الحوار هو أعلى المهارات الاجتماعية قيمةً
وتعتبر ادارة الحوار مهمة جدا صعبه من المهن التى تتطلب توصيل معلومه معينه الى افراد او جماعات
والأمة الناهضة هي الأمة التي تشيع فيها ثقافة الحوار بين أبنائها، وكلما ابتعدت الأمة عن فتح آفاق الحوار عانت من الأمراض الاجتماعية ( التسلط، الذل، الكذب، المخادعة .. الخ).
ولكن مع الأسف ما نراه على فضائياتنا هو الجدل البيزنطي: اي محاولة التفوق على الخصم بأي وسيلة ، إذا لم يكن حوار الذل " أدنى أعلى ": ويقوم فيه الطرف الأدنى بتملق الأعلى بصورة تفقد كلا الطرفين كرامتهما الإنسانية.
ومن الملاحظ أن المذيع «العربي» لا يدري حدوده ولا حدود مسؤوليته، ولا يدري، في أغلب الأحيان، موقع المقعد الذي يشغله أمام الشاشة أو أمام الميكروفون، ولذلك تجده «يقمع» هذا و»يسيء» إلى ذاك اعتماداً على أنه صاحب الولاية العامّة.إن التطاول على الآخرين غير محمود بالمطلق، والتعدي على «أدمغة» الآخرين مرفوض على كل القياسات، وهناك أدب في علم الحواريّات وفي علوم فن البرتوكول اسمه أدب الحوار. وكثير منا يعجب بأسلوب مديري الحوار الغربيين وطريقة تعاطيهم مع الضيوف، من أمثال جون استيوارت وأوبرا وينفري ولاري كينغ وباربرا وولترز وغيرهم كثير. فكل هؤلاء وآخرون تراهم يلقون بالأسئلة أو يوجهون التعليق بطريقة مثقفة وواعية ومملوءة باحترام من يجلس أمامهم، يأخذون منهم ويضيفون إلى مخزون الفهم العام للقضية التي يناقشونها.
وحتى نصل بالحوار الى النتيجة المرجوة لابد لنا من أن نحسن اختيار من نوكل إليهم مهمة إدارة الحوارات، إذ أن وصولهم إلى هناك يعني أن الأمر قد أصبح مطلق العقال، ولا قدرة على الضبط طالما أن المقولة قد بثت على الهواء، إذ تغدو الكلمة سهما،ً إن صدر عن قوسه فلا مرد له. وأهم من ذلك أن نكبح جماح مديري الحوارات حتى لا يذهبوا في غي مخاطبة العواطف واللعب على حبالها دغدغتها، إذ أن هذا يُسقط جميع الأطراف في مزالق التجديف والتخريف والعبثية، والاستخفاف بالمتلقي.
جزاك الله خيرا على الموضوع الراىع
تحيتي
|