نوادر في زمن الأنذال

تذكرت والذكرى مؤرقة ...

عشت في أبها أربع سنين ... من عمري الغالي عندي .. قليلة كثيرة ..
علمتني الكثير .. وفي هذا الصباح المشرق من عاصمة مملكتنا الحبيبة..

تذكرت أياماً مظت .. مع مجموعة من الشباب وقد حسبتهم .. رجالاً لا يشق لهم غبار
وأعتقدت أنهم فرائد عصرهم .. فقدمت لهم الغالي والنفيس .. وقدمتهم على نفسي
في كثير من الأمور .. وكنت أقول لنفسي هؤلاء يستحقون مني الكثير
فكنت صادقاً معهم .. ووفياً .. ومخلصاً .. وفي كل وقت أرادوني كنت معهم ..
.. أحسبني كذلك والله حسيبي وحسيبهم..
وإلا كنت مقصراً ولا أستحقهم ..
ومع مرور الليالي والأيام .. ومع أني لم أتغير معهم طوال فترة صلتي بهم
ولكنهم خانوا .. وغدروا .. وكذبوا .. ثم نسوا .. ما وعدوا به ..
فلعنة الله على الكاذبين...

هذا هو الخمسيني يقول _ وبالعامية كانت أفصح _
قل هو الله أحد الله الفرد الصمد
ولعن الشيطان والليّ بعد ينسى الجميل
الليالي علمتنا على صبر و جلد
مير فاح الصبر فوح الدلال اللي تشيل

أين ذهبت معاني الأخوة الصادقة ؟
أغيرتها ظروف الزمن وصوادفها ؟
أم لم تعد صالحة لهذا الزمان ؟
أين الرجال الذين تعدهم في الأزمات ؟
لماذا كل هذا الكذب والمصالح الدنيوية ؟
ويا ليت أن كل منا يراجع حساباته .. وكم لديه من الرجال الصادقين
والله لا أجمل من أيام الصدق والوفا ..
ولا تقل ليكن كذلك الناس ثم أكون ....
وإلا كنا من النوادر في زمن الأنذال.........