آل غيهب
10-07-2009, 03:45 AM
مقالة اعجبتني للكاتب عبدالعزيز السويد واود منكم مناقشة الموضوع وتفاعلكم
لماذا ننشغل بشَعر الشباب لا بمشاعرهم؟ الإنسان حر بشعره يقصره أو ينفشه، المهم ان يكون نظيفاً، اللهم إلا إذا كان يمارس عملاً فيه شروط تهدف للحفاظ على الصحة العامة مثل تجهيز الأغذية، هنا يجب ان يلتزم بها. وهو حر أيضاً في لباسه ما دام ساتراً لا يخدش الذوق العام، فإذا كان المعني مراهقاً من الأفضل أن يتعامل معه بروية وهدوء حتى لو خرج إلى الناس بهيئة لم يعتادوها، هذه قناعة مع ان تلك المناظر لا تعجبني ولا استلطفها، لكن هذا لا يعني العمل على استنساخ ما يعجب بالجبر والقوة، لأن الأصل والأهم هو السلوك والتعامل بعيداً من المظاهر والأشكال، لقد أورَدَنا التشبث بالمظاهر والحكم من خلالها على بعضنا البعض سلبيات الكل يعرفها واستطاع من أراد التمثيل أن يتمظهر بالصور التي يضعها المجتمع في الصدارة حتى اختلطت الأمور وشاع نفاق المظاهر.
وأسأل نفسي أيهما أولى، أن ينشغل رجل الأمن بملاحقة مراهقين يرتدون ملابس غريبة وعلى رؤوسهم «شوش منفوشة» ولم يخرجوا عن السائد إلا في مظاهرهم، أم أن أولويات الأمن في ملاحقة اللصوص والحرامية الذين يتزايدون ويطورون فنونهم؟ يطرح السؤال نفسه وأنا اقرأ أخباراً عن إيقاف رجال الأمن لشباب يعيشون فترة من العمر عرفها معظمنا، فيها محاولة لإثبات الذات وتلمس تضاريسها مع ضبابية رؤية فرضتها حداثة السن، هي حالة احوج ما تكون إلى تفهم وإقناع وامتصاص، لا إقصاء وإيقاف و...حلاقة جبرية.
من العجب ان ندعو إلى تفهم الآخر وحرية التعبير! لكننا لا نفكر بالقريب المختلف عنا... هنا، بأمور بسيطة، وفي زمن مراهقتنا كانت «هيئة الأمر بالمعروف» تقبض على من يطيل شعره من الفتيان ويؤخذ إلى الحلاّق لقصه، «وهو وحظه» إما أن يحلق على الصفر أو صليب بما يدفعه للإسراع إلى الحلاق، وسوق البطحاء وشارع الوزير شاهدان على ذلك. وكان اولئك الفتيان يمكثون فترة متلطمين مقهورين، وقد أحدث التعامل الجاف معهم ندوباً في القلوب، وأسهم في تراكمات الصور السلبية. هذا التعامل الجاف - وهو أقل ما يقال عنه - يدفع المراهقين إلى الانطواء والابتعاد عن المجتمع ما يزيد فرص انحرافهم، بل ويشغل رجال الأمن عن واجباتهم الأساسية، وقد عايشت شباباً درسوا في الخارج أو الداخل أطالوا شعورهم وغيّروا ألبستهم فترة قصيرة من الزمن ثم عادوا إلى القالب المظهري نفسه الذي اعتدنا عليه منتجين يخدمون انفسهم وبلادهم في كل مجال مفيد، وعندما يشاهدون صوراً قديمة لا يتمالكون انفسهم من الضحك.
نقلاً عن الطبعة السعودية لصحيفة "الحياة" اللندنية
لماذا ننشغل بشَعر الشباب لا بمشاعرهم؟ الإنسان حر بشعره يقصره أو ينفشه، المهم ان يكون نظيفاً، اللهم إلا إذا كان يمارس عملاً فيه شروط تهدف للحفاظ على الصحة العامة مثل تجهيز الأغذية، هنا يجب ان يلتزم بها. وهو حر أيضاً في لباسه ما دام ساتراً لا يخدش الذوق العام، فإذا كان المعني مراهقاً من الأفضل أن يتعامل معه بروية وهدوء حتى لو خرج إلى الناس بهيئة لم يعتادوها، هذه قناعة مع ان تلك المناظر لا تعجبني ولا استلطفها، لكن هذا لا يعني العمل على استنساخ ما يعجب بالجبر والقوة، لأن الأصل والأهم هو السلوك والتعامل بعيداً من المظاهر والأشكال، لقد أورَدَنا التشبث بالمظاهر والحكم من خلالها على بعضنا البعض سلبيات الكل يعرفها واستطاع من أراد التمثيل أن يتمظهر بالصور التي يضعها المجتمع في الصدارة حتى اختلطت الأمور وشاع نفاق المظاهر.
وأسأل نفسي أيهما أولى، أن ينشغل رجل الأمن بملاحقة مراهقين يرتدون ملابس غريبة وعلى رؤوسهم «شوش منفوشة» ولم يخرجوا عن السائد إلا في مظاهرهم، أم أن أولويات الأمن في ملاحقة اللصوص والحرامية الذين يتزايدون ويطورون فنونهم؟ يطرح السؤال نفسه وأنا اقرأ أخباراً عن إيقاف رجال الأمن لشباب يعيشون فترة من العمر عرفها معظمنا، فيها محاولة لإثبات الذات وتلمس تضاريسها مع ضبابية رؤية فرضتها حداثة السن، هي حالة احوج ما تكون إلى تفهم وإقناع وامتصاص، لا إقصاء وإيقاف و...حلاقة جبرية.
من العجب ان ندعو إلى تفهم الآخر وحرية التعبير! لكننا لا نفكر بالقريب المختلف عنا... هنا، بأمور بسيطة، وفي زمن مراهقتنا كانت «هيئة الأمر بالمعروف» تقبض على من يطيل شعره من الفتيان ويؤخذ إلى الحلاّق لقصه، «وهو وحظه» إما أن يحلق على الصفر أو صليب بما يدفعه للإسراع إلى الحلاق، وسوق البطحاء وشارع الوزير شاهدان على ذلك. وكان اولئك الفتيان يمكثون فترة متلطمين مقهورين، وقد أحدث التعامل الجاف معهم ندوباً في القلوب، وأسهم في تراكمات الصور السلبية. هذا التعامل الجاف - وهو أقل ما يقال عنه - يدفع المراهقين إلى الانطواء والابتعاد عن المجتمع ما يزيد فرص انحرافهم، بل ويشغل رجال الأمن عن واجباتهم الأساسية، وقد عايشت شباباً درسوا في الخارج أو الداخل أطالوا شعورهم وغيّروا ألبستهم فترة قصيرة من الزمن ثم عادوا إلى القالب المظهري نفسه الذي اعتدنا عليه منتجين يخدمون انفسهم وبلادهم في كل مجال مفيد، وعندما يشاهدون صوراً قديمة لا يتمالكون انفسهم من الضحك.
نقلاً عن الطبعة السعودية لصحيفة "الحياة" اللندنية