أنظر الي أعماق نفسك

أسعد الله أوقاتكم

أعزائي اعضاء وعضوات بنو عمرو

اننا نسمع كل يوم أحاديث في الجد والهزل،وفي الخير والشر، أحاديث تدعوا للوطنية وأحاديث تسمو بالخلق

بعضها فيه المتعة والتسليةوبعضها فيه السأم والحزن...

ولكن بعيدا عن تلك الاحاديث وعن خضم الحياة ومشاغلها،


هل فكرتم اعزائي بالتحدث الى أنفسكم لتعرفوها؟


البعض سيقول ومن منا لايعرف نفسه؟

يحكى أنه كان مكتوبا على أحد معابد أثينا كلمة سقراط (ايها الانسان اعرف نفسك)

ومن عصر سقراط الى عصرنا هذا لم يوجد من الناس الابعضهم ممن عرف نفسه!..

وكيف تستطيع ان تعرف نفسك وأنت من صباحك الى مسائك

مشغول عن نفسك بحديث أو دراسة أو عمل أو كتاب؟

والبعض مشغول عنها بكأس أو لهو أو متعة

وكيف تستطيع معرفتها وانت لاتحاول أن تخلو بها ساعة كل يوم تفكر وتتفكر فيها، لايشغلك عنها شيء..

متى وأنت تفكر في الناس كلهم الا نفسك ،وتحدثهم جميعا الاها؟

تقول *أنا* فهل خطر على بالك مرة واحده أن تسأل من أنا؟

هل جسمي هو أنا؟

هل أنا هذه الجوارح والأعضاء؟

ان الجسم قد ينقص بعاهة أو مرض فتبتر رجل أو تقطع يد ولكن لا يصيبني بذلك نقصان!

فما أنـــــــا؟

ولقد كنت يوما طفلا ثم صرت شابا ،وكنت شابا ثم صرت كهلا،

فهل خطر في بالك أن تسأل هل هذا الشاب هو ذلك الطفل؟ وكيف؟

وما جسمي بجسمه ،ولا عقلي بعقله، ولا يدي هذه يده الصغيرة،فأين ذهبت تلك اليد ومن أين جاءت هذه؟

تقول "حدثت نفسي،ونفسي حدثتني"فهل فكرت مرة

ما أنت وما نفسك وماالحد بينهما ؟

وكيف تحدثها وتحدثك؟

تثور بك الشهوة حتى ترى الدنيا كلها متعة ولذة..

ويعصف بنفسك الغضب حتى ترى اللذة في الاذى,والمتعة في الانتقام وتصير انسانيتك وحشية...

ثم يسكت عنك الغضب،فتجد الألم فيما كنت تراه لذة ،والندم على ما كنت تتمناه.

تقرأ كتابا أو قصة أو تنشد قصيدة فتحس ان ملكا سكن قلبك وتسرح في عالم من الخيال والجمال..

ثم تدع الكتاب فلا تجد في نفسك أو الوجود اثارة من ذلك العالم....

نفسك عالم عجيب مجاهله واسعة..عالم يتبدل كل لحظة ويتغير،ولا يستقر على حال:

تحب المرء فتراه ملكا ثم تكرهه فتبصره شيطانا ولم يكن ملكا ولا شيطانا،

ولم يتبدل ولكن تبدلت حالة نفسك..

تكون في مسرة فترى الدنيا ضاحكة حتى لو كنت رساما لرسمتها لوحة زاهية الألوان ،

ثم تراها وانت في كدر ،باكية غارقة في السواد

وما ضحكت الدنيا ولا بكت ،ولكن كنت أنت الضاحك الباكي!

فما هذا التحول فيك؟وأي أحكامك على الدنيا أصدق؟

ان النفس أعزائي كالنهر الجاري،لا تثبت قطرة منه في مكانها..

ولا تبقى لحظة على حالها..تذهب ويجيء غيرها تدفعها التي هي وراءها وتدفع هي التي أمامها،

في كل لحظة يموت واحد ويولد واحد وأنت الكل،

أنت الذي مات وأنت الذي ولد،

فابتغ الكمال لنفسك واصعد بها الى الأعالي،واستولدها مولودا أحسن وأصلح.


لاتقل لشيء "لاأستطيعه" فان أنفسنا كالأغصان الطرية لا تيبس أبدا

ولا تجمد على حال ولو تباعدت النقلة وتباينت الأحوال..

نتعود السهر حتى لا نتخيل الابكار في النوم،

فما هي الا أن نبكر في المنام ليالي حتى نتعوده فنتعجب كيف كنا نستطيع السهر!!

ومثل ذلك الكثير ،فلا تقل لحالة أنت فيها "لاأستطيع تركها"،

انك في سفر دائم وكل حالة لها محطة على الطريق لاتنزل فيها حتى ترحل عنها.


