هل التقاعد المبكر حل للبطاله ام خروج الا جانب من البلاد

أبو بندر ..
بداية أقول موضوعك واقعي وموجود فعلاً وأصبح الأمر بديهي أمام الجميع ..
ولكن مسألة الحلول ليست بهذا المستوى بصراحة ..

عموماً لا تنسون بأننا في يوم من الأيام كنا ننادي بعدم قبول وتخريج أي طلاّب من الجامعة إلاّ بعد تدقيق وتمحيص وكنا نقول بأنه لابد من وضع معايير لقبول الطلاب لأجل ضمان خريجين متخصصين في جميع المجالات سواء في التعليم أو غيره وكنا نرفض القبول لمجرد القبول وكذلك نرفض القبول لمجرد تأمين وظيفة لهؤلاء الطلاب بل كنا ننادي بأن لا يُقبل إلاّ من يستحق ومن خلال معايير معيّنة تعمل على التنقيّة وضمان خريجين برتبة ( استحقاق ) ..
طيب الآن هذا هو المعمول به وهو ما كان ينادي به العامة والخاصة من كافة طبقات المجتمع ..

مسألة تخفيض الرواتب وتقسيمها غير معقول ولا مقبول ، وليس مني أنا ولكن من حيث الشكل العام ..
أتحدى أن يتقبل مثل هذا الكلام أي موظف في المملكة كلها هذا من ناحية ومن ناحية أُخرى فإن كافة الموظفين قد رتبوا حياتهم المستقبلية وعلى مدى 15 سنة للأمام على هذا الأساس ولذلك (لا يمكن تكحيلها فتعمى ) ..

مسألة التقاعد المبكر ليست حلاً كذلك .. انظر إلى هذه النقطة الحسّاسة :
الشباب هم عصب الأمة بلا شك وعندما يكونوا في فراغ وبلا وظائف فهذه كارثة وهذا ما تنادي بحله في موضوعك وإذا عملنا على التقاعد المبكر فإننا سنزيد من نسبة الشباب الذين لا يعملون فتصبح كافة شرائح المجتمع شباب بلا عمل حيث سيكون المتقاعد قريب من سن الشاب وبالتالي ومع تراكم السنين ستزداد النسبة ..
أعلم أنها نظرية معقدة ولكنها واقعية صدقني ..
كذلك من غير المعقول العمل على تقاعد المعلمات وبكامل الراتب ..
كذلك كافة مثل هذه الحلول أتمنى أن لا تنسون أنها ستكون مبنية على مستقبل شعب كامل وليس على فئة معيّنة وبالتالي ربما لم نقدّم الحل بقدر الضرر ..
نعم لا يجب أن يكون الشباب هم الضحية ولكن أرى بأن تكون الحلول بنوعية أُخرى ..

مشكلتنا كشباب أننا لا نرغب إلاّ في العمل القليل الذي يكسبنا الكثير وكذلك لا نرغب إلاّ في أعمال تعليمية أو مكتبية بعيداً عن نوعية الأعمال المهنية والبسيطة اجتماعياً ..
مشكلتنا مشكلة مجتمع لا يتقبل إلاّ نوعية الموظف البارز وصاحب المكانة الكبيرة دون العمل على تشجيع الشباب على كافة أنواع الأعمال ويكون التشجيع من خلال العمل على تقبلّهم كأبناء وكأنساب وكجيران وككل شيئ ..
صدقني عندما تنحل هذه النظرة فإن كثيراً من الأمور ستحل ..
صدقني عندما نعترف بأن كل شيئ تغيّر فإننا سنغيّر كثيراً من مشاكل الشباب ..
نعم قد يأتي من يقول أنت ظروفك تختلف وإلاّ لما قلت ما قلت !!
ولكن سأقول له صدقني لقد تحدثت بكل صراحة لأنك تنشد عن الحال هذا هو الحال ..
لك التقدير ..