المتقاعد/ إلى مزبله التاريخ

أبو بندر ..
الإحساس بأي قضية إجتماعية أو وظيفية أو أي قضية أخرى لها علاقة بذات الإنسان يعني سمو النفس
ويعني أن هناك من يهتم لأحوال الآخرين وإداراك معاناتهم ..
ما يخص المتقاعدين عموماً أستطيع أن أقول بأنه شأن دولي وليس محلي فقط ..
وبذلك أرى بأنه يعتبر شبه واحد ببقاع الأرض ..
من الطبيعي جداً أن يحصل الإنسان أثناء وجوده على رأس عمله على مميّزات ماليه وهي تعتبر تحفيز له لإنجاز عمله ومن ثم
تقديم إنتاجية رائعة تصب في صالح مقر عمله وهذا شئ طبيعي جداً ..
لايمكن أن تكون المميّزات هكذا لأنه مواطن فقط وهذه نتفق عليها بل لابد أن يعطي مقابل ما يأتيه ..
وبما أننا أتفقنا على ما سبق من حيث جمال المميّزات فيجب أن نتفق على فقدانها وقت تقاعده ..
بعد التقاعد يبدأ الإنسان بمراجعة حياته فيجد أنه كان ينتظر مكافأة تكون بانتظاره أكثر مما كان عليه سابقاً ..
ومن هنا أقول نعم يجب أن تكون ولكن كتهيئة لحياة جديدة أكثر مما تكون مالية ( علماً بأنه حصل عليها مالياً )
تحت بند ما يُسمى بالحقوق التقاعدية كمكافأة نهاية خدمة ..
ومن هنا كان يجب على المتقاعد أن يهيئ نفسه بنفسه لهذه المرحلة قبل وصوله إليها لأنه وقتها سيكون مستقر البال
وينظر للأمر بمنطق عقل قبل كونه عاطفة ..
نعم أتفق معك بضرورة عدم نسيان هذا المتقاعد من أي مميّزات ( حتى لو إعتبارية ) فقد كان يوماً ذو إنتاجية ولكن يجب
أن لا ننسى بأنه قد حل محله مُنتج آخر وأخذ مميّزاته وبالتالي هي للمنتج وقد أتفقنا أولاً بأن مكان العمل ينظر للمنتج
أكثر من غيره وهذه حالة صحيّة إذا أخذناها بنظرة هادئة ..
للمتقاعد حق بدون شك وله سمو وله مكانة ولكن عليه أن يعيش الأمر كما هو وأن يرضى بالمقسوم ..
وأخيراً فحال كان له لوم على الآخرين بعد تقاعده فلا ينسى نفسه
من اللوم في حال كان بعيداً عن تجهيز نفسه لمثل هذا اليوم ..
تقديري ..