الإهداءات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-25-2003, 11:51 PM
مركز تحميل الصور
بن فارس غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 285
 تاريخ التسجيل : Mar 2003
 فترة الأقامة : 7761 يوم
 أخر زيارة : 08-19-2017 (03:50 PM)
 المشاركات : 1,743 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : بن فارس is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي آمالٌ وأشجانٌ بين يَدَيْ رَمَضان



فقه الصيام بين الأحكام الشرعيّة والحِكَم التربويّة
(1) آمالٌ وأشجانٌ بين يَدَيْ رَمَضان

د. محمد عمر دولة

[1] أيها الأحبابُ.. نحنُ الآنَ في خواتيم شعبان؛ وإنْ هو إلا يومٌ أو يومان حتى يحلَّ ركبُ رمضان! فقد اقترب اللقاء بعد غيابٍ دام عاماً كاملاً.. وقبل أن يرحل فيغيب عنّا من جديدٍ عاماً كاملاً!

هذا نحنُ.. على أعتابِ رمضانَ بحمد اللهِ عز وجل.. فلا ندري أخي هل نراه بعد عامِنا هذا؟! أم تُرانا لا نُدرِكه؛ فنتحسَّر على ذلك، كما قيل:

وليست عشيّاتُ اللِّوَى برواجعٍ إليك ولكن خلِّ عينيك تدمعا

[2] أيها المسلمون.. هذه أبوابُ الجنة قد فُتِحتْ، وتلكم الشياطينُ قد سُلسِلَتْ؛ وهذه المساجد قد ازدانتْ، والنفحاتُ قد عبقتْ، والرحماتُ قد تنزَّلتْ! فطوبَى لمن كان في هذا الشهر من العتقاء؛ أولئك هم السعداء!

[3] أخي.. مَنْ لك بشهرٍ فيه راحةُ العقلِ والقلب، وواحةُ الفِكْرِ والذِّكر؟! وأنَّى لك بعد رمضان بشهرٍ فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟! ورحم الله ابنَ رجب حيث قال: "شهرُ رمضان شهرٌ أولُه رحمة، وأوسطُهُ مغفرةٌ، وآخرُهُ عتقٌ من النار. روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث سلمان الفارسي خرَّجه ابنُ خزيمة في صحيحه، ورُوي عنه أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه خرَّجه ابنُ أبي الدنيا وغيرُه. والشهر كلُّهُ شهرُ رحمةٍ ومغفرةٍ وعتقٍ من النار؛ ولهذا في الحديث الصحيح (إنه تُفتَح أبوابُ الرحمة)، وفي الترمذي وغيره: (إنّ لله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة)؛ ولكن الأغلب على أولِه الرحمة، وهي للمحسنين المتقين، قال الله تعالى: (إنّ رحمةَ الله قريبٌ من المحسنين)، وقال الله تعالى: (ورحمتي وسعتْ كلَّ شيءٍ فسأكتبها للذين يتقون)؛ فيُفاضُ على المتقين في أول الشهر خِلَعُ الرحمة والرضوان، ويُعامل أهل الإحسانِ بالفضل والإحسان، وأما أوسطُ الشهر فالأغلب عليه المغفرة؛ فيُغفَر فيه للصائمين وإن ارتكبوا بعض الذنوب الصغائر؛ فلا يمنعهم من المغفرة، كما قال الله تعالى: (وإنَّ ربَّك لذو مغفرةٍ للناسِ على ظلمِهم)، وأما آخرُ الشهر فيُعتق فيه من النار مَنْ أوبقتهُ الأوزار واستوجب النارَ بالذنوبِ الكبار)".[1]

[4] أخي المسلم.. هذا موسمٌ تُرعَى فيه الفرائضُ، وتُحيَى فيه النوافل، وتُؤدَّى فيه الأمانات، وتُشهَد الصلوات، وتُعمَّرُ فيه المساجد، ويُعظَّم القرآن، وينشط أهلُ الكسلِ ويتشبَّهون بأهلِ الفضل والإحسان، كما قال القحطاني:

