شرح جديد مفصل وحصري لقصيدة الفراعنة :" ناقتي يا ناقتي " 2

أتقوس مع تقوس نواهدها واقيس قبتين قاب قوسين قوس جنب قوس
المفردات:
التقوس كناية عن التحدب بشكل هندسي يشبه القوس،آلة على هيئة هلال ترمى بها السهام،وفي علم الهندسة قطعة من الدائرة، ويطلق على القبة المستديرة البناء،والمجوفة، تعقد بالآجر ونحوه، أوخيمة صغيرة أعلاها مستدير،والقوس صومعة الراهب وبيت الصائد.
المعنى:
يزيد الشاعر غرضه وضوحًا، ويصبغ على الدولة التركية صفات الضعف، وقد رمز لحالة الاستغراب التي اعترته بالتقوس،وهو النظر إلى الأسفل ثم الأعلى بحركة سريعة، وكأنه يتعجب من الأشياء التي أحدثت في نجد، ثم يعرج على وصف حال الأتراك الذين دخلوا نجد، ويرمز بقوله :" قبتين" إلى كثرة الفتن والضلالات والبدع التي كانوا يحملونها وجلبوها معهم،وأراد في قوله:" قاب قوسين" إلى سرعة زوال عهدهم، وهو توظيف جميل جاء القرآن الكريم، في قوله تعالى:" فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى" [ النجم : 9 ]. و"قوس جنب قوس" إلى كثرة الضلالات وتتابعها، فكأنها كنأئس مرصوفة بجانب بعض.
خصرها يحكي لنا واقع القوم التعيس وردفها عن غطرسة بوش يعطينا دروس
المفردات:
الخَصْرُ وَسَطُ الإِنسان،وهو المستدق فوق الوركين،والتعيس المنكب على وجهه،و هو الهالك،والردف مؤخر كل شيء، الغَطْرسة والتَغَطْرُس الإِعجاب بالشيء والتَّطاوُل على الأَقْران، بوش اسلم علم أجنبي.
المعنى:
انتقل الشاعر إلى الحديث عن وطنه، بروعة متناهية بين تضاريس جسم دختنوس مبينا العلل التي ألمت بالأتراك، وإسقاط الوصف جاء بروعة متناهية، فصدر دختنوس يضم كنيسة وكنيس وهذا دليل البدع المنتشرة في وقتهم، وما يفتأ الشاعر يصور ضعف الدولة التركية، ورمز بالخصر إلى رعايا هذه الدولة، وما يتعرضون له من ظلم، وعدم تقدير ، وضياع حقوق،وجمع النقيض بالنقيض، ووصف وضع الأتراك التعيس بخصر دختنوس، وذلك أن دولة الترك كانت ضعيفة جدا سياسيا، ورمز بالردف إلى ماضي هذه الدولة، وما منيت به من انهيارات ومشكلات، وفتن لو عقلها بوش لما قام بما قام به الآن من غطرسة وتجاوز وظلم، وإهدار لحقوق الإنسان، وامتهان لكرامته، والاعتبار بالتاريخ أكبر عبرة. ورمز بقوله:" دروس" إلى أن الظلم سيزول بلا محالة، ففي التاريخ أكبر سلوة، وأصدق عزاء، وهو هنا يحاكي هموم المجتمع العربي السياسي.
وبالرغم من قصرها ما يجالسها جليس تصبح أطول نسوة الأرض في وضع الجلوس
المفردات:
الرَّغْم والرِّغْم والرُّغْمُ الكَرْهُ والمَرْغَمَةُ مثله،قصرها أي: قصر القامة،الجلوس خلاف القيام.
المعنى:
مازال الشاعر يتحدث عن محبوبته، ويكثر من الإعجاب بها، وتوصيفها،فهي برغم جفافها وندرة مقومات الحياة المدينية فيها لا تضاهيها الدول المتطورة.
ويتحدث عن نجد في وقتهم ويستمر كأنه يسقط وصف البنت دختنوس على نجد في حكم الأتراك، وكانت في السابق ،في وقت البدو هي العيطوس وهي من الصفات التي يطلقها البدو على البنت الجميلة، وكانت أوصافها في السابق تختلف كثيرًا عن دختنوس التركية، وهي إسقاطات رائعة.
وقد استوحى الفكرة الرائعة من المقولة العربية الشهيرة (أفضل النساء أقصرهن إن قامت وأطولهن إن جلست ).
وقد يكون الغرض من البيت الجمع بين النقيضين وبعبقرية بين قصر قامة دختنوس وطول جلستها، وهنا يرمز إلى الأسباب العديدة لسرعة زوال دولة الترك، ورغم ذلك كانت أطول الدول زمنا، ويقصد الشاعر أن هذه الدولة قصيرة القامة، فليس لها باع في السيادة،ويد في التملك، وقصر القامة يدل على سهولة الأسباب التي تؤدي إلى زوالها، ورمز في قوله:"أطول" إلى أنها مهما طالت فهي ضعيفة داخليًّا، ومنهارة حقيقة.
المرحلة الثالثة:
وهي إبراز حقبة تاريخية مرت بها نجد، وهي مرحلة استرداد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله نجد،يقول :
العروسة ما تبي غير أبو تركي عريس العروسة نجد ما هيب حي الله عروس
المفردات:
العروسة الزوجة ما دامت في عرسها، وهي هنا نجد،أبو تركي الملك عبد العزيز رحمه الله،والعريس الزوج ما دام في إعراسه، ما هيب حي الله، كلمة استنكار تحمل معنى الرفع من مكانة الطرف الآخر. والعروس كلمة يستوي فيها المذكر والمؤنث.
المعنى:
هنا رمز الشاعر إلى نجد بأنها عروسة، بجامع الجمال والحسن،وأنها غير راضية بما ابتليت به، فقد صبرت بانتظار فارس أحلامها، الذي لم يخذلها،وهنا استشهاد بعملاق تاريخي، فقد دخلها الملك عبد العزيز رحمه الله،عام في اليوم الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق الخامس عشر من شهر يناير 1902م ،وتكمن من استرداد ملك آبائه، و العودة بأسرته إليها لكي يبدأ صفحة جديدة من صفحات تاريخ الدولة السعودية، وفي الشطر الثاني رجع للحديث عن معشوقته نجد، وأن فاتنات الأرض لا تضاهيها بجمالها.
نجد بنت المجد ونسة مونسة الونيس ما عسفها إلا معزي ضحى اليوم العبوس
المفردات:
بنت المجد دلالة أصالة وقدم،ونسة مونسة الونيس مفردات تحمل معنى الراحة والطمأنينة ، والأنس الفرح، والعسف الأخذ بالعنف والقوة،وعسف في الأمر فعله بلا روية ولا تدبر ،وعسف الخيل طوعها لإرادته، والمعزي من يعتزى به، والضحى ضوء الشمس و ارتفاع النهار و امتداده و وقت هذا الارتفاع أو الامتداد، والضحى قرب انتصاف النهار، والعبس تقَطيبَ ما بين العينين، واليوم العبوس الشديد.
المعنى:
الشاعر هنا يبحر في الإطراء لنجد بأنها تسر النفس، وتشرح الخاطر، وتبهج القلب،ويتفاخر بصمودها أمام الأعداء، وهذا الأوصاف دليل قرب الشاعر منها، وتأكيد التصاق بها، وفي الشطر الثاني شبهها بالمهرة، ثم رجع بالحديث ليشير إلى حدث مهم غير مجرى التاريخ ، وهو دخول الملك عبد العزيز رحمه الله الرياض عام 1319 هـ ودحر الظلم، وكلمة:" عسفها" توحي بالمعاناة التي سبقت دخول الرياض،وترمز إلى شجاعة الملك عبد العزيز رحمه الله الذي طوع نجد لإرادته، ووصف اليوم بالعبوس،للأمور الت استبقت دخول القصر ودحر الظلم، وهو يؤكد أن اليوم كان شديدًا على الظلم وأهله، واختياره مفردة " عبوس" أبلغ من غيرها، وهي التي جاءت في القرآن في قوله تعالى حكاية عن المؤمنين:" إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا" [ الأنبياء : 10 ].
كل أهل نجد من أجا حتى الخميس في ذراهم بالتجي عن مجففة الرسوس
المفردات:
كل لفظ يدل على العموم، آجا يقصد بها منطقة الشمال، ورمز لها برمز لها وهو جبل آجا، والخميس يقصد بها المنطقة الجنوبية، ورمز لها بمدينة خميس مشيط، لأن لها موقف مشهود في مناصرة الملك عبد العزيز رحمه الله، الذَّرى كل ما استترت به ،يقال أَنا في ظِلِّ فلان وفي ذَراهُ أَي في كَنَفه وسِتْره ،واسْتَذْرَيْتُ بفلان أَي التَجَأْتُ إِليه وصِرْتُ في كَنَفه،والتجأ إليه استند إليه واعتضد به، ولاذ به،جفف الشيء تجفيفا و تجفافًا يبسه، والرسوس آبار الماء.
المعنى:
هنا يفاخر الشاعر بوطنه بجميع حدوده الجغرافية، ويشيد بصفة تتميز بها البلاد، وهي أن أبناءها يتميزون بالترابط بينهم،فالأخوة الإسلامية هي الشعار الذي يميزهم عن غيرها، ولذا فإذا كنت في شمال البلاد أو جنوبها فإن الطيبة واحدة، والصفات واحدة، ورمز بنكبات الزمان، وصروف الدهر، وأحداث الأيام بالشمس الحارقة التي تجفف مياه الآبار بجامع القوة، وشدة التأثير.
وهنا يشير إلى سرعة انضمام القبائل تحت حكم آل سعود، لما تميزوا به حب وعدل ورحمة، وهو أولهم .
المقطع الثالث
موازنة وفخر
بعد أن انتهى الشاعر من عرض تاريخ مفصل للمراحل التي مرت بها نجد، بدأ بتقديم موازنة بين الحكم الملكي في نجد، والحكومات الأخرى، وهذا الموازنة تتضمن فخرًا مبطنًا يوحي بالكمال.
وعيشتي ما بين أسود ولو ماني رئيس خير من كوني رئيس على شلقة تيوس
المفردات:
عيشتي، يقصد بها حياته،أسود هي ملوك الغابة،والرئيس ذو الرئاسة، والبت في الأمور، والفصل في الأشياء، ومن عليه المعول في أمور البلاد، شلقة كناية عن العدد القليل، والتيس ذكر الماعز.
المعنى:
يفاخر الشاعر بالمكان الذي يعيش فيه، وأن أهله يتصفون بالشجاعة والقوة،وهو سعيد بالعيش معهم، حتى لو لم يكن هو السيد المسود بينهم، فيكفيه مخالطة هؤلاء الشجعان، بل إن يفضل العيش معهم على أن يكون رئيسًا على جماعة من الضعفاء الأدعياء.
وهو يرمز إلى النظام الملكي الذي نعيش فيه خير من الأنظمة، فنحن في ظل دولة قامت على التوحيد،وتحكم بالشريعة، وتحفظ الحق لشعبها، وتقدر المواطن،وتعتز به، أما بعض الأنظمة فهي تقوم على الصراعات والانقلابات، كما أن كثيرًا من شعوبها مسلوبة الحقوق، ومظلومة، ومقموعة،فتبقى أنظمة الحكم شعارات، والعبرة بطريقة معاملة المواطن .
وقد استوحى الشاعر الفكرة من مثل صيني قديم يقول:" غزال يقود مجموعة من الأسود، خير من أسد يقود مجموعة من الغزلان" غير أنه أبدع في التوظيف.
وليس عيبًا إن خدعني بمكره كل هيس لأن ما يفهم بمكر الهيوس إلا الهيوس
المفردات:
وليس تحمل معنى التوضيح هنا، العيب الوَصْم بالنقيصة،خدعني، الخديعة ما يخدع به الإنسان من أمور الحيلة،والمكر احتيال في خُفية، والمَكْرُ الخَدِيعَة والاحتيال،والهيس الرديء من الناس.
المعنى:
هنا الشاعر يفخر بنفسه، ولا يعدها منقصة عليه إذا تعرض للاحتيال من أصحاب النفوس الدنيئة،لأن هذا مصدر تباهي عنده، لأنه تربى في بيئة لا تعرف للخسة طريقًا، وتتصف بالصدق والنزاهة في التعامل.
مصطفى في مأدبة عمه البابا لويس كبر اللقمة تحت ضوء حمراء الكؤوس
المفردات:
مصطفى اسم أعجمي غلب التسمي به على الدول العربية من قارة أفريقيا، والمَأْدُبةٌ الطعام يَصْنَعه الرجل فيَدْعُو إِليه الناسَ،والعم شقيق الأب،البابا الرئيس الأعلى للكنيسة الكاثوليكية، و أطلق أخيرا على رئيس الكنيسة الأرثوذكسية أيضا،لويس اسم غربي وأطلق على ملوك الأعاجم قديما، ولقم الشيء لقما أكله بسرعة،واللقمة ما يهيئه الإنسان من الطعام للالتقام،الكؤوس جمع كأس، وهي الزُّجاجة ما دام فيها شراب،والكأْس القدح ما دام فيها الخمر،أو الخمر نفسها.
المعنى:
هنا إسقاط تاريخي من الشاعر على بعض الأنظمة الحكومية التي رضخت لمطالب الغرب، مقابل الاحتفاظ بكرسي السلطة، فيصف بعضهم في الوقت المعاصر، ومقدار الذل الذي وصلوا إليه، واتكالهم على رحمة المسيحين ودولهم، وكأنهم يستعطفونهم لاسترجاع حقوقهم المسلوبة،
فقد رمز بمصطفى بعض الحكومات العربية، ولويس للحكومات الغربية، فهم يجتمعون معًا على مأدبة واحدة،وهنا إبداع من الشاعر حين مثل بالمائدة، أي أنهم يقتاتون من فتات موائد الآخرين،وقوله:" كبر اللقمة" كناية عن تسارع هذه الأنظمة للظفر برضا هذه الحكومات، ونيل أوفر حظٍ من هباتها، ورمز بقوله:"حمراء الكؤوس" أي أن هذه الاتفاقات والمعاهدات لا تتم إلا في الخفاء، ولا تقدم إلا ما يضر شعوبهم المغلوبة على أمرها، وهنا رمز خفي لقضية فلسطين.
وهنا مزيد عرض للواقع الذي يعيش فيه الشاعر مع واقع الضعفاء الآخرين المفاخرين بديموقراطيتهم.
وقد يكون الرمز في قوله: مأدبة" إلى مشاركتهم أعيادهم التي لا يؤمنون بها، وكأنه انسياق تام منهم لنيل رضا هذه الحكومات، وأشر في الشطر الثاني إلى ما يحصل أثناء حفلات الأعياد.
وطسم حدتها على حائط المبكى جديس يوم شقت ثوبها بنت عفار شموس
المفردات:
طسم وجديس قبيلتان عربيتان بائدتان كانتا تسكنان بأرض اليمامة،وشموس هي عفيرة بنت عباد - وقيل عفار - الجديسية ويقال لها الشموس،: شاعرة جاهلية من أهل اليمامة بنجد، وصُفت بأنها من حكماء الجاهلية. حذرّت قومها من الذل والهوان ،وحائط المبكى هو الحائط يحد الحرم القدسي الشريف (جبل الهيكل) من الجهة الغربية، ويشكل قسمًا من الحائط الغربي للحرم المحيط لمسجد الأقصى المبارك، ويمتد بين باب المغاربة جنوبًا، والمدرسة التنكزية شمالا، طوله نحو 50م, وارتفاعه يقل عن 20م ،ويعد أشهر معالم القدس لدى اليهود.
والشق، قطع الشيء،و شق الشيء جزؤه و نصفه.
وطسم هو طسم بن لوذ بن أذهر بن سام بن نوح، وجديس هو جديس بن عامر بن أزهر بن سام،وكانا ابني عمّ، وكانت مساكنهم موضع اليمامة، وكانت من أخصب البلاد وأكثرها خيراً، وكان ملكهم أيّام ملوك الطوائف عمليق، وكان ظالماً قد تمادى في الظلم والغش، والسيرة الكثيرة القبح، وإنّ امرأة من جديس يقال لها هزيلة طلّقها زوجها وأراد أخذ ولدها منها، فخاصمته الى عمليق وقالت:" أيّها الملك حملته تسعًا، ووضعته دفعًا، وأرضعته شفعًا؛ حتى إذا تمت أوصاله، ودنا فصاله، أراد أن يأخذه مني كرهًا، ويتركني بعده ورهًا"، فقال زوجها:" أيها الملك إنها أعطيت مهرها كاملاً، ولم أصب منها طالاً، إلاّ وليداً خاملاً، فافعل ما كنت فاعلاً". فأمر الملك بالغلام فصار في غلمانه، وأن تُباع المرأة وزوجها فيعطى زوجها خمس ثمنها، وتعطى المرأة عشر ثمن زوجها،فغضبت هزيلة لهذا الحكم وقالت :
أتينا أخا طسم ليحكم بيننا فأنفذ حكمًا في هزيلة ظالما
لعمري لقد حكمت لا متورعًا ولا كنت فيمن يبرم الحكم عالما
ندمت ولم أندم وأنى بعترتي وأصبح بعلي في الحكومة نادما
ولمّا سمع عمليق قولها أمر أن لا تزوّج بكرٌ من جديس وتهدى إلى زوجها حتى يفترعها قبله، فلقوا من ذلك بلاء وجهداً وذلاًّ، ولم يزل يفعل ذلك حتى زوّجت الشموس، وهي عفيرة بنت عباد أخت الأسود، فلمّا أرادوا حملها إلى زوجها انطلقوا بها إلى عمليق لينالها قبله، ومعها الفتيان، فلمّا دخلت عليه افترعها وخلّى سبيلها، فخرجت إلى قومها في دمائها وقد شقّت درعها من قبل ودبر والدم يبين منها وهي في أقبح منظر،وقالت لتحرض قومها:
أيجمل ما يؤتى إلى فتياتكم وأنتم رجال فيكم عدد النمل
وتصبح تمشي في الدماء عفيرة جهاراً وزفّت في النساء إلى بعل
ولو أننا كنّا رجالاً وكنتم نساءً لكنا لا نقرُّ بذا الفعل
فموتوا كراماً أو أميتوا عدوّكم ودبّوا لنار الحرب بالحطب الجزل
وإلاّ فخلّوا بطنها وتحملوا إلى بلد قفر وموتوا من الهزل
فللبين خير من مقام على الأذى وللموت خير من مقام على الذل
وإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه فكونوا نساء لا تعاب من الكحل
ودونكم طيب النساء فإنما خلقتم لأثواب العروس وللنسل
فبعدًا وسحقاً للذي ليس دافعًا ويختال يمشي بيننا مشية الفحل
فلما سمع أخوها الأسود قولها، وكان سيدًا مطاعًا، قال لقومه: يا معشر جديس إن هؤلاء القوم ليسوا بأعزّ منكم في داركم إلاّ بملك صاحبهم علينا وعليهم، ولو عجزنا لما كان له فضل علينا، ولو امتنعنا لانتصفنا منه، فأطيعوني فيما آمركم فإنّه عز الدّهر، فثارت جديس لما سمعوا قوله، وقالوا: نطيعك ولكنّ القوم أكثر منا، قال: فإني أصنع للملك طعامًا وأدعوه وأهله إليه، فإذا جاؤوا يرفلون في الحلل أخذنا سيوفنا وقتلناهم، فقالوا: افعل، فصنع طعامًا فأكثر، وجعله في ظاهر البلد، ودفن هو وقومه سيوفهم في الرمل، ودعا الملك وقومه، فجاؤوا يرفلون في حللهم، فلمّا أخذوا مجالسهم ومدّوا أيديهم يأكلون، أخذت جديس سيوفهم من الرمل وقتلوهم، وقتلوا ملكهم، وقتلوا بعد ذلك بقية قومه.
المعنى:
يرمز الشاعر هنا بطسم إلى الدولة الإسرائيلية التي بغت وظلمت وتجاوزت في فلسطين، وأن الذي مكنهم من احتلال الأقصى- الذي رمز له بـ" حائط المبكى " لقداسته عند اليهود-هوتخاذل بعض الحكومات العربية،الذي رمز لها بجديس، وفي شطره الثاني يرمز إلى انتفاضة الأقصى الذي رمز له بـ:"شموس بنت عفار". مع الفارق بين الحادثتين، واستجابة جديس لنداء العفراء، ونخوتها لقومها، وتخاذل العرب عن نداء الأقصى،ورمز بحادثة شق الثوب لما يتعرض له الأقصى من حفريات وهدم.
وقد يتناول البيت من زاوية أخرى ، يمكن إسقاطها على الواقع العربي المعيش، فـ"طسم وجديس" من القبائل العربية البائدة، تناحرتا فيما بينهما حتى فنيتا،وهذ ينطبق على الواقع العربي، فالدول العربية تتناحر فيما بينها عسكريًا واقتصاديًّا وإعلاميًّا، وينسون قضاياهم الأم.

شرحها: بدر بن علي العبدالقادر
لأربع خلون من صفر لعام 1429 هـ

والله مشوار

يعطيك العافيه

اذامشوار اطلب تكسي هههههههههههههههههههههه

ويعطيك العافيه اخوي عبدالرحمن

الله يعطيك العافية يالقرم

سجل اعجابي بشخصك الكريم00

جزاك الله خيرا ..

ويعطيك ألف عافية على هذا المجهود الطيب ...

دمت بود ,,

الله يعطيك العافية

وتقبل مروري000