تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حب المال


أم وائل
01-09-2014, 09:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





قد سمي المال مالًا؛ لأن النَّفوس على العموم تميل إلى تملكه وتخضع في الغالب إلى من يملكه كما قيل:
رأيت النَّاس قد مالوا إلى من عنده مالٌ***ومن لا عنده مالٌ عنه النَّاس قد مالو
رأيت النَّاس قد ذهبوا إلى من عنده ذهبٌ***ومن لا عنده ذهب فعنه النَّاس قد ذهبوا
رأيت منفضة إلى من عنده فضةٌ***ومن لا عنده فضه فعنه النَّاس منفضة

بيَّن الله في عديد من آيات القرآن الكريم أنَّ حبَّ المال طبيعةٌ بشريَّةٌ وأمرٌ مركوزٌ في الفطرة الإنسانيَّة فقال -تعالى-: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر: 20]، وقال -تعالى-: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ‌ لَشَدِيدٌ} [العاديات: 8]، وقال -تعالى-: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ‌ الْمُقَنطَرَ‌ةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْ‌ثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: 14].
فهذه الآية الكريمة قد ذكرت المشتهيات الَّتي جُبل الإنسان على الميل إليها وصياغة الفعل المجهول {زُيِّنَ لِلنَّاسِ} للإشارة إلى أنَّ محبَّة هذه الأشياء واشتهاءها مركوزٌ في الفطرة الإنسانية منذ أوجد الله الإنسان في هذه الحياة الدُّنيا.

فإنَّ المال عصب الحياة وقوامها ولا تستقيم الحياة بدونه، وحبُّه متجذرٌ في أعماق النَّفس البشريَّة، ولو خلى بينها وبينه بلا ضوابط فإن تياره سيجرفها بلا ريب بعد اكتسابه إلى اكتنازه والشُّحَّ به.

بيد أن الإسلام يريد من المسلم أن يكون المال في يده لا في قلبه، أن يملك الملك ولا يملكه المال، وحينئذ يكون المال - كما خلقه الله وأراده- وسيلةً لا غايةً، وخادمًا لا مخدومًا، وحينئذٍ يكون المال كما قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعمرو بن العاص -رضي الله عنه-: «نعم المال الصَّالح للمرء الصَّالح» [صحَّحه الألباني 229 في الأدب المفرد].

إذا المرء لم يعتق من المال نفسه***تملكه المال الَّذي هو مالكه
ألا إنَّما مالي الَّذي أنا منفقٌ***وليس لي المال الَّذي أنا تاركه

وفي غياب المنهج الإسلامي يتحول المال عند بعض النَّاس إلى غايةٍ لا وسيلةٍ، ويصبح مخدومًا لا خادمًا كما قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «تعس عبد الدِّينار والدِّرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض» [رواه البخاري 2886] .

والإسلام في موقفه من المال يتسم - كما هو شأنه دائمًا- بالوسيطة والاعتدال فهو لا يمانع أن يكون المسلم من أغنى الأغنياء ويملك مالًا يعد من الأموال وقد كان من دعاء الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «اللهمَّ إنِّي أسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى» [صحيح مسلم 2721]، وكان الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم- في الصَّباح والمساء يستعيذ بالله ويقول: «اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الكفر والفقر» [رواه أبو داود 5090 وحسَّنه الألباني].

أبو ريان
01-09-2014, 09:46 AM
بيد أن الإسلام يريد من المسلم أن يكون المال في يده لا في قلبه، أن يملك الملك ولا يملكه المال، وحينئذ يكون المال - كما خلقه الله وأراده- وسيلةً لا غايةً، وخادمًا لا مخدومًا، وحينئذٍ يكون المال كما قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعمرو بن العاص -رضي الله عنه-: «نعم المال الصَّالح للمرء الصَّالح» [صحَّحه الألباني 229 في الأدب المفرد].



ما أجمل هذه القاعدة وما أروعها وما أنبلها ..
تعاليم ديننا واضحة ولكن النفس أمّارة بالسوء ..
بارك الله فيك وكتب لك أجر موضوعك آمين ..
تقديري ..

بن ظافر
01-09-2014, 09:52 AM
موضوع قيم بارك الله فيك

أم وائل
01-09-2014, 10:01 AM
ما أجمل هذه القاعدة وما أروعها وما أنبلها ..
تعاليم ديننا واضحة ولكن النفس أمّارة بالسوء ..
بارك الله فيك وكتب لك أجر موضوعك آمين ..
تقديري ..

اللهم آمين
أبو ريان
جزاك الله خيرا على المرور وردك البهي
تحيتي

أم وائل
01-09-2014, 10:02 AM
موضوع قيم بارك الله فيك

بن ظافر
جزيل الشكر على المرور
مع تحيتي

سد الوادي
01-09-2014, 09:23 PM
بارك الله فيك على الطرح الرائع والقيم

ولك تحيتي

عــذبــة الـــروح
01-10-2014, 12:02 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيراً..

أم وائل
01-12-2014, 08:48 AM
بارك الله فيك على الطرح الرائع والقيم

ولك تحيتي

سد الوادي
وفيك بارك المولى
شكري لك على المرور البهي
مع تحيتي

أم وائل
01-12-2014, 08:49 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيراً..

عذبة الروح
وجزاك الله بالمثل وأكثر
مع شكري الجزيل لك
وودي وتحيتي