اعرف نفسك ،واخل بها،وغص على أسرارها وتساءل أبدا :


مالنفس؟

وما العقل؟

وما الحياة؟

وما العمر؟

والى أين المسير؟


ومن عرف نفسه عرف ربه،وعرف الحياة وعرف اللذة الحق التي لا تعدلها لذة..



وأكبر عقاب عاقب به الله من نسوا الله أنه أنساهم أنفسهم!..






واليكم قصة قرأتها ذات مرة..


يحكى أنه في دنيا ليست كدنيانا,وفي عالم ليس كعالمنا,حيث يحيا اناس ليسوا مثلنا

.يحكى ان هناك رجل عرف بطموحه الجامح ومحبته للعلاء,

والغريب ان هذا الرجل كان ينعم بظاهرة نادره,اذ كان كل ما يتمنى امنية تتحقق,وبينما كان رجلنا يسير في أحد الأيام الملتهبة بنار الشمس ,

قال في نفسه:

آه كم هو جميل ان أكون الأقوى.قال ذلك وهو يمسح العرق عن جبينه ويجول بنظره باحثا عن شجرة للإتقاء من شر الحر,

ثم تابع :كم الشمس قويه ,وأطرق هنيهة:نعم الشمس هي الأقوى كم أتمنى لو أصير الشمس فصار....

وبينما رجلنا ينشر بحره على التراب والإنس والحيوان وإذ بغمامةسوداء كبيره تحجبه فقال في نفسه:

أريد أن أكون الغيم لأنه الأقوى فصار غيما يجول هنا وهناك.وبينما هويجول وإذ برياح عاتية تتلاعب به كالطابه

فقال :الريح أقوى أريد أن اصبح ريحا, فأصبح وبينما هو يصفر ويقلع الأشجار ويهدد البيوت اصطدم بصخرة

منيعه لم يقدر على زحزحتها,حاول جاهدا فلم يستطع,

أراد ان يكون الصخره فكان له ذلك ظنا منه أنها الأقوى
الى أن اتى رجل ,إنسان,نحات جعل ازميله ومطرقته يعملان في الصخرة نحتا

ولما انتهى نظر رجلنا الى صدره ليرى ما فعل النحات وإذ به يقرأ :




إذا أردت أن تكون الأقوى,


*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*




أنـــظــر فــي أعــمــاق نــفــســـك



تحياتي
وردة العرااق

إذا أردت أن تكون الأقوى,


*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*




أنـــظــر فــي أعــمــاق نــفــســـك



وبكل تأمُل يجب ان تكون تلك النظره ومن جميع الاتجاهات

لك تحياتي وردوووه

احترام لك من القلب
المسكت

العزيزة .. وردة العراق






طرحت موضوع جميل كجمال فكرك

إن المتمحص في أحوال البشر اليوم يذهل

من شرههم ونهمهم وإقبالهم على الدنيا

وكأنهم يعيشون في غابة البقاء فيها للأقوى

وأنهم لن يموتو و لن يوارو الثرى ..

الحياة ليست كما ينظر البعض لها ..

وقد يقول قائل وما مناسبة تلك المقدمة..

لا تتعجبوا من ذلك فمتى ما كان الأنسان

قانعاً وراضياً بماقسمه الله له وقدرّه .

على أنه يمتثل لقول على رضي الله عنه

(أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا

وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا )

فمتى أستنار بذلك القول المأثور ..

فلن يكون همه وشغله الشاغل هذه الدنيا الفانية ..

أعتقد أن وصلنا للهدف بعد أن لا تكون الدنيا أكبرهمه.

هنا يكون عنده الوقت الكافي ليعرف حقيقة نفسه

ويراجعها ويهذبها ويناء بها عن كل مايشينها ..

وصدقوني متى ماكان الأنسان ربه نصب عينيه.


وكان قريب من الله برجوه ويخشى عذابه ..


فلن تعجزه نفسه ولن يغلبه هواه والشيطان .


00000000000


أرجو أن يكون ماقدمت يتصل سياقاً بموضوعك الجميل

وأن لا أكون شطحت وهذا حسب ما أدركته ووعيته

وأن لا أكون أثقلت عليكم بطول التعليق .






لك أرق التحايا وأعذبها ..

السلام عليكم ...

يعطيكِ العافيه يا وردة العراق ...

أبدعتِ فيما كتبتِ يالغالية ...

وقليلٌ فيكِ كلمة إبداع ..

وكلماتكِ من ذهب ...

ولا يسعني إلا أن أشكركِ على طرحكِ الجميل والرائع ...

تحياتي لكِ ..

والسلام عليكم ...

أخي المسكت مشكور جدا على مشاركتك هنا
واسعدني وجودك ورأيك بالموضوع

لك تحياتي
وردة العرااق (وردوووه)مثل ما تقول هههههه

أخي الصقر مشكور لاعطاء رأيك الجميل

وقد اسعدني تفاعلك مع الموضوع

تحياتي
وردة العرااق

اخي محمد العمري

أشكرا لأعجابك بما طرحت

لك أحترامي
وردة العرااق