الله يسقي ذاك الزمان

قد أكون ممن عاش في زمن التطور والعولمة , ومجاراة العصر ومواكبته , وفي رغد ونعيم العيش الذي نعيشه في شتى المجالات في وقتنا الحاضر والذي نحمد الله عليه ونسأل الله أن يديم هذه النعم وأن لا يغيرها علينا .

لكن حينما أجالس من عاش في زمن قد يصل إلى ثلاثة عقود أو أربعة مضت فإنني أجد في كلامه ما يجعله يتلذذ بحياته تلك الأيام وكثير ما يردد (الله يسقي ذاك الزمان). وهو دليل على جمالها وروعتها في ناظره .

وحينها فإنك تقف وقفة المستغرب المندهش !!
{معقول} ؟!

نحن في عصر الأمن والأمان , عصر التكنولوجيا والنظم المعلوماتية المتطورة , عصر رغد العيش وتناغم الحياة وهذا يقول الله يسقي ذاك الزمان ؟؟!

نعم معقول .
لأنه يشاهد الفرق بين الأمس واليوم , يرى الفجوة التي أحدثها الزمن في قلوب الناس وفي تصرفاتهم , يرى تفككات لم تكن من قبل . يرى فروقات كثيرة تجعله يضع مقارنته بين حاضر وماض . ويضع على أساسها المفاضلات فيما بينهما .

صورت هاذين الزمنين من وجهة نظري البسيطة ووضعت بينهما مقارنة ووجه شبه بينهما قد يشوبها فروقات في المعنى لكن ما أعنيه ينطبق على هذه المقارنة وهي :
أن العالم الآن قرية صغيرة وهذا بفضل التطور !!
وهم كانوا في زمنهم قرية صغيره لكن كيف ؟!

كانت قلوبهم هي التي تلملمهم وتجمعهم فلا ترى الفرق بين تباعد المسافات فكانوا أشبه بقرية صغيرة .

كانوا واصلين لأرحامهم , والقناعة رأس مالهم و يرضون بالقليل . والجار كان للجار كالبلسم على الجرح .
كانت الأسرتين والثلاث والأربع إن كانوا أخوة أو أقارب مع عوائلهم يسكنون في غرفة صغيرة لا تتجاوز مساحتها اثني عشر متر مربع لكن كان الذي يدور في قلوبهم أن الضيق هو ضيق في القبور . ولم يكن يفكر أحد في شيء سوى متى يطلع الفجر و كيف يجد لقمة عيشه بالحلال ومن ممتلكاته البسيطة التي كان يمتلكها ذلك الوقت .

هنا نجد ما بال من عاش في هذا الزمن يجد الفرق ولذة التذكار..
حقاً كانت حياة جميله بما فيها من ترابط بينهم .
أما في عصرنا الحاضر فأدع التعليق لكم ؟!

ولكم مودتي واحترامي ..