الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
اقرأ المقال ثم وحكم وتأمل أفـي خالقنا شـك( من احلام اليقظة )!!
بسم الله الرحمن الرحيم
قـال الـرا وي : فـي يقظـة أحسبـها كـالنوم ، أو نوم أحسبـه كـاليقظة ، رأيت أنـي قد ركـبت فـرسا أصـيلا ، فـي جـولة قصيـرة أتصفـح مـعه هـذا الـربيع الخـلاب ، الـذي تكاد الأشـياء تتكـلم خـلاله بحـسنها .. وإذا بفـرسي من تحـتي يهـتز في انتشـاء ، ويتهـادى بـي كـالمأخـوذ بهـذا الجمـال من حـوله ومـن فـوقـه .. كأنما قد أسكـرته هذه البهجـة التي كـنا نمـر فـيها ، والتـي يخـيل للنـاظر إلـيها أنـها لـيست سـوى أنمـوذج مـصغر للجـنة التي وعـد الله بها المـتقين ، ليشـاهدوا هـذا الجمـال المبهـر ، فيشتاقـوا لـذلك الجمـال الـذي لا يوصـف .. فـيشمـروا لطـاعة في جـد لا هـزل معـه ..!! قـال الـراوي : قطعـنا مسافـة غـير قـصيرة فـي جـو حـافل بالـبهجة ، معـطر بأنسـام الجـنة ، فـقد أذن الله للربيـع الخـــلاب أن يصـبغ الكـون بألـوان زاهـية بديعـة .. حـتى لقـد بدت السمـاء مبتهجـة تكـاد تضحـك .. وظهــرت الفـراشـات البديعـة تستعـرض فتنتها فـي روعـة ، وازداد منظـرها بهـاء مـن خــلال ألـوانها الكـثيرة الـرائعة ، وحـين كـانت تتهـادى فـوق الزهـور التي احـتشد المكــان بها ، كـان المنظـر في قـمته .. وتوزعـت الأطـيار هـنا وهنـاك تتمـاوج في الفـضاء ، فـازدادت اللحـوة بهـاء وجمـالا وسحـرا حـلالا.. ..! كـان يخــيل إلـي أن هـذه الأطـيار تحـاول الارتفـاع أكـثر فـأكثر لتطبـع قبـلاتها على وجـه السمـاء الصـافية التي تكـاد تتبسـم !! غـير أنهـا لا تلبث أن تنحـط في انسـياب بديـع كــأنها ورقة تتهـادى في رفـق على بسـاط الهـواء ، تحمـل إليك أشـواق السمـاء المعطـرة ..!! وهنا وهنـاك امتد بسـاط أخـضر ياسر القلـب ، ويهـز الفـؤاد .. كـان المنظـر مبهـرا حـقاً من كـل جـوانبه ، تتمـلاه العـين فـلا تشبـع مـنه .. ويتأمـله القـلب فلا يرتوي ، ولا تزال تتوالد في الروح أفراح من وراء أفراح .. قـال الـراوي : كـنت قـد ترجـلت من فرسـي وأخـذت بخطامـه ، وأخـذت أسير إلى جـانبه ، ليطـول استمتـاعي بمـا أرى واشـم .. كـان الكـون كــل في حـالة فرح سمـاوي بديـع .. كـون حـافل بالحـياة والحـيوية والحـركة والابتهـاج .. فتستيقـظ الـروح وتتهـلل ، ويفـيق القلـب ويهيم ، وتنتشـي النفس وتغـرد بالتسبيـح .. ولا يزال مـدد النـور إلى القلـب الحـي ينمـو ويربو .. أحــسست أن ثالثا يقـف إلى جـانبينا غير بعيد مـنا .. آدمـي .. يقـف ويداه في جيبي معـطفه ، ونظـارته تسـتقر على أرنبة أنفه تـماماً .. يرفعـها بين الحـين والحـين .. وهو يهـز رأسـه كـأنما يكلـم نفسـه .. لـم أكـترث لـه في البدايـة ، فلقـد كـنت مستغـرقاً حتـى الذروة بهـذا الجمـال الرباني ، مبهـورا بهـذا المعـرض الإلـهي .. ولقـد قفـز إلى بؤرة عـقلي قـول الله جل في علاه : ( وَفِي الْأَرْضِ آيَـاتٌ لِلْـمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُـمْ أَفَـلا تُبْصِرُونَ ).. ( الذريـات ) فـإذا بي أهتـف في تلقـائية ، وشعـرت أنها خـرجت من غـور أعمـاق قـلبي هـذه المـرة : ( ..رَبَّنَا مَـا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَـانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ).. هكـذا عـلمني ربي جـل جـلاله حـين يستوقـفني مشهـد من مشـاهد الكـون البديعـة .. فـذهـبت أردد الآية في خشـوع وإجـلال ، وأشـعر بصدى ذلك مبـاشرة في قلبي . وحـانت مني التفاتة إلى فرسـي ، فـإذا هو يجتر بقـايا ما في فمـه ، ويهـز رأسـه ذات اليمين وذات الشمال كـلما رفـع نظـره جهـة السمــاء !! أمـا المخـلق الثـالث والـذي أصبـح على مقـربة مـنا تمامـا .. فـقد سمعـته يقـول في بلاهـة منقطـعة النظـير : ويقولـون الله .. فـأين الله .. وكــل شيء نراه بديعـا بدون تدخـل من أحــد !!؟؟ ولأول مـرة التفت إلـيه التفاتة كــاملة ، وأخـذت أتمـلاه محـدقا فيه .. وعـزمت أن أكـلمه ، لعـل كـلمة تقـع في قـلبه ، فينفعـل بها ، وينجـو .. غـير أنـه قـال وهو يدفـع نظـارته إلى عـينيه كـلما سقـطت على أرنبة أنفـه : لا تحـاول أن تناقشـني في مسـألة بديهية لا يجـادل فيها أحـد !!!! وحـاولت مـرة أخـرى .. غـير أنه أغـفل الموضـوع .. وأدار ظهـره ..وهـو يشير بـيده كـأنما يطـرد شيئا وقـع على وجـهه .. ونفضـت يدي مـنه ، وركـبت فـرسي ، ومـضيت ، ثم قـلت لنـفسي وأن أنظـر إلى هذا المخلـوق المغـرور برأس متـورم بمعـلومات لـن تنفعـه عـند الله : لقـد ركـبت دابتي … ولكـن من الـذي كـان يركـب الـدابة الأخــرى التي تمـشي علـى رجـلين !؟ وقـبل أن أجـيب إذا بفـرسي يرفـع عـقيرته بصهـيل متـصل ، لكـأنما أحـس بمـا يدور في عـقلي وهـاهو يكـثر من الاحتجـاج حـيث شبهت ذلك المسـخ بالحـيوان .. لأنه أحـط منزلة مـن ذلك !! ومسحـت على رأس فـرسي كـأنما اعتـذر منه ، وتذكـرت قول الحـق تبارك اسـمه : ( وَلَقَـدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ .. لَهُمْ قُلُـوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُـمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْـعَامِ .. بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَـافِلُونَ ) أخـذت نفسـا عميـقا ورفعـت رأسـي إلى السـماء وهتفـت : ( أَفِـي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُـوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ ) ولهـج لسـاني بحمـد الله متصـلا على نعمـة الهـداية .. ومـا أعظمـها وأروعـها وأغـلاها من نعمــة .. فلـه الحمـد أولا وأخـيرا .. * * * وصــــــل:!! مــنا الرجاء ومنك العفو والجود**منـا الدعـاء ومنك الفضل ممدود منك العـطايا بلا حد ولا عـــدد** وجهـدنا لأداء الشـكـر موصــــول ** يسبح البحر بالأمواج خالقــــــــه**بحمده لك إعظــــــــــام وتمجيـــــد تسبيحة الروض عطــرفي خمائله**يســري وتسبيحـة العصفور تغريد ** من طينة بشـرا ، من حبة شجــرا **لولاك في غرسه ما أورق العود جليتها صــورا، أهديتــها ثمــــــــرا**لها بقدرتـــكَ العـــلياء توحيـــــــد * * * والله الموفق ــــــــــ التوقيع ـــــــــــــ لاتنسونا من صالح دعاكم محبكم سعد بن حسين ال عوض الشهري التنومي سابقاً |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قف أخي وتأمل : | الصفحي | رياض الصالحين | 28 | 01-17-2013 04:56 PM |
أحلام اليقظة | طيف | الطب والعـلوم | 6 | 05-11-2011 07:19 AM |
دعونا نتأمل | روح القصيد | مواضيع الحوار والنقاش | 4 | 12-04-2009 01:11 AM |
مصحف حيدر : اقرأ باسم علي سور المصرع * اقرأ وعلي الأكرم والأروع ..!! | سهيل الجنوبي | مكافحة البدع والمواضيع المشبوهة | 4 | 09-11-2006 09:32 AM |
أسوء ما في اللقاء ... الفراق بعد اللقاء | سفير الحب | عطر الكلمات | 1 | 03-03-2004 06:25 PM |