وصيامُنا رمضانَ فرضٌ واجبٌ وقيامُنا المسنونُ في رمضانِ

إنَّ التـراوَحَ راحـةٌ في ليلِهِ ونشاطُ كلِّ عُوَيْجِزٍ كسلانِ[2]

[5] أخي الحبيب.. ليس هذا الشهر كسائر الشهور؛ فلا يفوتَنَّك خيرُه وفضلُهُ؛ فقد وعد اللهُ عليه الجنة وما أدراك ما الجنة! فيا سعدَ من صامه بهذه النيّةِ وقامه! كما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه)![3]

[6] أخي المسلم.. هذا موسمُ المحاسبة والمراجعة والحياءِ من الله عز وجل، ومن أشدِّ الناسِ حرماناً في هذا الشهر من يُعرضُ عن القرآن ويستمع إلى المعازف، من يهجر المساجد ويعكف على دورِ اللهوِ والغفلةِ، من يصحب الفساق والفجارَ ويترك الصالحين الأخيار!

[7] يا من أسْرَفَ طولَ العامِ على نفسِهِ.. هذا شهرُ الانعتاقِ من الذنوب؛ فأدرِكْ نفسَك قبل مجيءِ أجلِك! فإنَّ السّعيدَ الموفَّقَ مَنْ غَسَلَ في رمضان ذنوبَه وأوزارَه، وأصلح عُيوبه، وعاد منكسِراً ذليلاً إلى ربِّهِ؛ يرجو رحمتَه ويخاف عذابَه؛ فلسانُ حالِه:

أنــا العبـدُ الذي كسب الـذّنوبـــا

وصَـدَّتـْــهُ الأمـاني أن يتوبــــــا

أنــا الـعـبـد المفرِّط ضــاع عُمري

فلـم أَرْعَ الشبيبـة والمـشيبـــا

فيــــا أسـفى على عُـمرٍ تَقَضّى

ولم أكسِــبْ بــــه إلاّ الذنوبــــا

ويــــا حُزنَاه من حَشْرِي ونَشْرِي

بـيـوم يـجـعـــل الولدان شِيبـــا

ويــــا خجلاه من قُبْـحِ اكتسـابي

إذا مـــا أبْـدَتِ الصُّحُفُ العُيوبـــا

[8] أيها المسلمون.. هذا الشهر درسٌ من الزهد، كما قال ابن رجب: "قال بعضُ السلف: الدنيا كلُّها شهرُ صيام المتقين، يصومون فيه عن الشهوات المحرمات؛ فإذا جاءهم الموتُ فقد انقضى شهرُ صيامهم واستهلوا عيد فطرهم:

وقد صمتُ عن لذّاتِ دهري كلِّها ويوم لقاكم ذاك فطرُ صِيامي!

مَنْ صام اليومَ عن شهواتِهِ أفطرَ عليها بعد مماتِهِ؛ ومن تعجَّلَ ما حرم عليه قبل مماتِهِ عُوقِبَ بحرمانِهِ في الآخرة وفواته؛ وشاهدُ ذلك قولُهُ تعالى: (أذهبْتم طيِّباتِكم في حياتِكم الدنيا واستمتعتم بها) الآية، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من شرب الخمرَ في الدنيا لم يشربْها في الآخرة، ومن لبس الحريرَ في الدنيا لم يلبسْهُ في الآخرة).

