ناصر القصبي وعبدالله السدحان .. لله دركم أيها المجاهدون

dark angel

ما أريد الوصول إليه أستطيع تلخيصه فيما يلي :

[ 1 ] هل العلماء والمشائخ فوق النقد ؟

- إن العلماء والدعاة ليسوا فوق النقد أبدا فهم ليسوا أنبياء
ولكن هذا النقد على نوعين :

أ / نقد مبني على خلاف في فتوى شرعية معينة وهذا النوع
يجب ألا يتداخل فيه إلا المتقنون له من أهل العلم الشرعي .

ب / نقد لتصرف معين أو صفة معينة فيهم وهنا نقول أنه لا يوجد
أحد فوق النقد .. ولكن في رأيي أنه يجب أن يكون هناك ضوابط
لهذا النوع من النقد :

1// أن يكون بأدب واحترام يليق بمكانة العلماء في الاسلام.
2// أن يكون بناء وهادف.
3// أن يكون بأسلوب مناسب مثل النصيحة أو المراسلة أو غير
ذلك وليس بأسلوب سيء وساخر مثل التمثيل - كما فعل طاش - ..

[ 2 ] هل حلقة طاش المعنية وضعت لانتقاد العلماء والمشائخ ؟

- ما حدث في طاش لم يكن على سبيل الانتقاد لبعض صرفات
المشائخ والدعاة .. بل كانت هذه حيلة خبيثة تنطوي على دعوة
مبطنة لـ ( الاختلاط ) وتحليل الاختلاط بأي وسيلة ممكنة حتى لو
كانت هذه الوسيلة هي الإساءة للمشائخ والعلماء وانتهاك اعراضهم ..
فالهدف الاساسي من الحلقة هو استباحة الاختلاط ولييس نقد العلماء
ولكنه الخبث والمكر فقد صوروا المسألة كما لو كان لسان حالهم يقول :
" الاختلاط حلال والدليل على ذلك أن العلماء يقعون فيه - وهذا كذب -
ولكنهم يحرمونه لمجرد التحريم وهم يعلمون أنه واقع لا فرار منه "
وهذا هو قمة الخبث في نشر الفساد وهدم ثوابت الدين ..

[ 3 ] هل التمثيل أداة سليمة صحيحة صالحة للنقد ؟

- الجواب : بالطبع لا .. فالتمثيل - بوضعه الحالي - هو أقرب للدعارة
والانحطاط من أي شيء آخر .. فتجمع عدد من الممثلين مع عدد
من الممثلات بحجة انتاج عمل درامي ناقد أو ساخر أو اجتماعي
أو تاريخي أو غيرها .. حجة باهتة وعذر أقبح من ذنب .. فلن يتدمر
المجتمع اذا توقف هذا العمل الاجتماعي ولن يستشري الفساد لو
توقف هذا العمل الناقد ولن يضيع التاريخ اذا لم يصور في مسلسل.

درء المفاسد مقدم على جلب المصالح هذه قاعدة شرعية أصيلة
لمن أراد حكم الله ..

[ 4 ] هل كل من الشيخين عبدالرحمن البراك ويوسف الأحمد ( الذين تعرضوا للنقد
في حلقة طاش ) مخطئين ؟

- مقتضى فتوى الشيخ البراك هو أن " مستحل " الاختلاط ( وليس مرتكب الاختلاط )
يعتبر منكرا لما علم من الدين بالضرورة وقد أجمع العلماء على أن من أنكر شيئا معلوما
من الدين بالضرورة فهو " كافر " ( قاعدة شرعية ).. وهذا قول العلماء من قبل الشيخ
البراك .. ولكن كيف يعلم جهلة طاش ذلك ولم يقرؤوا كتابا ولا سنة ..

ماهو الشيء المعلوم من الدين بالضرورة ؟
- يقول البروفيسور : يحيى هاشم فرغل : " وإذن فالمعلوم من الدين بالضرورة هو كل أمر
لا نحتاج في إثبات وجوده في الدين إلى دليل ، كقولك : إن الإسلام يدعو إلى الإيمان بالقرآن
كتابا منزلا ، وإلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ، أو كقولك : إن كلمة " قل "
هي أول كلمة في سورة الإخلاص . وأن الوقوف بعرفة ركن في أعمال الحج.

وإذن فالإلحاد هو إنكار أمر موجود في الدين لا نحتاج في إثبات وجوده فيه إلى دليل ، كبر
هذا الأمر كالقول بوحدانية الله ، أو صغر كالقول بغسل الوجه في الوضوء ، وذلك لأن إنكار
أمر من هذه الأمور يصعد إلى مرتبه الكفر لأنه يعنى تكذيب الله أو تكذيب رسوله ، وهذا أقصى درجات الكفر. " ..اهـ

- أما الشيخ يوسف الأحمد فهو أساسا لم يطلق فتوى بوجوب هدم الحرم بسبب وجود
الاختلاط فيه بل قدم " اقتراحا " بإعادة بناء الحرم بشكل يقتضي عدم وجود محضور
الاختلاط .. فالاختلاط محرم أساسا ولكن ما يحدث في الحرم هو ضرورة ، والضرورة
تدفع ولا تستجلب .. أيضا ( قاعدة شرعية ) .. والدولة لديها القدرة الكبيرة على دفع
هذه الضرورة ..

- والآن أترك الإجابة لكم .. هل الشيخين مخطئين ؟

[ 5 ] ما هي مكانة العلماء في الإسلام ؟

قال الله عز وجل : { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }..

وقال جل وعلا: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَِ }
وقال عز وجل: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }
وقال جل وعلا: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم )،
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى
النملة في جحرها وحتى الحوت يصلون على معلمي الناس الخي )(6).
وما رواه أبو الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع
أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في
الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر
الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما
ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) ..

أسألك بالله هل إنسان بهذه المكانة عند الله وعند رسوله
صلى الله عليه وسلم وفي كتاب الله وفي دين الاسلام هل
ينتقد بهذه السخرية والسفاهة التي قام بها الطائشون في
طاش ما طاش ؟؟

أتمنى أن توضح أخي العزيز ما تتفق معي وتختلف
فيه فيما دونته أعلاه وللجميع كذلك ..

والله ولي التوفيق

سيد الموقف