أن الوالد قدوة حسنة لولده من أعظم عوامل التربية الناجحة وذلك أن الولد يفتح عينيه في الدنيا أول ما يفتحهما على والديه ومنهما يستقي معارفه ويستمد تصوراته وتنطبع أخلاقه بسلوكهما وتصرفاته بأفعالهما فلو خالف الوالد ولده إلى ما ينهاه عنه أو أمره بما لا يفعله كان لذلك الأثر البالغ في فساد الطفل وانحرافه عن الجادة ولو كان الوالد أول ممتثل لما يأمر به وينهى عنه كان لذلك أثره بإذن الله في نجاح العملية التربوية قال العلامة الأمين في الأضواء: وَمَعْلُومٌ أَنَّ عَمَلَ الْإِنْسَانِ بِمَا يَنْصَحُ بِهِ غَيْرَهُ أَدْعَى لِقَبُولِ غَيْرِهِ مِنْهُ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: فَإِنَّكَ إِذْ مَا تَأْتِ مَا أَنْتَ آمِرٌ ... بِهِ تَلْفَ مَنْ إِيَّاهُ تَأْمُرُ آتِيَا. انتهى.
وقال أبو حامد في الإحياء: فإذا خالف العمل العلم منع الرشد، وكل من تناول شيئاً وقال للناس لا تتناولوه فإنه سم مهلك سخر الناس به واتهموه، وزاد حرصهم على ما نهوا عنه، فيقولون لولا أنه أطيب الأشياء وألذها لما كان يستأثر به، ومثل المعلم المرشد من المسترشدين مثل النقش من الطين والظل من العود فكيف ينتقش الطين بما لا نقش فيه؟ ومتى استوى الظل والعود أعوج، ولذلك قيل في المعنى: لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم. انتهى.
اذا الاب قدوة والمنزل والجو الذي يتربى فيه الطفل يؤثر على جميع تصرفاته نعم الله هو الهادي ولكن البذرة اذا زرعها الفلاح واهتم بها وكان اساسها طيب كان ثمرها طيب واذا اهملها وتركها مع عوامل الطبيعه بدون توجيه وكانت من النوعيه السيئة تنتج ثمرة سيئه....
شكرا لك
|