أنتَ في دارِ شتاتِكْ فتأهَّـبْ لشتاتِكْ

واجعلْ الدنيا كيومٍ صُمتُهُ عن شهواتِكْ

ولْيكـنْ فِطْرُكَ عند اللـهِ في يومِ وفاتِكْ"[4]

[9] أيها الأحباب.. إنَّ رمضان ينقضي في طرفة عين؛ فما إن يأتي يومُ الشكِّ... حتى يتلوه يومُ العيد، فرمضان ومضةٌ تضيء؛ ولكنها سرعان ما تنقضي بين الإقبال والوداع؛ فليكن صيامُك إيماناً واحتساباً، ولا يكوننَّ جهلاً وتفريطاً، كما قيل:

رأيتك تدعي رمضان دعوى وأنت نظيرُ يومِ الشك فيهِ[5]

[10] أخي المسلم.. تذَكَّرْ أنَّ "مَنْ رُحِمَ في رمضان فهو المرحوم، ومن حُرِمَ خيرَه فهو المحروم، ومن لم يتزوَّدْ لمعادِهِ فيه فهو مَلُوم... يا من طالتْ غيبتُهُ عنَّا! قد قربتْ أيام المصالحة، يا من دامت خسارتُهُ قد أقبلتْ أيامُ التجارة الرابحة؛ مَنْ لم يربحْ في هذا الشهر ففي أيِّ وقتٍ يربح؟! مَنْ لم يقربْ فيهِ مِن مولاه فهو على بُعْدِهِ لا يبرح.

أُناسٌ أعرضوا عنَّا بلا جُرمٍ ولا معنى

أساؤوا ظنَّهم فينا! فهلاَّ أحسنوا الظَّنَّا

فإنْ عادوا لنا عُدْنا! وإنْ خانوا فما خُنَّا

فإنْ كانوا قد استغنَوْا! فإنَّا عنْـهُمُ أغنَى!"[6]


--------------------------------------------------------------------------------

[1] لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب ص 237. دار ابن حزم بيروت. ط1. 1414 هـ.

[2] نونية القحطاني ص 29-30. مطبعة سفير الرياض. ط4. 12420 هـ.

[3] فتح الباري 4/608-609. دار الفكر بيروت. ط1. 1414 هـ.

[4] لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب ص 164.

[5] البيت من مفردات ابن الرومي. الديوان 7/266 وما بعد. دار الجيل بيروت. ط1. 1418 هـ.

[6] لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب ص 165-166.


اللهم تقبل صيامنا وقيامنا



 توقيع : بن فارس




رد مع اقتباس
قديم 10-26-2003, 01:01 AM   #2


الصورة الرمزية أبوفارس
أبوفارس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 49
 تاريخ التسجيل :  Sep 2002
 أخر زيارة : 12-27-2021 (10:06 AM)
 المشاركات : 4,596 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بارك الله فيك أخي بن فارس ...

جزاك الله خيراً ...


 


رد مع اقتباس
قديم 10-26-2003, 01:06 AM   #3
عين على بني عمرو


الصورة الرمزية المسكت
المسكت غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 75
 تاريخ التسجيل :  Oct 2002
 أخر زيارة : 01-27-2024 (03:30 AM)
 المشاركات : 20,553 [ + ]
 التقييم :  5
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



سدد الله خُطاك اخوي

ويجزاك الخير والمثوبه


رعاااك الله

ويعطيك العافيه


المسكت


 


رد مع اقتباس
قديم 10-27-2003, 10:12 AM   #4


الصورة الرمزية سعيد بن عبدالله
سعيد بن عبدالله غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 211
 تاريخ التسجيل :  Feb 2003
 أخر زيارة : 01-07-2017 (07:17 PM)
 المشاركات : 1,971 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جزاك الله خيرا
وغفر لك ولوالديك

وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام
وكتب لنا ولكم الغفران


 
 توقيع : سعيد بن عبدالله



رد مع اقتباس
قديم 08-15-2009, 10:46 AM   #5
شاعر قدير ومميّز


الصورة الرمزية الخطاف
الخطاف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9930
 تاريخ التسجيل :  May 2007
 أخر زيارة : 07-18-2012 (10:42 PM)
 المشاركات : 13,662 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: آمالٌ وأشجانٌ بين يَدَيْ رَمَضان



طرح متميز لموضوع هام

جعله الله في ميزان حسناتك


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir