70% من الممرضات السعوديات مهددات بترك وظائفهن

محمد القشيري-جدة

أكدت مديرة إدارة التمريض بالشؤون الصحية بمحافظة جدة رجاء محمد دين الحق بأن 70% من الممرضات السعوديات يواجهن ظروفاً اجتماعية صعبة تؤثر على أدائهن مما ينعكس على مستوى أداء التمريض والخدمات الصحية بالمستشفيات الحكومية والخاصة وأرجعت الأسباب إلى الظروف الأسرية والعادات القديمة التي تحيل دون استمرارهن في العمل وكثير من الممرضات تعرّضن الى العنف والحجز في المنازل لاجبارهن على ترك العمل مما يساهم في عملية الاتكال على التمريض الأجنبي حيث يمثل التمريض الأجنبي 77% بالمستشفيات الحكومية بينما يمثل الـ98% من عدد الممرضين في المستشفيات الخاصة .

وتسعى وزارة الصحة إلى شغل وظيفة التمريض بالكوادر السعودية إلى 70الف ممرضة سعودية لإحلالها محل الممرضة الأجنبية خلال الخمس السنوات القادمة .

(المدينة) قامت بجولة على عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة ورصدت أسباب تدني مستوى التمريض الخاصة بالسعودية مقارنة بالممرضة الأجنبية وحاورت بعض المواطنين الذين أكدوا على أن الأجنبية تقوم بواجبها التمريضي دون تأخير بينما تكون الممرضة السعودية متأخرة وغير ملتزمة في مواعيدها وأداء عملها إضافة الى تدني مستوى علمها الوظيفي نظر لضعف مخرجات التعليم بالكليات والمعاهد الخاصة والحكومية .

أعمال مكتبية

يقول عبدالعزيز الغامدي والذي حضر إلى المستوصف بصحبة ابنه الذي يعاني من حرق بيده اليمنى بأن الممرضة السعودية عادة ما تكون في إعمالها أعمال مكتبية ولا تتواجد بكثرة في غرفة العيادة لتقوم بأدائها التمريضي رغم أن عملها ممرضة وليست سكرتيرة او موظفة استقبال مؤكدا على انه قام بتغيير الجروح لابنه 4 مرات جميعها قامت بتغييرها الممرضة الأجنبية رغم أنهم يعملون في مكتب وعيادة واحدة. وقال محمد ناصر الحربي بأن الممرضة السعودية تتحاشى العمل التمريضي بالنسبة للسعوديين حتى وإن كان من كبار السن بينما تقوم بالعمل للنساء فقط وذلك خوفًا من العادات والتقاليد التي تؤثر على سير عملها على أكمل وجه .وذكر الحربي قصة لممرضة سعودية كنت تتحاشى العمل بالقسم الرجالي رغم كثرة المرضى مما جعلها تقوم بحمل حقيبتها والاستئذان من العمل خوفا من أسرتها الذين يحذرونها من العمل بالقسم الرجالي .

قالت المعلمة هناء سعود : إن الممرضة السعودية (يومها بسنة ) نسبة إلى كثرة غياباتها وعدم التزامها بالمواعيد وذكرت هناء قصة لإحدى الممرضات السعوديات اللواتي يعملن في مركز صحي تم تكدس عدد كبير من المراجعات في العيادة ولم تأت الممرضة الا بعد ساعة كاملة ورغم ذلك الا انها قامت بعمل مكياج سريع للوجه وإلقاء السلام على بعض الزميلات بالمستوصف وإجراء اتصالات في قسم الاستقبال ثم بعد ذلك قامت بأداء عملها التمريضي وطبعا كان غير متقن بسبب عدم اهتمامها منذ البداية بمواعيد عملها فكيف بأداء عملها الوظيفي.

بعض المستشفيات الخاصة أكد على ان اغلب الممرضات السعوديات غير منضبطات في إداء عملهن بالشكل المطلوب مما يعرضهم الى الحرج وخاصة انها مستشفيات ربحية تهتم بجودة مستوى الاداء والدقة في المواعيد .

الدكتور أشرف نصر مدير مستشفى خاصة لطب الأسنان قال :إن الممرضة السعودية لا تقلّ مهارة عن الممرضة الأجنبية ولكن يعيب عليهن عدم التزامهن بالمواعيد العمل بداخل المستشفى رغم ان الممرضة السعودية تتقاضى رواتب ضعف ما تتقاضاه الممرضة الأجنبية الذي لا يتجاوز 1500ريال فقط وذكر الدكتور اشرف قصة لممرضة سعودية كانت لا تتأخر فقط وإنما تغيب لأيام عن أداء وظيفتها بالمستشفى ورغم ذلك إلا أننا نتعاطف مع بعض الحالات ولكن لا يمكن ان يتم الاستمرار على عدم الانضباط حتى لا يؤثر على الاداء الوظيفي بالمستشفى .وقال باسم احمر المسؤول باحد المستشفيات الخاصة بان الممرضة السعودية تفضل ان تكون مشرفة على الممرضات الاجنبيات رغبة في الحصول على وظيفة مكتبية رغم ان خدمتها في مجال التمريض لا تتجاوز أشهرا وسوف تنتقل في النهاية الى المستشفيات الحكومية للعمل بها نظرا للحاجة الكبيرة لممرضات سعوديات . مؤكدا على ان مستوى الممرضة السعودية لا يمكن أن يقارن بمستوى الممرضة الاجنبية وخاصة من الجنسية الفلبينية حيث أن دراساتهن متفوقة ومتطورة بعكس المناهج المطروحة في المعاهد الصحية التي في غالبها نظرية وكتب قديمة . وقالت عائدة خوجة الاخصائية بالتمريض ورئيسة الاشرف التمريضي إن الاخلاص في العمل لا يمكن التشكيك في اخلاص الممرضات السعوديات ولكن ظروفهن الاسرية الخاصة والظروف المحيطة بها ساهمت في تشتت تفكيرهن وعدم الالتزام بمواعيد العمل والتي تعد من اكبر المشاكل التي تواجه الممرضة السعودية في الوقت الحاضر

عنف وحرمان

رجاء دين الحق مديرة إدارة التمريض بالشؤون الصحية قالت : اتعاطف كثيرا مع حالات عديدة لممرضات يواجهن ظروفا قاسية من قبل أسرهن من بينهن حالة لممرضة تم حجزها في غرفتها بعد تعرضها للعنف من قبل زوجها حتى لا يسمح لها بالذهاب للعمل إلى أن يتم فصلها نهائيا .مؤكدة على أن المشاكل الأسرية وبعض العادات الاجتماعية القديمة هي التي تحول دون استمرار الممرضة في العمل أو في تقاعسها عن أداء وظيفتها بالشكل المطلوب ويشكل ذلك نسبة 70% من الممرضات وهي نسبة كبيرة مما يشكل خطرا على مهنة التمريض التي تحتاج إلى إحلال السعودية محل الممرضة الأجنبية نظرا لكثرة البطالة من جانب الفتيات والفرص الوظيفية الكبيرة في هذا القطاع .


الموضوع منقول من جريدة المدينه اليوم السبت الموافق 20/10/1427