وجه وعدة أقنعة

يعطيك ألف عافية

على هذا الموضوع الحساس

و يؤيد قولك قصة ذكرها رب العالمين جل وعلا

إمرأة العزيز لبست قناعها الأول حين قالت ليوسف عليه السلام

( هيت لك )

فراودته عن نفسه بعد أن قال لها معاذ الله

ولما أجلبت الضجة من يدخل عليهم

لبست قناعها الثاني

فقالت

(ماجزاء من أراد بأهلك سوءً إلا أن يسجن أو عذاب اليم )

وتتابع الأحداث ويكثر القيل والقال من أهل الألسنة

( وقال نسوةٌ في المدينة إمرأةالعزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا )

فوجدت نفسها يحتم عليها الواقع أمراً لا بد منه

( وأرسلت إليهنّ وأعتدت لهنّ متّكأ وأتت كل واحدٍ منهنّ سكيناً )

ثم لبست القناع الثالث

( وقالت إخرج عليهن )

( فلما رأينه أكبرنه وقلن حَشَ لله ما هذا بشرا إن هذا إلاّ ملكٌ كريم )

فنزعت قناعها ولبست قناعاً قديماً

( قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ، ولقد راودته عن نفسه فاستعصم )

ثم بعد ذلك تعيد القناع

( ولئن لم يفعل ما ءامره ليسجننّ وليكونَاً من الصاغرين )

ملكت أن تسجنه أو تتسبب في سجنه

ولكنها لم تملك أن تحكم عليه بالصغار

قال أحد الشعراء

وإذا الفتى بلغ السماك بفضله

كانت كأعداد النجوم عداه

ورموه عن حسدٍ بكل كريهةٍ

لاكنهم لا ينقصون علاه

*************************

تتهاوى جميع الأقنعة أمام يوم قضى الله أن تظهر الحقائق

كما تهاوت الأقنعة التي كانت تلبسها إمرأة العزيز

يوم أن قالت

الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه

الله من أقنعة ستجليها الحقائق في الدنيا والآخرة

الله من أقنعة صنعت خصّيصاً للعالم العربي والإسلامي

الله من أقنعة صنعتها الأسهم والعقارات

الله من أقنعة صنعتها دنيا دنيئة

الله من أقنعه صنعتها قلوب مريضة ملئت بصديد الحقد والحسد

الله من أقنعة شفافة يرى الناس ما وراءها لكن مرتديها

آمنوا بأن لا أحد يرى الوجه الحقيقي

( ولا تحسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون

إنّما يؤخرهم ليوم تتقلب في الأبصار مهطعين مقنعي رؤسهم

لا يرتدّ إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء )