الإهداءات


عطر الكلمات (خاص بالمنقول)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-08-2002, 09:28 PM
عضو نشط
هنوفا غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 101
 تاريخ التسجيل : Nov 2002
 فترة الأقامة : 8299 يوم
 أخر زيارة : 05-02-2013 (09:47 PM)
 المشاركات : 324 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : هنوفا is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الحلم الذي لم يتحقـق



بذرة ، تتصالح مع الأرض ، يتبادلان الدفء وأناشيد الوجد ، يتماسكان بخيوط الوعد لأيامٍ خضراء ، تحلم البذرة بالطول والحول ، تحلم بالتسامي على شقوق الأرض المظلمة ، على حرِّها حدّ النار ، على سكونها المميت تحلم بانطلاقة أوراقها وأفرعها لفضاءات الهواء ، الوجود أكثر وضوحاً وبراح ، الرحابة تشمل الأشياء ببياضها المغسول ، الحياة أقرب للحلم ، وسوعاً وشسوعا ، تحلم البذرة بارتقاءٍ مشروع ، وتظل تكبر وتكبر ، ولكنها تعلم ، حقيقتها الثابتة وتؤمن بها ، إنها وحين تثقلها الثمار والبذور لا تنشد ملاذاً غير أمها الأرض ، والتي تظل رحماً دافئاً ، ووعداً بالفضاءات الجديدة . وما بين رحلتها في أعماق الأرض وفضاءات الوجود الواسعة ، تبحث البذرة عن معنىً يفسِّر طموحها ! هي الحياة إذن !!
وكلما أرهقتها الريح تتكئ على أمها الأرض ، التي كلما تسامت البذرة شجرةً في فراغ الكون العريض كلما أمعنت في التمسك بجذورها عميقاً بين حناياها ، وهذه حكمة الأمومة ، وتتقلب البذرة في أطوار البنوة الكثيرة تبدأ طفلةً تلامس بأوراقها الناعمة صحن خدِّ أمها الأرض الدافئة كلما مرّ على أهدابها نسيم ، وتفتأ تتراقص في أيام و ليال مراهقتها صوب حبٍّ جديد لعصفورٍ أعتاد أن يغنيها من إحدى الفروع ، وربما تراقصت ضعفاً عند ريحٍ قاتلة ، وتتحول إلى قلبٍ ناضج وفكرٍ واع ، لا تحركها الرياح الهائجة ولا تورِّد خدّيها ملاطفة النسمات الحائرة ، وتبدو أعمق في علاقتها مع الأرض ، أمٌّ الوعد ، والوجد ، وسنين الخلق ، ووعي التجربة ، ودنِّ الإلهام ، وخيوط الالفة لجلابيب الهناءة ، ومنتهى الشوق .
نبت شتلةً خضراء حد البرودة التي ينشدها أهلنا في الخضرة ، ولم تأتي شهور الصيف الحارقة على خضرته ووسامة أوراقه ، كان من بين جفاف مواسمه وحريق ( عصار ) الصيف وشّح مياه الأمل على أحواضه ينادي .. كانت تحيا على رحيق الوعي ، وتنتح على أوراقها ندى الطموح ، وتغسل ريش عصافيرها اليابس بفيض دموعها ولحون أشواقها لفضاءات الهوى والهواء ( وقلّما تصبر شتلة ) لم تسقها الأرض حبّ الوعد وقناعة الوصول ولم يصالح النسيم خدودها رغبةً في مطالعات المستقبل ، وكانت حولها الشتول تذبل ثم تزوي في أركان الحوض موتاً للفكرة والوعي وتخضّر خضاراً زائفاً باعته الأيام بماء الواقع الآسن ،
وكلما داعب نسيم الأمس الحائر أوراقها المملوءة حياةً وحياء ، كلما فاضت على حوضها الذي صبرت معه على سنين الضنك الأولى وصابرَها كذلك ، طرحاً جديداً من البذور والثمار لتشقِّق شتلات أخر ، ولوّن أحلامه بلون حاضره وغنّى غنائية العطبراوي " في الأسى ضاعت سنيني فإذا متُّ اذكريني " إنها قصيدة جديدة المعاني في عالم الحبّ والإخلاص ، أو كنا قد نسيناك حتى تتمنّى الذكرى ؟
هذا بعض من واقع حياتي التي كنت أحلم بحلم كبير وسرعان ما يذهب الحلم مع الأماني أدراج الرياح 00 انها الحياة ولا وسيلة سوى الصبر والرضا بما قدر لنا 0 ارجو السموحه على الإطالة
وكل عام وانتم بخير
أختكم




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لغز الجمل( 3) دمعة حائره حكم وامثال والغاز 15 01-16-2010 08:26 PM
لغز الجمل (2) دمعة حائره حكم وامثال والغاز 70 01-10-2010 07:55 PM
لغز الجمل (1) دمعة حائره حكم وامثال والغاز 55 01-03-2010 12:33 PM
اتدورن من هو هذا الذي نفخر بلبس الشماغ الذي يحمل اسمه؟ صاحب مواضيع الحوار والنقاش 6 11-30-2007 03:08 PM


الساعة الآن 07:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir