نجازي الذين
اساءوا بما عملوا, ونجازي الذين أحسنوا بالحسني.
ورحم الله الإمام ابن جرير فقد قال عند تفسيره لهذه الآية: قوله ـ تعالي ـ: فليعلمن الله الذين صدقوا.. أي: فليعلمن الله
الذين صدقوا منهم في قولهم آمنا, وليعلمن الكاذبين منهم قبل الاختبار, وفي حال الاختبار وبعد الاختبار ولكن معني
ذلك: وليظهرن الله صدق الصادق منهم في قولهم ذلك, والله عالم بذلك منهم في قوله آمنا بالله, من كذب الكاذب منهم.
والخلاصة: أن المقصود من الآيتين: تنبيه الناس في كل زمان ومكان إلي أن ظن بعض الناس بأن الإيمان يتعارض مع
الإبتلاء بالبأساء والضراء فاسد, وإلي أن هذا الابتلاء سنة ماضية في السابقين وفي اللاحقين إلي يوم الدين.
نسأل الله أن يحمي علمائنا من كيد الكائدين
أخوكم نظـــــــــــــــــــــــام
|