المؤمن بين السراء والضراء
سبحان المتصرف في خلقه بالاغتراب والإذلال ليبلو صبرهم,ويظهر جواهرهم في الإبتلاء.هذاآدم عليه السلام تسجدله الملائكة ثم بعد قليل يخرج من الجنة.
وهذانوح عليه السلام يضرب حتى يغشى عليه ثم بعد قليل ينجو في السفينة ويهلك أعداؤه. وهذا الخليل عليه السلام يلقى في النار ثم بعد قليل يخرج إلى السلامة.
وهذا الذبيح يضطجع مستسلما ثم يسلم ويبقى المدح.وهذا يعقوب عليه السلام يذهب بصره بالفراق ثم يعود بالوصول ,وهذا الكليم عليه السلام يشتغل بالرعي ثم يرقى إلى التكليم .وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويقال له بالأمس اليتيم ويقلب في عجائب يلاقيهامن الأعداء تارة ومن مكائد الفقر أخرى,وهوأثبت من جبل حراء.ثم لما تم مراده من الفتح,وبلغ الغرض من أكبر الملوك وأهل الأرض نزل في ضيف النقلة,فقال : واكرباه.
فمن تلمح بحر الدنيا وعلم كيف تتلقى الأمواج, وكيف يصبر على مدافعة الأيام لم يستهول نزول بلاء , ولم يفرح بعاجل رخاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صيد الخاطر(لإبن الجوزي)
وإذا أتتك مذمتي من ناقص000فهي الشهادة لي بأني كامل
|