أعطوني ناقة وبعير لأشارك بها في المزايين

الإبل من الحيوانات المميزة في خلقها وفي خدمتها للإنسان ومن ابرز الحيوانات المحبوبة والمألوفة في جزيرة العرب . وقد ذكرها الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم حيث قال تعالى: [أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ] (الغاشية: 17).
وقد جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية (إن خلقها عجيب وتركيبها غريب وهي في غاية القوة والشدة ومع ذلك تنقاد للضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها )

يقول القرطبي رحمه الله في الإبل (الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان,لأنها ضروبة أربعة: حلوبة، وركوبة، وأكولة، وحمولة. والإبل تجمع هذه الخلال الأربع؛ فكانت النعمة بها أعم، وظهور القدرة فيها أتم ).
الإبل نستطيع أن نطلق عليها بأنها عشق متوارث منذ القدم , والأبل من أجمل مخلوقات الله سبحانه وتعالى .

وهذه الميزة امتازت بها الإبل عن سائر الحيوانات الأخرى .
نجد في الخليج العربي غزارة الحب المتأصل في القلوب لهذا الحيوان .

لكن للأسف ..!

الآن أصبحت هذه الإبل وسيلة تسوق معها المصائب والضغائن , ولم تعد كما كنا نعرفها من قبل بإنها ذلك الحيوان الصبور القنوع الذي ينفع ولا يضر من حوله ..!
أتت هذه الإبل بتيار عصبي ومنهج عنصري قد تركناه منذ حقبة من الزمن واندثر في الجزيرة العربية وفي السعودية بالأخص وعادت لتبثه من جديد وملاكها تلبسوا بوبرها وزرعوا اشواك العنصريه فيه.. .

ظاهرة مزايين الإبل ..!

الله يرزق من يشاء ولا نقصد ترك البيع والشراء وتغيير الحال من حال إلى حال ..!
فالإبل أصبحت تجارة تتداول بأغلى الأثمان , وهذه الأثمان سوف تدفع أضعاف إن لم نصحوا من العتمة العنصرية .
فنجد أنه يقام لها اكبر المهرجانات وينشد فيها وفي أصحابها المناقب وأنا فلان بن فلان من قبيلة آل فلان ..!!

وحدث ولا حرج عن الكفر بالنعمة في هذه المهرجانات , وعن القيل والقال وكأننا في عصر الجاهلية..!!
ثم نجد أدهى وأمر الحطب الذي يشعلها دونما توقف ..!

فنجد قنوات فضائية تبث هذا السم العنصري ليل نهار , وكأن أصحاب هذه الإبل قد ساهموا في الفتوحات الإسلامية في كل الأصقاع ..!
وشاركوا في المعارك مع عمرو بن العاص و خالد بن الوليد رضي الله عنهما !!

نحن الآن تحت راية التوحيد لا إله إلا الله محمداً رسول الله ولسنا في العصر الحجري , ونحمد الله على ذلك.

سمع الرسول صلى الله عليه وسلم رجلين يفتخران بالقبيلة على حساب القبيلة الأخرى فقال: "دعوها فإنها منتنة"، من أشد الحرام أن يتربى أجيالنا على النعرات الجاهلية التي لم ينزل الله بها من سلطان ،ومن أعظم المنكر أن نسعى في هدم كيان الدولة المسلمة بمعاول الهدم والتفرقة ، ومن العيب أن نفرّق الصف بالفخر بالقبيلة والتعريض بالقبائل الأخرى وعياناً بياناً .

استخدموا الإبل كيفما شئتم لكن أبعدونا عن سيل العنصرية والتسويق الأعمى لها ودعوا للإبل مكانتها العريقة من غير تشويش وبهرجة.

ولكم تحياتي وخالص تقديري

ملاحظه : ارجو من اي شخص يرغب في نقل الموضوع لأي موقع أخر , أن يأخذه كما هو ولايزيد فيه ولاينقص ..
وحقوق الكاتب اذا رغب ولا ففدى راسه ..