مشاهدة النسخة كاملة : لتسمو بنا آية..
الى اخواني واخواتي أعضاء منتديات بني عمرو
يسعدني ويشرفني ان اقدم لكم
موضوع صغير ومتجدد بعنوان..
لتسمو بنا آية,,
وهو عبارة عن اية مع تفسيرها وشرحها وذكر احاديث النبي صلى الله عليه وسلم المرتبطة مع الآية,, او ذكر اقوال وآثار الصحابة والسلف والعلماء,,
لاننا احيانا نسمع الاية ونمر عليها مرور الكرام ..
واحيانا اخرى نسمعها بكل جوارحنا فيفتح الله بها علينا فتحا فتكون سببا في تغيير حياتنا واطباعنا بطريقة عجيبة وسريعة.. وهذه من معجزات القرآن الكريم,,
واذا كان الموضوع يستحق التثبيت ,,
وارادت الادارة تثبيته ..
فيشرفني ويسعدني,, ذلك
علما بأن كل ما سأذكره سيكون منقوول
واسال الله العظيم رب العرش الكريم ان يكون هذا الموضوع خاااااااااااالصا لوجهه الكريم..
ويجعله صدقة جارية
لصاحبة الموضوع ولناقلته
دمتم برضى الرحمن
قال تعالى ( وتوكل على الحي الذي لايموت )
"فإذا حقق العبد التوكل على الحي الذي لا يموت أحيا الله له أموره كلها وكملها وأتمها".
حكيم المنتدى
10-17-2010, 09:47 AM
طيف الذكريات
بارك الله فيك لأنتي مثل النحلة لا تأتي الا بخير
وسوف اتحدث هنا عن آية تستوقفني كلما مريت عليها واتمنى ان يكون لكم منها نصيب
يقول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
احبتي اقول لكم كلام من قلبي ليس من اقوال المفسرين ولكنه من استشعاري لهذه الاية الكريمة ،لاحظوا معي قول الحق تبارك وتعالى واذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداع ، فوالله لو قال الملك او المسئول تعال واطلب لنبقى سهرانين ليلنا ننتظر هذه المقابلة وياليت شعري ماذا سوف يكون الطلب اليس من متاع الحياة الدنيا ، وبيئس الطلب مقارنة مع غيره لأن المسئول لا يملك غيره لكن الله يملك الدنيا والآخرة ،ثم يقول سبحانه اني ومعى قربي من عبدي اجيب دعوته ،، ثم يامر سبحانه فليستجيبوا لي اي يدعونني ، الم يحن الوقت ان نستجيب لهذه الدعوة بلى وربي
وانا اقول وامنوا بارك الله فيكم
اللهم اهدنا وتقبل منا وارزقنا واصلحنا واصلح بنا ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ،اللهم اصلح لنا اولادنا وبناتنا وزوجاتنا اللهم وفقهم وارزقهم واصرف عنا وعنهم الحسد والبغضاء وقول الزور ووفقهم في دراستهم واسبغ عليهم نعمك ظاهرة وباطنة واجعلها عونا لهم على طاعتك ، اللهم اجعلنا واياهم هداة مهتدين،اللهم انصر المسلمين والمسلمات في كل مكان، اللهم اعز اهل طاعتك واذل اهل معصيتك، اللهم وفقنا لما تحب وترضى انك على كل شي قدير والسلام عليكم ورحمة الله
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
سيد الموقف
10-23-2010, 11:48 PM
بارك الله فيك اختنا طيف الذكريات ونفع بك
قال الله تعالى:
"قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم"
يقول العلماء هذه أرجأ آية في كتاب الله ! كيف لا ؟ وهي قد أشرعت أبواب الأمل في وجوه البائسين وضمنت خط العودة للتائهين.
لاإله إلا الله ، ماأرحم الله بعباده وماأحنه عليهم ,وماأوسع رحمته، جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم :
" لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح".
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبياً في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟) قلنا: لا والله. فقال: ( الله أرحم بعباده من هذه بولدها) متفق عليه.
هل أنت مطمئن في الحياة الدنيا أم مطمئن بها ؟ "فرق كبير " ..!!
من منّا لا ينشد الاطمئنان وراحة البال في هذه الحياة ؟
لا شك أن الطمانينة نعمة كبيرة لا ينالها الا كل مؤمن سعيد ..
والنفس المطمئنة امتدحها الله سبحانه وتعالى فقال عز من قائل :
(( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية .
فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ))
ولكن الاطمئنان يمكن أن يكون مدمرا لصاحبه ،يقوده الى درب الهلاك ..
وذلك حين يكون اطمئنانا بالحياة الدنيا
وركونا لها ، حين تقف آمال الانسان وتطلعاته
الى حدود هذه الدنيا الفانية غير مكترث لما ينتظره بعدها
فتجد الشخص يركض ويلهث لتحقيق المكاسب والانجازات الدنيوية ،
ويطمئن كثيرا بتلك الانجازات ويشعر بالراحة فكل شيء متوفر لديه وهكذا ..
يقول الله تعالى في سورة يونس :
(( إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا
وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ . أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ))
أما الاطمئنان المطلوب هو الاطمئنان في الحياة الدنيا وليس الاطمئنان بها !!
يتحقق ذلك حين يستسلم المسلم لقضاء الله وقدره ويستقبل ذلك القدر خيرا كان أم شرا بابتسامة الواثق بربه ، فيتحقق لديه الاطمئنان والسكينة والراحة
وتصبح نفسه مطمئنة .. مؤمنة .. راضية .
وفي نفس الوقت فإنه يتوجه الى ربه بالدعاء ويسأله اللطف في القضاء ..
ويعمل دوما على أن يأخذ بالأسباب
ويوازن بين أهدافه الدنيوية والأخروية
بشكل يجعله من السعداء الفائزين في الدارين .
(( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ))[البقرة:18] (http://www.hanein.info/vb/showthread.php?t=133681&page=1)
صم بكم عمي فهم لا يرجعون
وهم مع ذلك" صم " لا يسمعون خيرا " بكم " لا يتكلمون بما ينفعهم " عمي " في ضلالة وعماية البصيرة كما قال تعالى " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " فلهذا لا يرجعون إلى ما كانوا عليه من الهداية التي باعوها بالضلالة . " ذكر أقوال المفسرين من السلف بنحو ما ذكرناه " قال السدي في تفسيره عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة في قوله تعالى " فلما أضاءت ما حوله " زعم أن ناسا دخلوا في الإسلام مع مقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة ثم إنهم نافقوا وكان مثلهم كمثل رجل كان في ظلمة فأوقد نارا فلما أضاءت ما حوله من قذى أو أذى فأبصره حتى عرف ما يتقي منه فبينما هو كذلك إذ طفئت ناره فأقبل لا يدري ما يتقي من أذى فذلك المنافق كان في ظلمة الشرك فأسلم فعرف الحلال والحرام والخير والشر . فبينما هو كذلك إذ كفر فصار لا يعرف الحلال من الحرام ولا الخير من الشر . وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية قال أما النور فهو إيمانهم الذي كانوا يتكلمون به وأما الظلمة فهي ضلالتهم وكفرهم الذي كانوا يتكلمون به وهم قوم كانوا على هدى ثم نزع منهم فعتوا بعد ذلك . وقال مجاهد : " فلما أضاءت ما حوله" أما إضاءة النار فإقبالهم إلى المؤمنين والهدى. وقال عطاء الخرساني في قوله تعالى " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " قال هذا مثل المنافق يبصر أحيانا ويعرف أحيانا ثم يدركه عمى القلب . وقال ابن أبي حاتم : وروي عن عكرمة والحسن والسدي والربيع بن أنس نحو قول عطاء الخرساني وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " قال هذا مثل المنافق يبصر أحيانا ويعرف أحيانا ثم يدركه عمى القلب . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " إلى آخر الآية . قال هذه صفة المنافقين كانوا قد آمنوا حتى أضاء الإيمان في قلوبهم كما أضاءت النار لهؤلاء الذين استوقدوا نارا ثم كفروا فذهب الله بنورهم فانتزعه كما ذهب بضوء هذه النار فتركهم في ظلمات لا يبصرون وأما قول ابن جرير فيشبه ما رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " قال هذا مثل ضربه الله للمنافقين أنهم كانوا يعتزون بالإسلام فيناكحهم المسلمون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفيء فلما ماتوا سلبهم الله ذلك العز كما سلب صاحب النار ضوءه وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية" مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " فإنما ضوء النار ما أوقدتها فإذا خمدت ذهب نورها وكذلك المنافق كلما تكلم بكلمة الإخلاص بلا إله إلا الله أضاء له فإذا شك وقع في الظلمة وقال الضحاك " ذهب الله بنورهم " أما نورهم فهو إيمانهم الذي تكلموا به وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله " فهي لا إله إلا الله أضاءت لهم فأكلوا بها وشربوا وأمنوا في الدنيا وأنكحوا النساء وحقنوا دماءهم حتى إذا ماتوا ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون وقال سعيد عن قتادة في هذه الآية إن المعنى أن المنافق تكلم بلا إله إلا الله فأضاءت له في الدنيا فناكح بها المسلمين وغازاهم بها ووارثهم بها وحقن بها دمه وماله فلما كان عند الموت سلبها المنافق لأنه لم يكن لها أصل في قلبه ولا حقيقة في عمله " وتركهم في ظلمات لا يبصرون " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس " وتركهم في ظلمات لا يبصرون " يقول في عذاب إذا ماتوا وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس " وتركهم في ظلمات " أي يبصرون الحق ويقولون به حتى إذا خرجوا من ظلمة الكفر أطفئوه بكفرهم ونفاقهم فيه فتركهم في ظلمات الكفر فهم لا يبصرون هدى ولا يستقيمون على حق وقال السدي في تفسيره بسنده " وتركهم في ظلمات " فكانت الظلمة نفاقهم وقال الحسن البصري وتركهم في ظلمات لا يبصرون فذلك حين يموت المنافق فيظلم عليه عمله عمل السوء فلا يجد له عملا من خير عمل به يصدق به قول لا إله إلا الله " صم بكم عمي " قال السدي بسنده صم بكم عمي فهم خرس عمي وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس " صم بكم عمي " يقول لا يسمعون الهدى ولا يعقلونه وكذا قال أبو العالية وقتادة بن دعامة فهم لا يرجعون قال ابن عباس أي لا يرجعون إلى هدى وكذا قال الربيع بن أنس : قال السدي بسنده " صم بكم عمي فهم لا يرجعون " إلى الإسلام . وقال قتادة فهم لا يرجعون أي لا يتوبون ولا هم يذكرون.
تفسير إبن كثير
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ...
تعددت أقوال العلماء في الباقيات الصالحات فقد نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف أنها الصلوات الخمس. ونقل عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح أنها سبحان الله والحمد ولا إله إلا الله والله أكبر. ونقل القرطبي في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الباقيات الصالحات: كل عمل صالحٍ من قولٍ أو فعلٍ يبقى للآخرة. وقال هو الصحيح إن شاء الله.
يقول تعالى في كتابه الكريم :
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)
" سورة النــور
نبحر في هذه الآية الكريمة .. التي تبث الأمل في النفوس ..
بسم الله الرحمن الرحيم
( وعَد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات )
وعد الله المؤمنين المخلصين الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح ..
إن وعده لحقّ ..
يقول عز وجل في سورة فاطر :
( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنّكم الحياة الدنيا ولا يغرّنّكم بالله الغرور )
وفي سورة النساء :
( ومن أصدق من الله قيلاً )
وفي سورة الرعد :
( إن الله لا يخلف الميعاد )
وكثير من الآيات ..
فبمَ وعد الله عز وجل ووعده الحقّ ؟
( ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم )
وعدهم بميراث الأرض وأن يجعلهم فيها خلفاء متصرفين فيها تصرف الملوك في ممالكهم كما استخلف
المؤمنين قبلهم ..
وفي هذه البشارة يحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول :
" إن الله زوى لي الأرض فرأيتُ مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها " / رواه مسلم
ويقول صلى الله عليه وسلم :
" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون ملكاً عاضاً ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون ملكاً جبرياً ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت ) / صحيح مسلم
( وليمكننّ لهم دينهمُ الذي ارتضى لهم )
وليجعلنّ دينهم – الإسلام – الذي ارتضاه لهم عزيزاً مكيناً عالياً على كل الأديان
( وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً )
وليغيّرنّ حالهم التي كانوا عليها من الخوف والفزع إلى الأمن والاستقرار
( يعبدونني لا يشركون بي شيئاً )
- وكأن في هذا تعليل للاستخلاف – يوحدون الله جلّ وعلا ويخلصون له العبادة ، لا يعبدون إلهاً غيره
( ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون )
أي فمن جحد شكر هذه النعم .. فأولئك هم الخارجون عن طاعة الله العاصون أمر الله ..
الرحايا
10-30-2010, 03:10 PM
..{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ}...
