في رثاء حي منفوحة

ما أقسى الحياة إذا وجدت نفسك وقد تبعثرت على شفتيك الأحرف وجف حبرك ومصباحك انطفأ

ما أقسى الحياة عندما ترى وتسمع كلمات رجلٍ قد بلغ من عمره عتيا وهو يموت ألف مره

في يومهِ

وعلى تراب أرضهِ

وبين جنبات موطنهِ

في وطن قام أعلامنا المطبّل بتسميته (وطن الخير)

ترى ذلك المشهد فلا تجد ما تلوذ به سوى الصمت .. وأن تطأطئ رأسك تندب رجولتك التي سلبها منك

حكام النفاق .. وعلماء النفاق

أدرت محرك سيارتي

فاشتعل الوقود بين جنبات مركبتي

وأخذ المحرك بزمام المبادرة

وأنا على متن الرحلة المتوجهة الى حي منفوحة



منفوحة

اسم أردده في صغري

وارتبط في ذاكرتي

بيوت قديمة

وردهات صغيرة

ووجيه كئيبة

ترتسم عليها ألف تساؤل وتساؤل

هل نحن مواطنين نحمل جنسية أبن سعود وآل سعود وحكام الأسرة المالكة في بلد الخير والعطاء؟

أم أننا في جمهورية بوركينا فاسو الأفريقية؟

يالها من سنوات عجاف

ويالها من حياة اتسمت بالجفاف

حياة بلا معنى

حياة بلا هدف

تسير الأرواح هناك كالأشباح

كالجسد بلا روح

فتعب الجسد وأنهك الروح

مسلسل الذكريات مستمر وأنا أسمع هدير محركي متوجها بي الى منفوحة الرياض

منفوحة عاصمة السعودية مملكة الإنسانية أو كما قال أعلامنا الغبي بترّهاته

وقف الهدير

وتسللت بنفسي من مقود المركبة

إلى شوارع غير مزفلتة

وعلى ارتداد البصر قامت عدسات عيني اللاصقة تبحث عن أحد من هنا أو هناك

وارتد البصر وانخفض الرمش وصغر البؤبؤ وتوقفت قرنية عيني عن التمييز

كنت أطالع المشهد وأنا مأسور بجمال ذاك العجوز.. فصمتّ .. والصمت في حرم الجمال جمال

لكنه جمال مختلف .. جمال الإيمان الذي عمر قلبه

بطاعة الله

بذكر الله

بهدي الله

مردداً بين خلجات نفسهألا بذكر الله تطمئن القلوب)

جمال الطهر وطهر الجمال .. الجمال الذي لا يذكرك بالسفاسف ولا يثير الغرائز بل الجمال الذي يرفعك

عالياً حيث النجوم هناك تعلو ..

الجمال الذي يذكرك بلقاء الله

شاهدته وقدماي تتسابق لا أرادياً

وكأنما فقد المخ التحكم بعضلاتي الإرادية

لبرهة من ساعة

لعلها تكون في طاعة

وأخذ هذا التسابق يزداد تسارعه كلما اتجهت أليه

وبلا إرادة مني تتوقف عضلاتي الإرادية عنده

وكأنما هو الذي يتحكم بخلايا مخي

ولفائف مخيخي

محافظا على توازني

من خلال نخاعي المستطيل عنده

نظرت أليه وهو جالس على قارعة الطريق

في حي منفوحة الغريق

ابتسم ألي

فبادلته الابتسامة

اقلط قالها لي

اقلط الله يحييك على جنبات طريقنا الله يبارك فيك

جلست بجانبه

وتأمّلت وجه

وخطوط تجاعيده

والشيب الذي غزى رأسه

وهو يبادلني ذاك التأمل

وكأنه يرسل لي موجات كهرومغناطيسية من عقله الى عقلي

يا فتى ما الذي تريده مني؟

يا فتى ما الذي أتى بك إلى مجلسي؟

يا فتى مالذي تريده من رجل ٍقد بلغ من عمره الثمانين؟

ألم تسمع زهير بن أبي سلمى يرثي الثمانين من عمره بقوله:

سئمت تكاليف الحياة *** ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

أسرتني تلك التساؤلات التي كانت نابعة من شرارة عينيه

وهو يتحدث بعزة النفس وعلو الروح

فلم أستطع سوى الصمت وأنّى لي أن أتحدث وهو يشعرني بحجم المذلة التي أعيشها أنا والألوف غيري ممن

كتب في وثائقهم ( ذكر ) وما أصدقه من وصف فنحن لسنا ( رجال ) نحن ذكور فقط

قطع الإرسال الكهرومغناطيسي على موجةال MBC_FM

وبادرني بالسؤال:

(يا وليدي) وش أخبار صندوق الفقر؟

لقد أطلق السهم نحو فؤادي

سدد السهم فأصمى إذ رمى *** بفؤادي نبله المفترس

أردت جوابه فكان الصمت هو سلاحي

وقررت روحي أنت ترد على صياح أجزاء جسدي

يا عمّااااااااه

صندوق الفقر اسم على مسمى

وأحسن الله عزاك إلى أجل غير مسمى

يا عمّااااااااه

الفقر انتشر كانتشار النار في الهشيم

ولعلك تدرك حالي وحالك في قرار مكين

يا عمّااااااااه

البطالة تفشت في شبابنا وعلى يد ولاة أمورنا

مليون مواطن سعودي يبحث عن ملاذ آمن لقوته

شباب مليء بالصحة والقوة لا يجد لملفاته الخضراء مستقرا

ولا عمل يسد به فراغه وجوعه

إن الشباب والفراغ والجده*** مفسدة للمرء أي مفسده

يا عمّااااااااه

عوانس ومطلقات قد امتلت محاكم بلاد التوحيد من قضاياهن

ونحن نطبل في الجنادرية ونتناسى حالهن

يا عمّااااااااه

الفساد المالي انتشر

والإداري قد ظهر

وشر لصوص المال العام قد عمّ وبطر

كاللص من الصحراء الذي سرق 6 مليارات ريال أبّان حرب الخليج الثانية

وانطبق المثل أمامي الذي لم أؤمن به يوما

هذا الشبل من ذاك الأسد

وضحك عليه مستر شوارتزكوف في كتابه المألوف

يا عمّااااااااه

وهل أخبرك عن البنية التحتية

أم الخدمات الصحية

أم الفواتير الكهربائية

أم شركة الاختلاسات السعودية

التي تنزف من جيب المواطن المسكين

كما ينزف الشهيد في يوم حطّين

يا عمّااااااااه

وهل أخبرك عن كرم ولاة أمورنا في علاج

بنات بولندا

أم توأم تايلاندا

أم تالة وتالين أسماء بنات النيل

والمواطن المغلوب على أمره لا يجد له سريرا الا سرير المشرحة

ملّ الانتظار

فقام بعصاه الذي اتخذها رجلا ثالثة له

وأخذ يعرج هناك إلى حيث الظلام

وعيناي ترمقه

اختطلت المشاعر فلحظة أنظر إليك وعيناي مغرورقتان بالدموع ثم لحظة أبتسم فرحا وفخرا ثم أعود وأنظر

فتدمع عيني ثانية

أعتذر لك يا عمّاه عن خذلاني لك، وأعتذر عن تعسر الكتابة علي وأعتذر أني لم أستطع أن أنطلق في

الحديث عنك وعن البقية . إن ما فعلته فيّ والأثر الذي تركته في نفسي أعجزني وأعجز قلمي وأشعرني

بالمهانة فولد هذا المقال كأصعب ما يكون

وأعتذر يا عمّاه فلم أعد أستطيع الاستمرار فالدموع حجبت الرؤية عن عيني والمجد العظيم الذي قمت به قتل

كل معنى آخر غير أن أذكرك وأبكي عليك ..

حسرة على فراقك...



سأبكيك لأن الشمس ستطلع فيما يأتي من أيام ولن تشرق أنت على الدنيا كما كنت تفعل دائما .. وستحزن

الشمس ..

وستبكي أنت وسأبكي أنا ..

سأبكيك لأن نجم المساء سيسأل عنك ولن يراك تضيئ الدنيا كما كنت تفعل في حياتك .. وسيحزن نجم

المساء..

وستبكي أنت وسأبكي أنا ..

سأبكيك لأن الورد الذي كان يتورد من خديك لن يراك تطل على نسيم الصباح ولن يتورد ثانية وسيحزن

الورد ..

وستبكي أنت وسأبكي أنا ..

أما القمر ؟ فأنت القمر .. وسيحزن القمر المزيف الذي نراه في السماء على فراقك ..

وستبكي أنت وسأبكي أنا ..

سيحزن مصلاك ..

و سجادتك

و ليالي الشتاء التي كنت تصلي فيها

وستحزن منفوحة والنسيم

والشميسي والنظيم

على وداعك

وستبكي أنت وسأبكي أنا ..

ستحزن كل الدنيا على فراقك ..

وسأبكي أنا وحدي














من هنا وأمام شوارع منفوحة الأزلية

مراسلكم هتلر عطية الله

تلفزيون المملكة العربية السعودية

الرياض

عذر أيها الأخوة على الخطأ أعلاه

مراسلكم هتلر ضيف الله

لقد كتب قلمي هذا الموضوع قبل 3 أشهر وعرضته في أحدى المنتديات قبل أن يتم طردي من قبل مشرفيه وكان النك نيم في تلك

الفترة هو (هتلر عطية الله)

أعتذر مره أخرى عن الخطا أعلاه وأعتذر عن الرد وهو آخر رد لي على أي موضوع

وشكرا لكم