#1
|
||||||||
|
||||||||
الموت علينا حق
يقبع الموت والحياة تحت سقف واحد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا تزال الجثث ملقاة تحت الأنقاض أو في أزقة جنين ونابلس. وتنادي الأوساط الصحية المحلية والعالمية بين الحين والآخر مهددة بكوارث صحية وأوبئة خطيرة.. لكن يبدو أن هناك جثثا أخرى هامدة ما زالت تمشي على الأرض لا تسمع ولا تعي من ذلك شيئًا.
وقد يكون في عملية "صيانة الجثث" أو المسماة بالـembalming حلا مؤقتا يحافظ على هذه الجثث التي تبقى نظرًا للظروف مع الأحياء لفترات قد تطول أو تقصر حتى يتسنى دفنها. ففي أمريكا وبلاد الغرب تحقن جثة المتوفي بمواد كيميائية تؤخر التغيرات الطبيعية التي تحدث بعد الموت حتى يتسنى لقريب أو بعيد أو صديق في سفر إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على المتوفي ومن ثم تؤجل عملية الدفن عدة أيام، وقد عرفت هذه العملية منذ وقت بعيد بين كثير من الشعوب والحضارات، وتستخدم الآن بشكل واسع في أمريكا وبلاد الغرب. تغيرات ما بعد الوفاة Postmortem changes ولكن قبل الوقوف عند هذه العملية البسيطة وعرض خطواتها لا بد لنا أن نعرف أولاً ما هي التغيرات التي تحدث بعد الوفاة وفي أي مرحلة يمكن أن تدخل عملية الـ embalming . تمر هذه التغيرات بثلاث مراحل أساسية نلخصها فيما يلي: المرحلة الأولى : هي مرحلة "التيبس" والمسماة باللاتينيةRigor mortis التي تعني "تيبس الموت". تظهر في أول أربع ساعات من الوفاة، وتصل ذروتها خلال 12 إلى 48 ساعة يعتمد هذا الوقت على سبب الوفاة ذاتها وحرارة الجو التي تسرع من العملية كلما ارتفعت درجتها. وفي تفسير مبسط لمرحلة التيبس نجد أنه في الجسم الحي تتحلل مادة الجليكوجين Glycogen (الخازنة للجلوكوز) إلى الجلوكوز باستخدام الأوكسجين وإنزيم الطاقة المسمى بالـATP (Adenosine Triphosphate)، إلا أنه حينما تحدث الوفاة يتوقف الأوكسجين الداخل للجسم عبر التنفس فيبدأ الجليكوجين المخزن في التحول إلى مادة حمض اللكتيك Lactic Acid في عملية لا هوائية (بدون وجود هواء) (anaerobic process)، ويتسبب هذا الحمض بدوره إلى تكوين مادة لزجة حول الألياف العضلية التي تسبب صلابة العضلات وتيبسها. المرحلة الثانية: يدخل الجسم بعد ذلك أو أحياناً في نفس التوقيت إلى مرحلةLivor mortis التي تبدأ بعد الوفاة بساعة أو اثنتين، وقد تطول إلى أبعد من ذلك، وهو ما جعل بعض العلماء يصنفونها على أنها مرحلة ثانية. ويتجمع خلالها الدم ويستقر على هيئة كتل بنفسجية صغيرة وكبيرة، ويثبت في أماكن متفرقة من الجسم حيث تنتج هذه الكتل عن تحلل الدم وخروج صبغة الهيموجلوبين إلى خارج الأوعية الدموية المتحطمة.. وتصل هذه المرحلة إلى ذروتها خلال 18 إلى 24 ساعة تقريباً. كما تبدأ حرارة الجسم في النزول خلال هاتين المرحلتين نتيجة لعدم قدرة خلايا الدماغ الميتة على الحفاظ على حرارة الجسم عند 37 درجة مئوية (درجة حرارة الجسم الحي). المرحلة الثالثة: وفيها يدخل الجسم إلى التحلل Decomposition التي بدورها تنقسم إلى مرحلتين: 1- مرحلة التحلل الذاتي Autolysis: وهو تفاعل كيميائي إنزيمي تتحلل من خلاله مادة الخلية.. وتخرج الإنزيمات الهاضمة التي كانت من قبل صديقة لجسم الإنسان في حياته وتبدأ في تحليل خلايا الجسد؛ لذلك سميت المرحلة بالتحلل الذاتي. ولا شك أن الأعضاء التي تحتوي على إنزيمات هاضمة بتركيزات أعلى ستبدأ بالتحلل قبل غيرها مثل البطن والبنكرياس الذي يتحلل قبل القلب. 