الذين أعطيناهم الكتاب من اليهود والنصارى, يقرؤونه القراءة الصحيحة,
ويتبعونه حق الاتباع, ويؤمنون بما جاء فيه من الإيمان برسل الله,
ومنهم خاتمهم نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم, ولا يحرفون ولا يبدِّلون ما جاء فيه. هؤلاء هم الذين يؤمنون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم
وبما أنزل عليه, وأما الذين بدَّلوا بعض الكتاب وكتموا بعضه, فهؤلاء كفار بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وبما أنزل عليه,ومن يكفر به فأولئك هم أشد الناس خسرانًا عند الله...
.........
جزاااك الله خير وباارك الله فيك اختي طيف...
رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)
ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا بعذابك لنا أو تسلط الكافرين علينا فيفتنونا عن ديننا، أو يظهروا علينا فيُفتنوا بذلك، ويقولوا: لو كان هؤلاء على حق, ما أصابهم هذا العذاب, فيزدادوا كفرًا, واستر علينا ذنوبنا بعفوك عنها ربنا, إنك أنت العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في أقواله وأفعاله.
سيد الموقف
11-02-2010, 03:38 PM
قال الله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير )) الآيه 32 سورة ""فاطر ""
قال الشيخ عبد الرزاق البدر _حفظه الله و رعاه _ في شرحه للدرس الرابع / شرح كتاب التوحيد
( باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب ) قال حفظه الله :
هذه الآية جاءت في سياق ذكر المصطفين من عباد الله قال الله - عز وجل -: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾ فذكر أن المصطفين ثلاثة أصناف:
قال : ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿32﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ﴿33﴾﴾ [فاطر: 32: 33]
من هم ؟ الثلاثة ، الواو تشمل الثلاثة : تشمل الظالم ، وتشمل المقتصد ، وتشمل السابق بالخيرات.
لكن كما قال أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمة في كتابه الإيمان :
المقتصد والسابق بالخيرات يدخلون الجنة دخولا أوليا ، يعني : بدون حساب ولا عذاب ، لأن المقصد هو من فعل الواجب وترك المحرم ، والسابق بالخيرات هو الذي فعل الواجب والمستحب وترك المحرم وأيضًا حذر وجانب المكروه وسابق في الخيرات ، فهذا الذي هو المقتصد والسابق بالخيرات كل منهما يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب .
والظالم نفسه أيضًا يدخل الجنة لكن قد يمر بمرحلة تطهير وتنقية فيدخل النار لا ليخلد فيها وإنما ليطهر فيها من ذنوبه ثم مثل ما قال -عليه الصلاة والسلام - : ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، يصيبه قبل ذلك ما يصيبه ) فإذن الظالم لنفسه هنا هو من المصطفين ، وهو من عباد الله ، وهو من أهل الجنة .
والمراد بالظلم هنا ما هو ؟ المعاصي ، ظلم النفس بالمعاصي ؛ ولهذا لو أكملنا السياق لما ذكر الله الأقسام الثلاثة الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات .
ذكر بعدهم قسيم هؤلاء الثلاثة وهو الكافر فماذا قال ؟ قال : ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴿36﴾ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿37﴾﴾ [فاطر: 36، 37] إذن "الظالمين" هنا المراد بالظلم الشرك والكفر ، والمراد بالظلم هناك المعاصي ، ذاك صاحب الظلم المعاصي مآله إلى الجنة قد يدخل النار لتطهيره وتنقيته أما الظالم لنفسه ظلم الكفر والشرك بالله فإنه إذا لقي الله بهذا الكفر وهذا الشرك فمآله ماذا ؟ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَ ﴾[فاطر: 36] يخلد في النار ولا يطمع في مغفرة الله ولا رحمته ولا عفوه لا مطمع له ؛ بل هو مخلد في النار أبد الآبدين ، أما إذا كان ظلما للنفس كما في السياق الأول فهذا مآله إلى الجنة، لكن قد يمر بمرحلة تطهير وتنقيه .
ــــــــــــــــــــــ
اللهم اجعلنا من السابقين بالخيرات ،اللهم ألهمني رشدي وأعذني شر نفسي . انك ولي ذلك والقادر عليه ..
(http://forum.baniamro.com/search.php?do=finduser&u=1012&starteronly=1)
قال تعالى:
* { ٱاللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ٱلْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيۤءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ }*
نلمس في (http://www.alhnuf.com/21089.html)الاية المباركة كيف تنزل إلينا من عالمنا ثم تسمو بنا الى الافاق الروحانية تطوف بنا بين عالم الغيب والشهادة ,
وانظر الى "مثل نوره كمشكاة " : وهي الطاقه ... فيها مصباح.. تعيش الاية عالمنا .. عالم الشهادة , المصباح في الزجاجة .. الزجاجة كأنها كوكب دري.. هكذا يسبح بنا الفكر مع النور الالهي .. أو بتعبير أدق مع المثل للنور الالهي ثم تنزل الايه بنا الى عالمنا فالكوكب الدري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقيه ولا غربية .. يكاد زيتها يضئ.. وفي النهاية تأخذ دوامات النور وطبقاته .. وسبحان النور الالاهي .. فلا نملك إلا أن نقف خاشعين أمام الاية " نور على نور " .., قال أبي بن كعب :مثل نوره في قلب المؤمن ..
أذن الإيمان هو النور الذي أودعه الله في قلب المؤمن من معرفته ومحبته والإيمان به وذكره والانس به ..وهو نوره الذي أنزله أليهم فأحياهم به وجعلهم يمشون به بين الناس وأصله في قلوبهم ..ثم تقوى مادته وتتزايد حتى تظهر على وجوههم وجوارحهم وأبدانهم وثيابهم ودورهم ويبصره من هو من جنسهم ..
وقفه
الإيمان بالله لا يتعارض مع الواقع بل يتكيف معه ويظهر ويزيد في قلوب المؤمنين..ليُحدّثِ الظاهر/الباطن.
(( وَلَيَالٍ عَشْرٍ )) قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره : وَاللَّيَالِي الْعَشْر الْمُرَاد بِهَا عَشْر ذِي الْحِجَّة كَمَا قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَابْن الزُّبَيْر وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف . وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا : " مَا مِنْ أَيَّام الْعَمَل الصَّالِح أَحَبّ إِلَى اللَّه فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّام " يَعْنِي عَشْر ذِي الْحِجَّة قَالُوا وَلا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه ؟ قَالَ" وَلا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه إِلا رَجُلا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَاله ثُمَّ لَمْ يَرْجِع مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " ....
سيد الموقف
11-07-2010, 06:16 PM
قال تعالى:" وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق "
في الصحيحين عن أبي هر يرة رضي الله عنه عن النبي http://r27.imgfast.net/users/2713/44/80/31/smiles/30129.gif سلم قال :
( أفضل الأعمال الإيمان بالله ورسوله ، ثم جهاد في سبيل الله ، ثم حج مبرور )
حج علي بن الموفق ستين حجة فقال :
فلما كان بعد ذلك جلست في الحجر أفكر في حالي و كثرة تردادي إلى ذلك المكان و لا أدري
هل قبل مني حجي أم رد ؟ !!
ثم نمت فرأيت في منامي قائلاً يقول لي :
هل تدعو إلى بيتك إلا من تحب
قال : فاستيقظت و قد سري عني
ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة
كان الإمام أحمد يدعو و يقول :
اللهم أعزني بطاعتك ، و لا تذلني بمعصيتك
ألا إنما التقوى هي العـز والكــرم
و حبـــــــــك للدنيا هو الذل و السقم
و ليس علــى عبد تقي نقيصــــــة
إذا حقق التقوى و إن حاك أو حجم
و قد روي أن الله تعالى يقول للحجاج يوم عرفة :
أفيضوا مغفوراً لكم و لمن شفعتم فيه
قيل للحسن: الحج المبرور جزاؤه الجنة ؟
قال : آية ذلك أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة
و قيل له : جزاء الحج المغفرة ؟
قال : آية ذلك أن يدع سيء ما كان عليه من العمل
القدوم على اللـــه :
قال بعض الملوك لأبي حازم : كيف القدوم على الله تعالى ؟
فقال أبو حازم : أما قدوم الطائع على الله تعالى فكقدوم الغائب على أهله المشتاقين إليه
و أما قدوم العاصي فكقدوم العبد الآبق على سيده الغضبان
كم بين الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون وبين
الذين يدعون إلى نار جهنم دعا !!
قال علي رضي الله عنه :
تتلقاهم الملائكة على أبواب الجنة : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين
و تلقى كل غلمان صاحبهم يطيفون به فعل الولدان بالحميم جاء من الغيبة :
أبشر فقد أعد الله لك من الكرامة كذا و كذا
و ينطلق غلام من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين
فيقول : هذا فلان باسمه في الدنيا
فيقلن : أنت رأيته ؟
فيقول : نعم ، فيستخفهن الفرح حتى يخرجن إلى أسكفة الباب
قال أبو سليمان الداراني :
تبعث الحوراء من الحور الوصيف من وصائفها فتقول :
ويحك انظر ما فعل بولي الله ؟
فتستبطئه فتبعث وصيفاً آخر، فيأتي الأول فيقول : تركته عند الميزان ، و يأتي الثاني فيقول :
تركته عند الصراط ، و يأتي الثالث فيقول : قد دخل باب الجنة فيستخفها الفرح فتقف على
باب الجنة فإذا أتاها اعتنقته فيدخل خياشيمه من ريحها ما لا يخرج أبدا
إذا هَبَّتْ رياحُـــك فاغتنمها **** فعقبى كـــــلِّ خافقــة سكـون
ولا تَغْفُل عن الإحسان فيها **** فما تدري السكون متى يكون؟
( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق )
ويقول النبي http://r27.imgfast.net/users/2713/44/80/31/smiles/30129.gifسلم :
( من أراد الحج فليتعجل , فإنه قد يمرض المريض ، وتضل الضالة ، وتعرض الحاجة )
ألـمـجـهـول
11-08-2010, 01:01 AM
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}
يخبر تعالى عباده المسرفين بسعة كرمه، ويحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك فقال: {قُل} يا أيها الرسول ومن قام مقامه من الدعاة لدين اللّه، مخبرا للعباد عن ربهم: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِم} باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم من الذنوب، والسعي في مساخط علام الغيوب.
{لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} أي: لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان، متزودين ما يغضب عليكم الرحمن، ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا من الشرك، والقتل، والزنا، والربا، والظلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار. {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} أي: وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان، لا تنفك ذاته عنهما، ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود،.تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار، ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، والعطاء أحب إليه من المنع، والرحمة سبقت الغضب وغلبته، .ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد، فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى اللّه تعالى بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرع والتأله والتعبد،. فهلم إلى هذا السبب الأجل، والطريق الأعظم.
ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها فقال: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُم} بقلوبكم {وَأَسْلِمُوا لَهُ} بجوارحكم، إذا أفردت الإنابة، دخلت فيها أعمال الجوارح، وإذا جمع بينهما، كما في هذا الموضع، كان المعنى ما ذكرنا.
وفي قوله {إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} دليل على الإخلاص، وأنه من دون إخلاص، لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا. {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ} مجيئا لا يدفع {ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} فكأنه قيل: ما هي الإنابة والإسلام؟ وما جزئياتها وأعمالها؟
فأجاب تعالى بقوله: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُم} مما أمركم من الأعمال الباطنة، كمحبة اللّه، وخشيته، وخوفه، ورجائه، والنصح لعباده، ومحبة الخير لهم، وترك ما يضاد ذلك.
ومن الأعمال الظاهرة، كالصلاة، والزكاة والصيام، والحج، والصدقة، وأنواع الإحسان، ونحو ذلك، مما أمر اللّه به، وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا، فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها هو المنيب المسلم،. {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} وكل هذا حثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصة.
ثم حذرهم {أَن} يستمروا على غفلتهم، حتى يأتيهم يوم يندمون فيه، ولا تنفع الندامة.و {تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} أي: في جانب حقه. {وَإِنْ كُنْت} في الدنيا {لَمِنَ السَّاخِرِينَ} في إتيان الجزاء، حتى رأيته عيانا.
{أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} و"لو" في هذا الموضع للتمني،.أي: ليت أن اللّه هداني فأكون متقيا له، فأسلم من العقاب وأستحق الثواب، وليست "لو" هنا شرطية، لأنها لو كانت شرطية، لكانوا محتجين بالقضاء والقدر على ضلالهم، وهو حجة باطلة، ويوم القيامة تضمحل كل حجة باطلة.
{أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ} وتجزم بوروده {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً} أي: رجعة إلى الدنيا لكنت {مِنَ الْمُحْسِنِينَ} قال تعالى: إن ذلك غير ممكن ولا مفيد، وإن هذه أماني باطلة لا حقيقة لها، إذ لا يتجدد للعبد لَوْ رُدَّ، بيان بعد البيان الأول.
{بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} الدالة دلالة لا يمترى فيها. على الحق {فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ} عن اتباعها {وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} فسؤال الرد إلى الدنيا، نوع عبث، {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}
من تفسيــــر السعـــدي رحمـــه الله
دكتور المنتدى
11-08-2010, 08:41 AM
شرح قوله تعالى: ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً )
بسم الله الرحمن الرحيم
http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[التحريم:6].
هذه الآية -أيها الإخوة- تستنهض همم المسلمين، وتذكرهم بمسئوليتهم أمام الله نحو الأهل، نحو الزوجات والأزواج والأولاد، والآباء والأمهات والأقارب. ونحن -أيها الإخوة- إذ نتكلم عن هذا الموضوع في هذا الوقت ندرك أننا نعيش واقعاً مراً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وذلك من كثرة المحرمات التي تفشت في مجتمعاتنا، ومن كثرة الانغماس في أوحال المعاصي والابتعاد عن شرع الله عز وجل، وتأملوا هذه الآية العظيمة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gifلأن البداية تكون من النفس دائماً، ولا يمكن أن يصلح حال الآخرين إلا إذا صلح حال المصلح، فإذا كان المصلح في نفسه سيئاً، فأنى يكون الإصلاح؟! وكيف يحدث التأثر؟! http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gifهذه نوع من النار، وقودها ليس حطباً ولا بنزيناً أو مادة مشتعلة، وإنما وقودها الناس والحجارة، الناس هم الوقود، وهم الذين تسعر بهم جهنم، هم مادة الاحتراق، قال أهل العلم: أدبوهم .. علموهم .. مروهم بالذكر .. أوصوهم بتقوى الله .. مروهم بالمعروف .. وانهوهم عن المنكر، ولا تدعوهم هملاً فتأكلهم النار يوم القيامة.. مروهم بطاعة الله، وانهوهم عن معصية الله، وساعدوهم على المعروف، وإذا رأيت لله معصية -أي: يعصى الله في هذا الوسط، في البيت وفي الأهل- فإنك تقدعهم عنها، أي: تكفهم وتمنعهم، وقال الضحاك (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000108&spid=35) و مقاتل (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000109&spid=35) : حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه. ويدخل في هذا أمر الصبيان بالصلاة. فتكون وقاية النفس عن النار بترك المعاصي وفعل الطاعات، ووقاية الأهل بحملهم على ذلك بالنصح والتأديب، علموا أنفسكم الخير، وعلموا أهليكم الخير وأدبوهم.
مسئولية الآباء والأزواج
http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif
واستُدل بهذه الآية على أنه يجب على الرجل أن يتعلم ما يجب من الفرائض وأن يعلمها لهؤلاء، وإن من المعذبين يوم القيامة من جهل أهله -من كان أهله يعيشون في جهل- وهذه الكلمة تشمل الأولاد والزوجة، وتشمل العبيد والإماء أيضاً: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[طه:132]. فأول واجبات الرجل المسلم أن يحول بيته إلى بيت مسلم، وأن يوجه أهله إلى أداء الفريضة التي توصلهم بالله، وما أروع الحياة في ضلال بيت أهله كلهم يتجهون إلى الله! إن تبعة المؤمن في نفسه وأهله تبعة ثقيلة رهيبة، فالنار هناك، وهو متعرض لها هو وأهله، وعليه أن يحول دون نفسه وأهله ودون النار، هذه النار التي تنتظر هناك. إن المؤمن مكلف بهداية أهله -هداية الدلالة والإرشاد- وإصلاح بيته، كما هو مكلف هداية نفسه وإصلاح قلبه. وعن عبد الله بن عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000021&spid=35) رضي الله عنه وهذا الحديث يبين لنا مسئولية المسلم، المسئولية العامة التي لا تستثني أحداً: (كلكم راع وكلكم مسئول، فالإمام راع وهو مسئول، والرجل راع في أهله وهو مسئول، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول) هذا لفظ البخاري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000038&spid=35). http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [طه:132]. وكان عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) رضي الله عنه له ساعة من الليل يصلي فيها، وكان إذا استيقظ أقام -أيقظ- أهله، فقام وقال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[طه:132]. وليست هذه المسألة سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقط، بل إنها طريقة الأنبياء من قبل: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[مريم:54-55] فهذا إسماعيل يأمر أهله بالصلاة والزكاة.
والله أسأل أن ينفعنا بما نقول ونسمع ........وجزاكم الله خيرا
( وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ){البقرة :248} قال الشيخ ابن عثيمين في تفسير هذه الآية " و ( التَّابُوتُ ) شيء من الخشب أو من العاج يُشبه الصندوق ، ينزل و يصطحبونه معهم ، و فيه السكينة – يعني أنه كالشيء الذي يُسكنهم و يطمئنون إليه – و هذا من آيات الله " و قال " و صار معهم – أي التابوت – يصطحبونه في غزواتهم فيه السكينة من الله سبحانه و تعالى : أنهم إذا رأوا هذا التابوت سكنت قلوبهم ، و انشرحت صدورهم "
﴿ وهو اللطيف الخبير ﴾
" من معاني اللطيف أنه الذي يلطف بعبده ووليه فيسوق إليه البرّ والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب،
ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من العبد على بال."
[تفسير ابن سعدي (ص 876)]
(وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ْ} فإن في قلوبهم من الحنق والغيظ عليهم ما يكون قتالهم وقتلهم شفاء لما في قلوب المؤمنين من الغم والهم، إذ يرون هؤلاء الأعداء محاربين للّه ولرسوله، ساعين في إطفاء نور اللّه، وزوالا للغيظ الذي في قلوبهم، وهذا يدل على محبة اللّه لعباده المؤمنين، واعتنائه بأحوالهم، حتى إنه جعل -من جملة المقاصد الشرعية- شفاء ما في صدورهم وذهاب غيظهم.
http://vb.ml7-alswalf.com/uploaded/1258_01258118576.jpg (http://vb.ml7-alswalf.com/)
للتذكير
لاتنسو قراءة سورة الكهف
اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد وصحبه آجمعين
قال الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"
هذه وصية الله لنا معاشر المؤمنين، وصية من هو أرحم بنا من أمهاتنا، وأحن علينا من أنفسنا : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله : أي خافوا الله واحذروا عقابه، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه . ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ. أي ليوم القيامة، قال بن كثير: انظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة وسمي يوم القيامة غداً لقرب مجيئه
سيد الموقف
11-30-2010, 11:56 PM
-قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون
القول في تأويل قوله تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة} يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {قل} يا محمد لليهود {إن الموت الذي تفرون منه} فتكرهونه، وتأبون أن تتمنوه {فإنه ملاقيكم} ونازل بكم {ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة} ثم يردكم ربكم من بعد مماتكم إلى عالم الغيب والشهادة، عالم غيب السموات والأرض؛ والشهادة: يعني وما شهد فظهر لرأي العين، ولم يغب عن أبصار الناظرين.26425 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: تلا قتادة: {ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة} فقال: إن الله أذل ابن آدم بالموت - لا أعلمه إلا رفعه. {فينبئكم بما كنتم تعملون} يقول: فيخبركم حينئذ ما كنتم في الدنيا تعملون من الأعمال، سيئها وحسنها، لأنه محيط بجميعها، ثم يجازيكم على ذلك المحسن بإحسانه، والمسيء بما هو أهله
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ
....}
هذا إخبار عن حمده والثناء عليه بصفات الكمال، ونعوت العظمة والجلال عموما، وعلى هذه المذكورات خصوصا. فحمد نفسه على خلقه السماوات والأرض، الدالة على كمال قدرته، وسعة علمه ورحمته، وعموم حكمته، وانفراده بالخلق والتدبير، وعلى جعله الظلمات والنور، وذلك شامل للحسي من ذلك، كالليل والنهار، والشمس والقمر. والمعنوي، كظلمات الجهل، والشك، والشرك، والمعصية، والغفلة، ونور العلم والإيمان، واليقين، والطاعة، وهذا كله، يدل دلالة قاطعة أنه تعالى، هو المستحق للعبادة، وإخلاص الدين له،
هند آل فاضل
12-09-2010, 08:30 PM
سورة الشعراء آية رقم 62
{قال كلا إن معي ربي سيهدين}
تفسير ابن كثير : لهذا قالوا " إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين " أي لا يصل إليكم شيء مما تحذرون فإن الله سبحانه هو الذي أمرني أن أسير ههنا بكم وهو سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد وكان هارون عليه السلام في المقدمة ومعه يوشع بن نون ومؤمن آل فرعون وموسى عليه السلام في الساقة وقد ذكر غير واحد من المفسرين أنهم وقفوا لا يدرون ما يصنعون وجعل يوشع بن نون أو مؤمن آل فرعون يقول لموسى عليه السلام يا نبي الله ههنا أمرك ربك أن تسير ؟ فيقول نعم فاقترب فرعون وجنوده ولم يبق إلا القليل فعند ذلك أمر الله نبييه موسى عليه السلام أن يضرب بعصاه البحر فضربه وقال انفلق بإذن الله وروى ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد حدثنا محمد بن حمزة بن يوسف عن عبد الله بن سلام أن موسى عليه السلام لما انتهى إلى البحر قال : يا من كان قبل كل شيء والمكون لكل شيء والكائن بعد كل شيء اجعل لنا مخرجا .
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } وهذا شامل عام للخير والشر كله، لأنه إذا رأى مثقال الذرة، التي هي أحقر الأشياء، [وجوزي عليها] فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى، كما قال تعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا } { وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا }
"فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1285588&d=1287227206
فاستقم كما امرك ونهاك وسطا واعتدال من غير تقصير او تفريط ومن غير تجاوز او افراط
فقد وضع لك حدا ورسم لك منهاجا فلا تحيد عنه يمنة او يسرة،وهذا ليس لك فقط بل
لكل من اسلم واستسلم وتاب واناب لرب الارباب
فهو باحوالكم خبير وبكل ما تقدموه بصير يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.كانت هذه الاية
كما قال بن عباس رضي الله عنه:ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد من هذه الايه،
لذا عندما سأله الصديق رضي الله عنه في سبب اسراع الشيب اليه صلوات ربي عليه قال
"شيبتني هود وأخواتها"فكانت وصيته لمن سأله عن قول لا يسأل احد بعده
فرد عليه بقوله"قل أمنت بالله ثم استقم"ايمانا واعتقادا قولا وعملا،
وهذا حقا امرا صعب المنال الا لمن يسره ربه عليه ووفقه له.ودليل استقامة الايمان
استقامة القلب على الاخلاص والمحبة والخشية والانابة لله عز وجل وسجوده
عند عرش ربه بالرغم من وجوده على الثرى،ودليل استقامة القلب استقامة اللسان على ذكر الله
والانشغال بامر نفسه والبعد عن الغيبة و النميمة،بل يتعلق بما تقلق به قلبه،
وليعلم انه القائد اذا استقام استقامت الجوارح..
الرسمي
05-04-2011, 04:51 AM
اسمحوا لي بهذه المشاركه باضافه الايه وتفسيرها بالصوت والصوره :
الايه :
http://www.youtube.com/watch?v=itVx-eKKcAE
التفسير العلمي لهذه الايه :
http://www.youtube.com/watch?v=ngxzIt8xTUM&feature=channel_video_title
وجزاكم الله خير..
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
أَخْبَرَنَا تَعَالَى أَنَّهُ يَبْتَلِي عِبَاده : أَيْ يَخْتَبِرهُمْ وَيَمْتَحِنهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَلَنَبْلُوَنَّكُم حَتَّى نَعْلَم الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُو أَخْبَاركُمْ " فَتَارَة بِالسَّرَّاءِ وَتَارَة بِالضَّرَّاءِ مِنْ خَوْفٍ وَجُوعٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَأَذَاقَهَا اللَّه لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف" فَإِنَّ الْجَائِع وَالْخَائِف كُلّ مِنْهُمَا يَظْهَر ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلِهَذَا قَالَ لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف وَقَالَ هَاهُنَا " بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْف وَالْجُوع " أَيْ بِقَلِيلٍ مِنْ ذَلِكَ " وَنَقْص مِنْ الْأَمْوَال " أَيْ ذَهَاب بَعْضهَا " وَالْأَنْفُس " كَمَوْتِ الْأَصْحَاب وَالْأَقَارِب وَالْأَحْبَاب " وَالثَّمَرَات " أَيْ لَا تُغِلّ الْحَدَائِق وَالْمَزَارِع كَعَادَتِهَا قَالَ بَعْض السَّلَف : فَكَانَتْ بَعْض النَّخِيل لَا تُثْمِر غَيْر وَاحِدَة وَكُلّ هَذَا وَأَمْثَاله مِمَّا يَخْتَبِر اللَّه بِهِ عِبَاده فَمَنْ صَبَرَ أَثَابَهُ وَمَنْ قَنَطَ أَحَلَّ بِهِ عِقَابه وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ" وَقَدْ حَكَى بَعْض الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْمُرَاد مِنْ الْخَوْف هَاهُنَا خَوْف اللَّه وَبِالْجُوعِ صِيَام رَمَضَان وَبِنَقْصِ الْأَمْوَال الزَّكَاة وَالْأَنْفُس الْأَمْرَاض وَالثَّمَرَات الْأَوْلَاد وَفِي هَذَا نَظَرٌ وَاَللَّه أَعْلَم .
http://www.lovely0smile.com/2009/Tafseer/Tafseer-067-002.jpg (http://www.lovely0smile.com/Msg-3767.html)
شيخة بني عمرو
10-13-2011, 05:20 PM
طيف الذكريااات
كتب الله اجرك
شيخة بني عمرو
10-13-2011, 05:23 PM
تفسير الايتين (اذا البحار فجرت ) (اذا البحار سجرت )والفرق بينهما
ورد الفعل (سجرت) في قوله تعالى: {وإذا البحار سجرت}[التكوير6]
والفعل (فجرت) في قوله تعالى: {وإذا البحار فجرت} [الانفطار3]
الدلالتان متقاربتين جدا فلا يوجد اختلاف جوهري بين الفعلين فقد ورد الفعل (سجرت) في قوله تعالى: {وإذا البحار سجرت}
[التكوير6]،
والفعل (فجرت) في قوله تعالى: {وإذا البحار فجرت} [الانفطار3]،
ولا نكاد نعثر على اختلاف جوهري بين دلالة الفعلين في الموضعين، فالفعل الأول يفيد أن البحور ملئت وفجر بعضها إلى بعض حتى صارت بحراً واحداً، والفعل الثاني يفيد أن البحور فتحت على بعضها بعضاً فاختلط العذب بالمالح، وزال البرزخ الذي بينهما وصارت البحور بحراً واحداً (1).
ولما كانت الدلالتان متقاربتين إلى هذا الحد فينبغي أن نستأنس بالسياق العام للموضعين للكشف عن الإعجاز اللغوي والبلاغي لاختصاص كل موضع منهما بلفظ مختلف. فقد ورد الفعل (سجرت) في سياق
قوله تعالى: {إذا الشمس كورت (1) وإذا النجوم انكدرت (2) وإذا الجبال سيرت (3) وإذا العشار عطلت (4) وإذا الوحوش حشرت (5) وإذا البحار سجرت (6) وإذا النفوس زوجت (7) وإذا الموءودة سئلت (8) بأي ذنب قتلت (9) وإذا الصحف نشرت (10) وإذا السماء كشطت (11) وإذا الجحيم سعرت}[التكوير].
إن التأمل في دلالة مادة (سجر) يكشف عن روابط دلالية بين الفعل (سجرت) والسياق العام للآيات، ويمكن تحديد الروابط أو الخيوط الدلالية بما هو آت
: 1- النار والحرارة: تدل مادة (سجر) على النار والحرارة، فالسجر: الإتّقاد في التنور، والسجور: اسم الحطب، وسجر التنور: أوقده وأحماه وهي دلالات تتقاطع مع قوله تعالى:
{وإذا الجحيم سعرت}[التكوير12]،
ولذلك قال ابن سيده في تفسير قوله تعالى: {وإذا البحار سجرت}، "لا وجه إلا أن تكون قد ملئت ناراً" وكذلك لا تخفى حرارة الشمس في قوله تعالى: {إذا الشمس كورت}[التكوير1]، والحرارة المنبعثة عن النجوم حين تنكدر وتقع على وجه الأرض في قوله تعالى: {وإذا النجوم انكدرت}[التكوير]
كما أن النار في البحار والجحيم تشكل مشهداً متكاملاً "ليقع الوعيد بتسجير البحار وتسعير النار"
2- الإبل: نقول سجرت الناقة: حنّت الناقة فطربت في إثر ولدها، وانسجرت الإبل في السير: تتابعت، والسّجر: ضرب من سير الإبل وهو ما يتفاعل مع قوله تعالى:
{وإذا العشار عطلت}[التكوير]،
فالعشار هي النوق الحوامل التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ولا يخفى التناسب بين الفعل سجرت والإبل ( العشار)
3- الوحوش: قيل في تفسير{وإذا الوحوش حشرت}، إن الوحوش ملكت وقيّد اضطرابها حتى لا يخرج عن الأرض من الهول، فيكون ذلك مأخوذاً من ساجور الكلب وهو خشبة تجعل في عنقه، ويقال سجره: إذا شده به فالفعل (سجرت) يناسب حشر الوحوش.
4- الائتلاف والتقارب: تدل مادة (سجر) على ائتلاف الطباع وتقارب السجايا، فسجير الرجل: خليله وصفيه، وساجره: صاحبه وصافاه، والسجير هو الخليل الذي يسجر في مودة خليله، كقولهم: فلان محرق في مودة فلان ، وهو ما يتفاعل مع قوله تعالى: {وإذا النفوس زوجت} أي "قرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة، وقرن بين رجل السوء مع رجل السوء في النار. وقال عطاء: زوجت نفوس المؤمنين بالحور العين، وقرنت نفوس المشركين بالشياطين إن السياق هو الرحم الذي يتخلق فيه المعنى، إذ إن المعنى في اللفظة المفردة يبقى عائماً على سطح الدلالة، لذا ينبغي أن نبحث عن العلائق لربط السطح بالعمق، ولا يتأتى هذا إلا بربط المفردات بالسياق، وذلك أن "فكرة القالب أو السياق هذه فكرة هامة وخصوصاً فيما يتعلق بصلتها بالكلمات، فالكلمات لا تعدو أن تكون رموزاً لأشياء كلية هامة. وحينئذٍ ينبغي علينا أن نبحث عن الإطار أولاً ثم نبحث عن الكلمات ثانياً
5- اللون: تدل مادة (سجر) على اختلاط الألوان وتداخلها؛ فالغدير الأسجر: هو الذي يضرب ماؤه إلى الحمرة، وقد قيل في تفسير قوله تعالى: {وإذا البحار سجرت} أنها صارت حمراء كالدم (12). وعين سجراء: إذا خالط بياضها حمرة، أو إذا خالط بياضها زرقة، أو هي حمرة في زرقة ويتقاطع تمازج الألوان وتداخلها مع حال الرؤية حينما تكور الشمس وتنكدر النجوم. إن شبكة العلاقات الدلالية بين مادة (سجر) والسياق العام لا تتوافر في مادة (فجر)، لذلك جاء الفعل (سجرت) في التكوير، وجاء الفعل (فجرت) في الانفطار. وذلك أن "البنية الدلالية تتكون من معاني النسيج كله، فلو لم تكن هناك علاقة واضحة بين الأجزاء والمجموع لما تكون هذا المجموع، ومناقشة معنى كلمة أو جملة دون ربطها بسياقها في الفقرة أو القطعة أو الفصل أو القول كله تقود إلى أخطاء متتالية في الفهم والتفسير ولا يعني ما تقدم غياب التقاطع الدلالي بين مادة (فجر) و سياقها العام، فقد جاء الفعل (فجرت) في سياق التفرق، إذ يتناسب انفجار البحار مع انفطار السماء وانشقاقها وبعثرة القبور وانتثار النجوم (15)
وذلك في قوله تعالى: {إذا السماء انفطرت (1) وإذا الكواكب انتثرت (2) وإذا البحار فجرت (3) وإذا القبور بعثرت} [الانفطار]،
وفي مقابل هذا التناسب تحقق تناسب بين الفعل (سجرت) والسياق العام، فقد جاء الفعل سجرت في سياق التجميع، إذ إن انفجار البحار وتحولها إلى بحر واحد، وحشر الوحوش وتجميعها وتزويج النفوس واقترانها بعضها ببعض هو اجتماع وائتلاف يناسب بعضه بعضاً، وهكذا يصبح النص القرآني خلية من الألفاظ تتفاعل وتتجاذب لتبني جسداً دلالياً منظماً ومتكاملاً، إذ "إن النص لم يعد سلسلة لغوية، في هذه الحالة هو حضور واحد يلتقي نسق من أوله بنسق من آخره، تسري ذبذبة كذبذبة الأوتار من كلمة إلى عبارة، فيتردد صداها في مئات الكلمات والعبارات
قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون...
يقول تعالى مخبرا عما أنذر به آدم وزوجته وإبليس حين أهبطهم من الجنة والمراد الذرية أنه سينزل الكتب ويبعث الأنبياء والرسل كما قال أبو العالية الهدى الأنبياء والرسل والبينات والبيان وقال مقاتل بن حيان : الهدى محمد صلى الله عليه وسلم وقال الحسن الهدى القرآن وهذان القولان صحيحان . وقول أبي العالية أعم " فمن اتبع هداي " أي من أقبل على ما أنزلت به الكتب وأرسلت به الرسل " فلا خوف عليهم " أي فيما يستقبلونه من أمر الآخرة " ولا هم يحزنون " على ما فاتهم من أمور الدنيا كما قال في سورة طه " قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى " قال ابن عباس فلا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة.
تفسير ابن كثير
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " أي اجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ويسألونه بكرة وعشيا من عباد الله سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء يقال إنها نزلت في أشراف قريش حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلس معهم وحده ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه كبلال وعمار وصهيب وخباب وابن مسعود وليفرد أولئك بمجلس على حدة فنهاه الله عن ذلك فقال " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " الآية وأمره أن يصبر نفسه في الجلوس مع هؤلاء فقال " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " الآية. وقال مسلم في صحيحه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن إسرائيل عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد هو ابن أبي وقاص قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا قال : وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت اسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أبا الجعد يحدث عن أبي أمامة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قاص يقص فأمسك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قص فلأن أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب " وقال أحمد أيضا : حدثنا هاشم ثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت كردوس بن قيس وكان قاص العامة بالكوفة يقول : أخبرني رجل من أصحاب بدر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " لأن أقعد في مثل هذا المجلس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب " قال شعبة فقلت أي مجلس قال كان قاصا وقال أبو داود الطيالسي في مسنده : حدثنا محمد حدثنا يزيد بن أبان عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لأن أجالس قوما يذكرون الله من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ولأن أذكر الله من صلاة العصر إلى غروب الشمس أحب إلي من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا " فحسبنا دياتهم ونحن في مجلس أنس فبلغت ستة وتسعين ألفا وهاهنا من يقول أربعة من ولد إسماعيل والله ما قال إلا ثمانية دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا , وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن إسحاق الأهوازي حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عمرو بن ثابت عن علي بن الأقمر عن الأغر أبي مسلم وهو الكوفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يقرأ سورة الكهف فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سكت فقال النبي صلى الله عليه وسلم " هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم " هكذا رواه أبو أحمد عن عمرو بن ثابت عن علي بن الأقمر عن الأغر مرسلا وحدثنا يحيى بن المعلى عن منصور حدثنا محمد بن الصلت حدثنا عمرو بن ثابت عن علي بن الأقمر عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يقرأ سورة الحج أو سورة الكهف فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم . وقال الإمام أحمد ثنا محمد بن بكير ثنا ميمون المرئي ثنا ميمون بن سياه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات " تفرد به أحمد رحمه الله وقال الطبراني ثنا إسماعيل بن الحسن ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب عن أسامة بن زيد عن أبي حازم عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال : نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " الآية فخرج يلتمسهم فوجد قوما يذكرون الله تعالى منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم " عبد الرحمن هذا ذكره أبو بكر بن أبي داود في الصحابة وأما أبوه فمن سادات الصحابة رضي الله عنهم وقوله " ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا " قال ابن عباس : ولا تجاوزهم إلى غيرهم يعني تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا " أي شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا " وكان أمره فرطا " أي أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع ولا تكن مطيعا له ولا محبا لطريقته ولا تغبطه بما هو فيه كما قال " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى "
تفسير ابن كثير
يقول الله -جل وعلا-: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) يعني: أشغلكم التكاثر، وهذا التكاثر يكون بالمال، ويكون بالولد، ويكون بالجند، ويكون بالجاه، ويكون بالسلطان، ويكون بكل متاع من متاع الحياة الدنيا، إذا تكاثر به الإنسان، وألهاه عن طاعة الله جل وعلا.
فهذه الآية تذم المتكاثرين الذين يتكاثرون بالدنيا؛ لأن الدنيا لا ينبغي للمسلم أن يتكاثر بها؛ لأنها متاع زائل؛ ولهذا ذمها الله -جل وعلا- وذم هذا التكاثر. فقال جل وعلا: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا .
فهذا التكاثر مصيره إلى زوال، والعمل الصالح هو الذي يكون إلى البقاء، فذم الله -جل وعلا- المتشاغلين بالتكاثر على أيّ وجه كان هذا التكاثر، ولهذا حذف الله -جل وعلا- المتكاثَر به، ولم يذكره؛ ليعم كل شيء يتكاثر به الإنسان.
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2024, TranZ by Almuhajir