أنت على الهواء

صالح آل سلمان .. الدمعة شوية وتهل .. مما ذكرت وحكيت لنا عن تلك الأيام البسيطة في تفاصيلها .. والجميلة والممتعة في عادات أهاليها من اجتماع وتقارب وتآلف وبساطة والتي لا أعتقد أنها كانت أصعب من أيامنا هذه التي غلبت عليها المظاهر والتفاخر وحب الذات والتطور التكنولوجي الذي أفقد الحياة رونقها ولذتها .. وصدقني لن تكون أصعب من قادم الأيام ..فقد عشت تلك اللحظات الجميلة التي ذكرتها في طفولتي .. وهي بحق من أجمل أيام حياتي ..!!

أما عن صاحبك الذي تعرض إلى ما تعرض إليه من إهانة وتجاوز من صديقه .. فقد تكون تصرفاته لحظة عابرة بسبب ظرف ما أو ضغط نفسي أثر عليه في مجال عمله أو من المحيطين له أو خطأ ارتكبه صاحبك الشاكي بدون قصد .. فإن كانت هذه التصرفات باتت بشكل مستمر ومبالغ فيه .. فالأفضل هو الإبتعاد من باب " ابعد حبك يزيد " .. أما إن كانت لحظة غضب فليطوي تلك الصفحة إن لم يود معاتبته ومحاسبته ومسائلته عن الأسباب والدوافع لتلك التصرفات ..!!

ولو كنت مكانه .. لبادرته بالسؤال عن الأسباب .. وإن كنت أنا السبب فله أن يأخذ حقه كما قال الكتاب .. وإن لم يكن لي أي علاقة بما دفعه للتعرض فهو مطالب بالإعتذار وإلا فكرامتي أغلى ثمناً من الصداقة التي لن أجني منها إلا الإهانات والتجاوزات التي لا يرضاها إنسان يعي ذاته ويحترم نفسه .. والله يكتب لنا جميعاً الخير أينما كان ..!!

وأما عن قولك عن المنصرين أو المبشرين كما يُسمون الذين تعتقد بأنهم غزوا بلادنا وديارنا بأفكارهم ومحاولاتهم في إخراج السابقون من الإسلام ..فهذه بلا شك حقيقة .. وكانت هذه الأمور قديمة جداً وأذكر أن بروفسور في علم التأريخ وهو أردني الجنسية " أصله من بني عمرو وكان جده من المهاجرين إلى الأردن قبل قيام الدولة السعودية " حدثني عن هذه الأمور .. وكيف أن هؤلاء المسيحيين دخلوا إلى الجزيرة العربية وحاولوا تنصير المسلمين وكان من ضمن تلك الأماكن منطقتنا وما حولها في عسير خاصة أنهم استقروا فترة في ديارنا لمناسبة الطقس لهم .. ولكن للأسف لم يكن لديه أي اثباتات تؤكد هذا الحديث وإنما كان قوله نقلاً عن جده عن من سبقوه .. وهي نفس العملية التي تحصل الآن في الجزائر والمغرب وبالأخص الجزائر والتي نجح فيها للأسف المسيحيين في تنصير عدد كبير جداً من المسلمين مستغلين الفقر والجهل .. وأثارها تتضح على كثير من كبار السن كما أسلفت لنا في قصتك وقصة الأخت الكريمة ذات الشأن في كيفية فهمهم للأمور بالطريقة الخاطئة .. أو بالأصح بالطريقة التي تنفر الناس من هذا الدين الإسلامي .. ولكن ولله الحمد والمنة أن جعلنا نعيش في دولة إسلامية التوجه والمبدأ .. فالطفل الصغير لدينا يفهم بأمور الدين أكثر من ملايين العرب والمسلمين من كبار السن وصغارهم خارج السعودية ..!!

أنا أطالب بتمديد 3 أيام أخرى ليكمل لنا الكريم صالح آل سلمان أحاديثه ورواياته .. وإذا وافق الجميع .. كان بها .. وأنا أتوقع ذلك إن شـاء الله ..!!