الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الوفـــــــــــاء امرأه
(من يحب . . يحب الى الأبد )
في خضم تحضيري هذه الأيام لزفافي ..كنت أرقبها ..باطلالتها الهادئة .. ومسحة من حزن عميق تلقي بظلالها على قسماتها .. عيناها السا جيتان دوما ..الغارقتان بتأمل ملتاع في ماض لن يعود.. أختي منيرة.. أو فلأقل عنها ...لوفاء .......تجسد في صورة انثى هذه المخلوقة الرقيقه كوردة ..الشفافه كدمعة ..العذبة كقطرة ندى لها قصة ..هي من أعجب القصص وأشجاها قصة حبها .. قصة فجيعتها .. قصة أوجاعها .. وحكايات كثيرة .. ترويها دمعاتها الصادقة في تساقطها كلما حضرت زفافا أو ذكر اسم <<سعد >>أمامها.. كانت منيرة ..في بواكير العشرين وأطلالة الصبا ..حين رسمت مع سعد ..ابن عمتنا ..أروع قصص الحب التي سمعناها أو قرأناها .. كان سعد ..نقيبا عسكريا ..ويعمل في السلاح الجوي وكان كان للحديث عن سعد في مجالسنا رونق غير كل الشباب كنا نلمح بين ثنايا حديث عمتي اعجاب سعد الكبير بأختي منيرة فتقدم لها سعد في السنه النهائيه من الجامعه ووافقت فورا لقد فاض شعورها وأخذت تعبر عنه بطريقة كنت احسها رغم أني كنت طفلة أذكر يوم خطوبتها ..كيف احتضنها والدي .. ودعالها كثيرا.......... وتم كل شي على وجه السرعة ..ساعد بذلك ..ذلك الجو المشحون بالحب واللهفة والشوق والذي كنا نحسه متبادلا بين سعد ومنيره والأمر الاخر ان فترة الخطوبه قد طالت ... وأزمة الخليج عام 90 كانت بدايتها .. ولكننا بالطبع لم نشعر خطر تلك الأزمه الا بعد انتهائها .. فنحن نعيش في بلد امن .. ولانعرف أننا نخوض حربا .. واننا مهددون بالخطر في أية لحظه وقتها..!! امتدت الأزمة ..وامتدت على اثرها الاجازة .. وقررت العائلتان تعجيل الزواج..بناء على رغبة سعد الملحة وموافقة منيرة وما أن عقد قرانهما حتى شعرنا أنهما طيران خلقا بروح واحدة .. وحلقا بعيدا عنا ..وعن كل ماحولنا ..كانت عينا أختي منيره عندما تتحدث عن سعد ..ياه.. كيف أصفها ..كانت لكثرة حبها له .. عندما تتحدث عنه تلتمع عيناها بالدموع .. يوم زواجهم كان أسطوريا ولايفهم من أسطوري ..أنه ضخم فخم لا ..بل ان هناك نوعا من الزيجات .. تشعر لجماله .. وجمال الأرواح التي عقد زواجها .. تشعر أن هذا الجمال يمتد ليغطي كل مساحات الفرح ذاك اليوم .. تشعر أن كل من حضر زفافهما سعيد .. وكل من رأى منيرة أو صافح سعد سيشعر حتما بالسعادة .. كانت كلمة الجميع تلك الليلة (لقد خلقا لبعضهما ..!!) لازلت أذكر فيما أذكر من فصول هذه القصة .. يوم غادر الصالة .. ومنيرة تلملم أطراف فستانها بارتباك .. ولاتدري هل تحمل معها مسكة الورد .. أم تضعها مع الحقيبة ..؟! أسرعت اليها أنا وأختي منال ..فأعطتنامسكتها وقالت أمسكيها حتى أركب السيارة .. وجاء سعد ليبتسم بعذوبة ... ويأخذها مني .. لينتظر عروسه أن تضع قدميها في السيارة .. ثم يضع الورد بين راحتيها وينحني عليها هامسا .. كنت بتوق طفولي أود سماع مايقوله لكنه ابعدني بلطف .. ثم أغلق الباب .. وغادرت سيارتهما .. كان طيفهما يرحل كشفق غارب أراه أمامي للان ... ابتسامة سعد الراضيه تلك ..لا أنساها .. رغم أني كنت صغيرة .. الا انني أدرك معنى عظيما قد لايدركه الكبار.. وهو معنى الرضا .. أو السعادة المرضية .. غادرا وبقينا نحن في الصالة .. واذ بصفارات الانذار تصرخ بصوتها المرعب .. فيرتبك الجميع .. وتتفرق الحاضرات .. خرجنا ونحن مر تبكون وخائفون .. توجه الكل لمنازلهم .. وبقينا طوال الليل والفجر نحاول الاتصال بمنيرة وسعد دون جدوى فشقتهما ليس بها هاتف .. وكيف لعروسين أن يشعرا بما حوليهما ..وأن يتصلا بنا لطمأنتنا ..؟كنا نلتمس لهم العذر........ ونراقب التلفاز .. ونسمع الراديو..ونحن في قمة الخوف والتوتر .. هناك قصف ..اه كم هي مؤلمه هذه الكلمة التي لم يعرفها قاموس بلدنا ..ولا أي بلد مجاور .. كلمات كثيرة سمعتها ذالك الوقت .. وكم أكره سماعها ثانية ..حالة استنفار .. ضبط الأعصاب ومحاولة الاحتماء .. اتباع التعليمات السلامة .. اشارة قرب الخطر .. وقوع الخطر .. وزوال الخطر ........ أذكر أني بقلبي الطفولي البريء..........كان مجرد مرور طيف سعد أمامي يبعث الارتياح.. أراه ببذلته العسكرية يقاتل .. ويمنع الاعداء من الاستيلاء على أرضي.. أو التعدي على أحد من أسرتي ..كنت اقول ذلك لأمي بسذاجة وبفخر ..فتقول ادعي ربك ياابنتي أن يحفظنا ويحفظ سعد.. وكل المسلمين ............ وأما مابقي من طيوف سعد ..فهو مالا أطيق روايته .. ولا أستطيع الحديث عنه ..فكيف سأصف لكم منظر أختي منيرة صباح ذالك اليوم ..كيف جاء بها أبي من بيتها كتمثال شاحب .. تهتز كعصفور صغير ضعيف .. وعلى وجهها الجميل بقايا زينتها التي لم تمحها بعد ... لم أستوعب لحظتها كل ماسمعته ..وفهمته ووعيته .. رأيته في عيني أختي ذلك الصباح .. لقد كانت عينيها كعيني من فقد النظر .........كانت تحدق في شي لاأدري ماهو.. كانت عينيها جامدتين تماما ..لابكاء .. لاتعبير .. لانظرة .. أرعبتني عيناها .. لقد أدركت بغريزتي أن منيره قد فقدت شيئا هائلا .. شيئا تعتمد عليه تماما .. ولاتستطيع الاستغناء عنه .. كمن يفقد بصره فجأة ....فكيف يقوى على الاحتمال .. قالت بشرود (طرق الباب بشدة .. وسعد جالس معي .. ) رفعت عينيها لأبي وقالت وعلى شفتيها تنتحر الاف الكلمات .. لقد كان معي سعد يايبه ..لم يكن معي فقط .. في تلك اللحظة بالذات كنت وسعد شيئا واحدا .. ثم أخفضت رأسها وتابعت تتحدث : قام ليفتح الباب .. وتحدث بسرعة وارتباك مع رجل ما .. عاد الي وقد امتقع لونه .....و............ وخذلت الكلمات منيرة فغصت بها ولم تستطع اكمال حديثها.. كانت كلماتها تلك ..اخر ماسمعته منها قبل أن تفقد النطق لمدة عام تقريبا...................... كل مافهمته .. وعرفته .. أن سعد استدعي ليلة زفافه .. ولبى نداء الدين والوطن ارتدى ملابسه العسكرية .. وودع روحه التى سكبها في قلب منيرة لتحيا بها ماتبقى من عمر دون سعد .............. ونعي الينا سعد... شهيدا .. فجر زفافه ... وغاض كل شعور جميل .. وكل بهجة وسعادة من حياة أختي منيرة.. العروس ..التي فجعت بحبها .. في ليلة فرحها .. كانت كظامئ منذ ألف عام ...ولما قرب الكأس من شفته .. حرم منه للأبد... بقيت منيرة صامته تماما لمدة عام وأكثر .. لايفيد معها علاج .. ولاأي شي أخر .. حتى جاء ذلك اليوم .. الذي نذكره جميعا .. يوم ان خطبت من ابن خالتي .. قالت بصوت متقطع انكرناه ولانعرفه ..بل اننا نسيناه (والله .. مايلمسني رجال ... غيرسعد ) وغادرت المجلس .. ثم عادت .. قبلت رأس أبي .. وبكت .. وقالت بصوت متقطع .. كصوت الأنين الموجع .. (يبه .سعد ينتظرني بالجنة ...........عسى الله ياخذني له ...اليوم قبل بكره ...) كان منظر ابي وهو يهتز ويبكي مريعا ....... وأحسست وقتها أن كل ماحولي يقف اجلالا لقلب هذه المرأة كثيرا مارأيت دموعها التي لاتشبهها أي دموع وهي تدعو في جوف الليل .. كثيرا مااستيقظت من نومي لأراها تتحسس صورته وتشهق ببكاء خافت .. بقيت هذه المرأة وفيه لسعد ..............لاثني عشر عاما أو تزيد وهاهي منيرة الان ............. سعيدة مع من حولها ..........تحب الأطفال .........وتمارس الطبخ وأعمال المنزل بمهارة منقطعة النظير .........لكن تلك النظرة المهيبة في عينيها وهي تحدق في الماضي المريع لاتكاد تفارقها أي لحظة........ تمت أجمل قصص الكاتبه:سارة الخضير....................... وقفة : عذرا لأصحاب القلوب المرهفه احترت كثير انزلها أو لا ولكن هذا لوفاء تلاشى بها الايام ويكفي نحس انه كان موجود ........ تحيااتي :: ,
|
09-02-2008, 01:32 PM | #2 |
|
رد: الوفـــــــــــاء امرأه
خانتني نظرتي ..
يعطيك العافيه على الطرح الجميل .. وعن جد .. الوفاء الايام هذي صار نادر وقليل الاوفياء .. تقبلي تحياتي .. صقر صدريد .. |
(( صقر صدريد ))
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
امرأه تهز جســــر الملك فهد !!! | $$لــبــيــه$$ | مواضيع الحوار والنقاش | 15 | 07-03-2008 12:14 PM |
انحف امرأه في العالم | ((((رشاش)))) | روابط لصور وأفلام وفلاشات لا تعمل | 1 | 09-18-2007 05:26 PM |
امرأه تقتل رجل امن بالرصاص في النماص | شموخ الضور | المواضيع العامة والإخبارية | 8 | 05-09-2007 01:37 PM |
ان تكوني امرأه...........!!!أولاتكوني | الحسيكي | عطر الكلمات | 0 | 01-23-2003 05:30 AM |