الإنتهازية التغريبيّة من خلال برامج ومسابقاتٍ رياضية

*الإنتهازية التغريبيّة من خلال برامج ومسابقاتٍ رياضية*


لواء م . محمد مرعي العمري
____________________________

منذ أن أستيقظ الغرب من سباته وجهله المطبق طوال الحقبة التي عُرِفتْ بالقرون الوسطى عندما كان فيها قصب السبق للحضارة الإسلامية ببلوغها شأواً بعيداً في مختلف العلوم النافعة للبشرية وبعدما وضع علماءُ المسلمين الأسسَ والنظرياتِ الدقيقةَ لمختلف علوم الطب والفلك والطبيعة والرياضيات التي لازال العالم وسيظلُّ مديناً لهم بها ، فمنذ قيام الثورة الصناعية خطَّط الغربيون الحاقدون الجاحدون وما فتئوا يكيدون لضرب الإسلام وإظهار حقدهم الدفين ، فرسموا خطين متوازيين يسيران جنباً إلى جنب :

*فالأول* : يقوم على الإعتناء بتراث الحضارة الإسلامية النفيس في شتى العلوم وتطويره والإفادة منه ونجحوا في ذلك نجاحاً باهراً .

*والثاني* : يرتكز على السعي الحثيث لمعاداة المسلمين وإفقادهم هويتهم وأذابتها في وحل التغريب وتصدير مظاهر وممارسات المدنيَّة الزائفة التي تقوم على الإنحلال الخُلُقي والسفور والإختلاط للنيل من المجتمع الإسلامي الذي يستلهم طريقه ويستمدُّ منهاج حياته من أطهر وأنقى مصدرين للتشريع وهما الكتاب والسُنَّة لصون كرامة البشرية وحفظ المجتمعات رجالاً ونساءً من مزالق الفتن والشرِّ ، وللأسف أيضاً نجحوا في ذلك إلى حدٍ بعيدٍ .


وبعيداً عن القول أن في هذا إستسلام لعقدة المؤامرة ، فالمؤكد أن ما حلَّ بالأمة من إنحرافٍ وخذلانٍ وهوانٍ نظراً لمخالفة ما حذَّر عنه رسول الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام من إتباع سنن الضلال وذلك بالتقليد الأعمى والإرتماء في أحضان الخطط التغريبية التي باتت تصلنا معلَّبةً بكامل خططها وأهدافها ويبقى علينا فقط أن نبادر بلا تردُّدٍ إلى تطبيقها بالكامل دون أن نخضِعها للدراسة وأخذ النافع منها وترك ما سواه .

والمقام هنا لا يتسع لإستعراض مظاهر التغريب الممنهج سواءً ما كان عبر وسائل الإعلام المتعددة من قنواتٍ فضائحيةٍ بأموال المسلمين أنفسهم أو من خلال ما يُصَدَّر لنا من تطبيقات التواصل المجتمعي المتعددة التي بلا أضحت بلا قيود، أو إقامة مهرجاناتٍ هابطةٍ غزت معظم المدن السعودية كمهرجانات الأزياء والغناء والتي لا تتمُّ عادة إلاَّ من خلال استجلاب شركاتٍ رعايةٍ منظمةٍ من الخارج لتنظيم تلك المهرجانات وحتماً لن يراعي القومُ خصوصيةَ وثوابتَ الدين الإسلامي الحنيف .

ومن التوجه الجديد الذي يندى له الجبين ويدمي الأفئدة هو أن يتم التخطيط لإستهداف أهم وأكثر فئات المجتمع تعداداً وهي فئة الشباب الذين غالباً ما يكون إعتماد الأوطان عليهم في المساهمة في التنمية والبناء والذود عن الحدود بحيث يتم إستهدافهم عبر المناشط الرياضية وإقحام هذه الفئة من الجنسين في المشاركة في مسابقاتٍ مختلطةٍ داخل الوطن وخارجه تحت مبرراتٍ مكشوفة .

ولو كان الأمر مقتصراً على استهداف بعض فئة الشباب المهتمين بالكرة لقلنا أن الخطر أخفُّ وطأةً وأنها لتفريغ طاقاتٍ خاطئةٍ ولمرحلةٌ عابرةٌ ولكن أن تُستَغل سطحية بعض السعوديين حتى من كبار السن وهوسهم باللعبة الشعبية الأكثر جماهيريةً ورواجاً وهي كرة القدم ليُضَرَبَ المجتمع في عقيدته وأخلاقياته ويخرج من هؤلاء الجهلة للملأ من يعطي إنطباعاً بأن هذا هو المجتمع السعودي قد تخلَّى عن ثوابته ومبادئه وتقاليده وبات متحضِّراً فهاهو قد شدَّ الرحال إلى أوروبا لمتابعة مباراة كرة قدم بين ناديين سعوديين .

وسأستعرض مع القارئ الكريم شيئاً من مشاهداتي ومتابعتي لأحاديث بعض الجهلة الذين آثروا السفر إلى بريطانيا مصطحبين عوائلهم لمشاهدة مباراة السوبر المنتظرة وتمَّت استضافتهم في قنوات مجموعة mbc الفاسدة التي غُرِزتْ في خاصرة المجتمع السعودي وقابلها ولا زال يقابلها صمتٌ مريبٌ من الجهات الرسمية المعنيَّة سواء الإعلامية أو الدينية .

فقد عبَّر أحد المحسوبين على المثقفين السعوديين وهم أكاديميٌّ متخصصٌ في التربية النفسية - دون ذكر الأسم - عبَّر ببعض هرطقاته التي تمثِّل فكره الضحل وإليكموها نصَّاً :
( *السعودية لم تعد دولةً منغلقةً بل باتت دولةً مصدِّرةً للرياضيين* )

( *آن للسعودي أن يظهر للخارج ولا يبقى ساكناً في وطنه* )

( *لا أرى بأساً أن تحضر العائلة السعودية للملعب فهو كوجودها في السوق أو المستشفى* )

وفي مشهدٍ آخر- وأراه والله مخزياً- من خلال مقابلةٍ في أحد شوارع لندن مع رجلٍ تجاوز الستين من عمره وكان يصطحب إبنته العشرينية التي حضرت هي الأخرى من فرنسا لمقابلة والدها حيث كما ذكرا اتفقا على حضور المباراة وكلاهما يرتديان زي النادي الذي يشجعانه تحدث المذيع مع الفتاة على مسمعٍ من أبيها وسألها عمّن تراه من لاعبي النادي سيحسم المباراة ........!!

أكتفي بِما تقدم إيضاحه وللمرء العاقل أن يقيِّم الحال التي وصلنا إليها .
وأختم بتوجيه نداءٍ إلى المسؤلين عن الرياضة في وطننا أن يتَّقوا الله فيما أنيط بهم من أمانة سيُسألون عنها يوم
لا ينفع منصب ولا جاه وحين توفَّي كل نفس ما كسبت وإلى الله المشتكى .!!

‏m-malamri@hotmail.com

حياك الله أخي سعادة اللواء أبو مرعي ..
والحقيقة أنك كتبت وصورت وبيّنت أشياء هامة ومهمة في نفس الوقت ..
نعم للشعوب روابط ولهم علاقاتهم سواء على المستوى الرسمي او الشعبي ولا سيما الرياضة ..
ولكن يبقى أن الأهم على الإطلاق هو أن نتمسك كمسلمين عرب بروابط الأثبت
ونبقى مع الجميع بكل أنحاء العالم أصحاب علاقات ولايوجد ما يمنع ..
ومن قال أن ببعض الأفكار رياضية وخلافها شئ من التعريف بأمور البلد فهو مخطئ ..
عموماً لا إضافة على نقدك لبعض الأمر وتوجيهك لأكثره وتصويرك لمعظمه ..
الله يعطيك العافية وتسلم بارك الله فيك ..
تقديري ..

لست ادري لكن يبدولي ان فكرة المقال نوع من البكاء المبكر ع الاطلال
ع طريقة الذاكرة العربية
الرجل الستيني المشار اليه بالمقال لم يُطلب منه احضار ابنته معه للملعب
كان بأمكانه ان لايفعل وان يصطحب فى رحلته الترفيهيه
الاصالة العربية والخلق الاسلامي
الرصين لكنه ع اية حال يمثل نفسه

ولكن

وينشأ ناشئ الفتيان منا على ماكان عوده ابوه

اجمل تحية

سعادة اللواء .

اسعد الله اوقاتك .
وهل صدقت ان من ذهب الى هناك باسرته ذهب على شأن المباراة ؟؟
هم سنويا هناك وليتها وقفت على الملاعب وكرة السوبر .
لكن الله اعلم بحالهم .
اخي الكريم :
ابتلينا بمنافقي العصر الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الامة .
ولكن العاقل خصيم نفسه .

شكرا لك .

النماذج المذكورة , نكرات لا يمثلون الا انفسهم
ما عرفهم الناس الا ان اظهرهم الاعلام ليشهد الناس عليهم
ويتحقق قول الصادق الامين صلى الله عليه وسلم فيهم :
" انتم شهداء الله في أرضه "
غرهم زخرف الدنيا وزينتها
وطغت لديهم المادة كرما لا استحقاقا
فطغوا وبغوا وسايروا فتن ترقق بعضها البعض
ومخالفات شرع تجر مخالفات حتى وصل بهم الحال الى المجاهرة
بسفه النفس والخذلان في بلاد الكفر

نحمد الله على ان عافانا مما ابتلوا به ونسأله الثبات حتى الممات

حياك الله يا لواء
كلام جميل من انسان جميل...تفرحنا مواضيعه ومداخلاته ويستحق التقدير
وهذا الكلام تفصيلي وتوضيحي اكثر منه لإيجاد حلول جذريه لمشاكل نعاني منها منذو أزل بعيد
عندما لم تكن هناك قيود على العلم والتعلم برع المسلمين فخرج منا علماء
أسسوا كل العلم الحديث وذلك بعدما أستفادوا من الكنوز الفارسيه بعد انهيار الإمبراطوريه الفارسيه وبعد ترجمة الكتب الفارسيه والهنديه والاشوريه والبابليه والرومانيه التي يقعون عليها وغياب الرقابه والقيود الفارغه كان في عهد الدوله الأمويه او الدوله العباسيه لست متأكداً من ذلك في أي الدولتين الإسلاميتين عندما أجزل احد الخلفاء العطاء لكل من يكتب كتاباً يأخذ وزنه ذهباً
في عالمنا الحديث لك ان ترى ان الترجمه وهي مجرد ترجمه تخضع لقيود رهيبه
فيدخل ضمن القيود توجه الكاتب مهما كان كتابه مفيداً بل أن القيود تصبح أكثر صرامه وتعنتاً عندما يكون الكتاب عرباً نظراً لتوجههم
وبغض النظر عما يقدمونه في كتبهم
وأثبت كلامي بمثال من الزمن البعيد بأبن رشد ترجم كتاب ارسطو وهو ملحد ورد عليه ومازال أسم ابن رشد محفوراً في واجهة جامعه فرنسيه مع عظماء الفلسفه فهل كان سيتسنى لأبن رشد جديد أن يظهر مع هذه القيود والإنغلاق الذي اراه بغير حق
المجتمع الحديث فقط يثير فقاعات وثير النفوس وهو ينصب نفسه الحارس والجلاد كل يوم يسمح لكل من يظهر ونتقصنا ويمجد العلماء الأوائل ولا يسمح لنا بالنهل من موارد العلم الغربيه بحجة انها تحمل افكاراً يشتبه بأنها تغريبيه
الإجحاف ان تجد من يمنع الفن بأشكاله ويتهم كل من يتعلمه بأقبح الصفات ويسمح بدبلجة الفن الكوري والصيني والبريطاني والشرقي والغربي
يعترف بتأثير الرسم والألوان على النفس البشريه ويحارب الفن ويحارب الألعاب ويراها بالسفه وينتقص كل من يتابعها وكل من يشجعها ويطعن بالنفقه عليها
اما بالنسبه للقنوات فهي إعلاميه ومسؤليتها ان تضعك وتضعني وتضع الكل امام المشكله واعتقد ان القنوات الحديثه أفضل من قنوات الإعلام القديم
فهي تهتم بصوتي وصوتك وصوت الكل لم اعرف ان صوتي مسموع الا في عصرنا الحديث وانا لا أخص قنوات الإم بي سي بالذات بل اقصد كل القنوات الحديثه
بل عرفت عبر هذه القنوات حقوقي كمواطن وهي تنقل صوتي للمسؤوول وتنقل صوت المجتمع للكل
صحيح توجه بعضها أشمل ويتعدى مجتمعنا لكنها تخصص لمجتمعنا مايعنيه
وفي كل الأحوال لن أجد اعلام يتحدث بصيغة الكل يتفق كله مع افكاري الشخصيه بل يجب ان آخذ منه ما يتفق مع افكاري وأدع الباقي
كسنة الحياة التي نعيشها مخيرين
بل ان قناة المجد ومثيلاتها المتخصصه تستخدم العلوم الفنيه في إدارة الحوارات واللقاءات وتحارب الفن في الوقت ذاته
أخي لماذا نعيب على العائلات التي ظهرت ونعيب وفقط بل نتخطى حدود دولتنا ونعرف جيداً ان القوانين الغربيه لاتسمح بوضع الحجاب في التجمعات العامه وليس فقط نعرف ذلك بل انا نعترف بحقوق الغربيين في دولهم ولا نريد ان نجد حلولاً منصفه في بلادنا وفي منشآتنا منصفه بدلاً من الزمجره في كل محفل بالغرب وعداء الغرب لنا وتوتير المجتمعات
فما الضير بأن تكون المنشأة الرياضيه تتماشى هي مع مجتمعنا وليس نحن من يتماشى مع الأسمنت والطوب
الحل الممكن اسهل من الحلول الغير ممكنه والتحكم بالمنشآت اسهل بكثير من التحكم بالمجتمع فقد ولّد التشدد على المجتمع مثل ماذكرت أخي من الأمثله عن عينات من المجتمع خرجت خارج البلاد
وولّد تهميش الفنون وتعلمها لتزايد أهمال تلك الشركات المنتجه لتحاول ألتمكن من امتعاض المجتمعات ومن ثم دفع مبالغ طائله لها لتنتج مايتناسب مع
فكرك ولنا في الشركات الفنيه المصريه التجاريه الإنتاجيه ونتاجها منذو عشرين سنه الى الآن الأمثله الكثيره

أخي مللنا من تأخر الإسلاميين وتأخيرنا معهم وتخبطهم فهاهم الى الآن منقسمين حول داعش التي بتنا نعلم علم اليقين انها مخططات أيرانيه لضرب اهل السنه وعدم تمكينهم من نصرة اخوتهم
وواعظينا ودعاتنا أصبحوا في تعنت غير مبرر سوا الكبرياء وأثبت الكثير منهم انهم مجرد دقون فارغه فبعد أن انكشفت الستر وتبين مخطط الروافضه وحلف الرذيله الى الآن يكابرون ولم يعترف منهم احد أنه اخطأ
ويتفننون في تقسيم المجتمع ورده بين ذات اليمين وذات الشمال ليقول كل مقسم هاأنا رئيس قوم وأتباعي هاهم



أعلم جيداً انني لست بعلمك زادك الله من علمه وفضلك تفضيلا ولا بمكانتك زادك الله بين اهلك وجماعتك وقارا
لكن تقبل رأيي أخي الكريم بصدر رحب
وشكراً لك على هذه المساحه التي اتاحت لي الحديث بحريه وصدق