2- مرحلة التعفن Putrefaction: وهي عملية اقتحام البكتيريا وعملية التخمر في تحلل الجسم، وإذا بدأت هذه المرحلة يصعب توقفها حتى بالتثليج. وتساعد مرحلة التحلل الذاتي في عملية التعفن حيث تهيئ بيئة غير هوائية صالحة لنشاط البكتيريا الآكلة. فتبدأ هذه البكتيريا في النمو وإخراج الغازات بعد ما يقرب من أسبوع التي تتجمع شيئا فشيئا حتى تؤدي إلى تفجر الجسم خلال أسابيع. تنتج هذه البكتيريا مواد متعددة كالهيدروجين، الماء، ثاني أكسيد الكربون، الأحماض، الكحول، والأسيتون، كما تنتج مركبات نفاذة الرائحة ناتجة عن تكسير الأحماض الأمينية وهي الرائحة التي تفوح من جسم المتوفي. تعتمد مرحلة التحلل Decomposition على حرارة الجو بدرجة عالية خاصة في مرحلة التحلل الذاتي، حيث تعمل الإنزيمات بشكل جيد كلما ارتفعت درجة الحرارة، كما أن وجود الماء (الرطوبة) يساعد أيضا على إتمام المرحلة؛ لأن المركبات المكونة للرائحة تذوب في الماء. وكلما انخفض الأوكسجين تكونت البكتيريا اللاهوائية المختصة بتحلل الجسم. كيف يؤثر "Embalming" في هذه المراحل؟ بعد التجول مع هذه التغيرات المصاحبة للوفاة نقترب قليلا من العملية المسماة بالـEmbalming التي تستطيع أن تؤجل مرحلة التيبس عدة أيام، وذلك عن طريق حقن الجسم ببعض المواد الكيماوية التي تثبت شكل بروتيناته وتمنعها من التحلل. هذه الكيماويات تقتل البكتيريا أيضا وتمنعها من استخدام الجسم كعائل، كما تعطي للجسم شكلا جيدا وتحسن من هيئته الخارجية. ولا شك أن هذه العملية قد تبدو نافعة لإخواننا في فلسطين إذا ما تم الاحتفاظ بهذه المواد في مستشفى بيتك، خاصة إذا كانت هذه الكيماويات سهلة التداول، رخيصة التكاليف ويمكن أن تؤثر في تأخير التعفن بأقل الكميات.. وتركيب هذا المحلول يكون بالنسب التالية: 1 part phenol 1.5 part formaldhyde المادة الرئيسية 1.75 part proplyene glycol نوع من أنواع الكحوليات 5.75 part water تبدأ العملية بغسل الجسم متى أمكن ذلك، وسد الفتحات قدر المستطاع مثل فتحات الفم والأنف حتى تمنع أي إفرازات من الخروج، ثم تحقن هذه المواد في الجثة داخل البطن في الغشاء البريتوني، وينصح بحقن ما يقرب من300 إلى 500 ملي للجثة الواحدة أو بحسب الحالة. وقد أكد د. "علي جمعة" أحد كبار علماء الأزهر الشريف بأنه ليس هناك مانع شرعي في إجراء هذه العملية على الجثث تحت وطأة الظروف الحالية لنهى سلامه ,,,,,, مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع تــــحـــــيـــــــــــــــــــــــــــــــاتي ،،،،،، |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بسم الله علينا | طيف | الصور والأفلام والفلاش | 16 | 11-01-2011 12:52 AM |
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيه | hacker.507 | المواضيع المكررة | 0 | 01-14-2011 12:44 AM |
لا....................احد يجهل علينا | خربطلي | الصور والأفلام والفلاش | 4 | 12-15-2010 11:33 PM |
الموت هيِّن والبلا وش ورى الموت | ¶الشرفاء¶ | عطر الكلمات | 7 | 12-02-2009 12:25 AM |