حين تشـرق الشـمس !!!

حين تشـرق الشـمس !!!

تستيقظُ الحياةُ ، ويأخذُ الأحياءُ في الحركةِ والنشاط ، ويصبحُ للنهارِ عينان ..!

وحين يشرقُ نورُ الإيمان العميق في القلب :
يخرجُ الإنسانُ من غفلته ، وتنزاح عن عينيه غشاوةُ الأشياء ، وترتفعُ الحجبُ عن بصيرته ،
ويتجلى له قول الله تعالى :
(( وفي الأرضِ آياتٌ للموقنين ، وفي أ نفسكم أفلا تبصرون ؟)) !!؟
نعم .. أفلا تبصرون !!؟

تتجلى هذه الحقيقةُ بوضوحٍ هذه المرة في قلبه ،
وإذا بحقائقِ الأشياءِ تهمسُ له بأوصاف منشئها وبارئها سبحانه ..

كما قال القائل :
وفي كلّ شيءٍ له آيةٌ ** تدلُ على أ نه الواحدُ

فإذا به اليوم يعيشُ في مهرجانٍ حافلٍ ، حيّ عجيب دائم ،
تتهللُ له الروحُ ، ويزدادُ معه إشراقُ القلب ،
فأينما التفتَ رأى آيةً تتجلى ، بل آياتٍ تزرعُ في قلبه يقيناً ، وتبذر فيه أنواراً ،
ذ لك شأنُ القلبِ المرتبط بالله سبحانه ..

أما أهل الغفلة عن الله تعالى المعرضون عنه ،
فهؤلاء لا يرونَ إلا مادة الأشياء فحسب..!! وهل الحيوان الأعجم إلاّ كذلك ....؟!!!
وصدق الله :
{... لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ .. بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}

نعم هم أضل من الحيوان الأعجم .. وإن ..وإن ..!!!!

وإلا ..فهل يخفى على الناس القمر !!؟

تأملْ صحيفاتِ الوجودِ فإنها *** من الجانبِ الأعلى إليك رسائلُ
فقد خُط فيها إن تأملتَ خطها *** إلا كلّ شيء ما خلا الله باطلُ

أحسب أن هدفاً من الأهداف الكبرى التي يريد أن يوصلك إليها القرآن الكريم هو هذا ..
أن تصل إلى أن تعيش في هذا الكون بهذه الروح الشفافة ،
وتتعامل مع الحياة والأحياء بهذا القلب المشرق ..

فاجهد جهدك مع هذا القرآن ، وضع في فكرك هذه القضية ، وحاسب نفسك على ضوئها ..

ولقد أكثر الله سبحانه من لفت الأنظار إلى هذه البدائع في كونه الفسيح العجيب البديع ..
هذا الطرق المتواصل لهذه القضية إنما المراد تقريرها في غور قلبك ..فافهم ..

( قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ}
(101) سورة يونس
( فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
(50) سورة الروم
{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (191) سورة آل عمران

والآيات كثيرة جداً .. فتأمل وتدبر وقلب وجهك في السماء ..

تأمل في رياضِ الأرض وانظر **** إلى آثار ما صنع المليكُ
عيونٌ من لجينٍ شاخصاتٌ **** على أهدابها ذهبٌ سبيكُ
على قضب الزبرجد شاهدات *** بأن الله ليس له شريكُ

ولله در القائل :
صورٌ وعجائبُ إن ذكرتْ **** ذُكرَ الخــلاّقُ على الأثرِ

- نسأل الله سبحانه بمنه وكرمه وإحسانه أن يفيض على قلوبنا نورا من نوره ..

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد أمر الله سبحانه عباده بالتفكر والتدبر في كتابه العزيز، وأثنى على المتفكرين بقوله: وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً [آل عمرآن:191] وقال: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الرعد:3].

عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله } [رواه البيهقي].

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: ( تفكر ساعة خير من قيام ليلة ).

وقال وهب بن منبه: ( ما طالت فكرة امرىء قط إلا فهم، وما فهم إلا علم، وما علم إلا عمل ).

وقال بشر الحاقى: ( لوتفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه ).

وقال القربابي في قوله تعالى: سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [الأعراف:146] قال: ( أمنع قلوبهم التفكر في أمري ).

وقال يوسف بن أسباط: ( إن الدنيا لم تخلق لينظر إليها، بل لينظر بها إلى الآخرة ).

وقال أبو بكر الكتاني: ( روعة عند انتباهة من غفلة، وانقطاع في حظ نفساني، وارتعاد من خوف قطيعة، أفضل من عبادة الثقلين ).

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله }. فالتفكر في ذاته سبحانه ممنوع منه، وذلك أن العقول تتحير في ذلك، فإنه أعظم من أن تمثله العقول بالتفكر، أو تتوهمه القلوب بالتصوير: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].

فأما التفكر في مخلوقات الله تعالى، فقد ورد القرآن بالحث على ذلك كقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ [آل عمران:190] وقوله: قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [يونس:101].

ومن آيات الله تعالى الإنسان المخلوق من نطفة، فيتفكر الإنسان في نفسه، فإن في خلقه من العجائب الدالة على عظمة الله تعالى، ما تنقضي الأعمار في الوقوف على عُشر عُشره وهو غافل عن ذلك. وقد أمره الله تعالى بالتدبر في نفسه، فقال: وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ
[الذاريات:21].


أخي سعد دائماً تفاجئنا بطرحك الرائع فجزاك الله خيراً ورفع قدرك في الدنيا والأخرة

أخوك نظـــــــــــام

أخي الحبيب مشرفنا الفاضل/ نظام..

رحـم الله والـديك الكريمين ورفـع الله قـدرك في الدارين

شكـر الله لك هـذه المتابعـة الـواعية

جـزاك الله خـيرا على هـذه التعقيب..

وهكـذا عهـدناك تحرص على تعزيز الفكـرة المطروحـة بما ييسـره الله لك من وسـائل ..

اسـأل الله أن يتقـبل مـنا ومـنك ..

وأن يرضـى عـنا وعنك

وأن يغفـر لـنا ولك .

. وأن يبـارك فـينا وفيـك حـيثما كـنا وكنت

اللهم آمين .. اللهم آ مين