الإهداءات


رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-16-2003, 08:09 PM   #11
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية الalwaafiـوافي
الalwaafiـوافي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Sep 2003
 أخر زيارة : 05-14-2017 (06:24 PM)
 المشاركات : 1,039 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



فصل

فى أنواع المقصود بالعلاج النبوى لهذه العِلَّة

والمقصودُ : العلاجُ النبوىُّ لهذه العِلَّة ، وهو أنواعٌ ، وقد روى أبو داود فى ((سننه)) عن سهل بن حُنَيفٍ ، قال : مررْنا بَسيْلٍ ، فدخلتُ ، فاغتسلتُ فيه ، فخرجتُ محموماً ، فنُمِىَ ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ((مُرُوا أبا ثابتٍ يَتَعَوَّذُ)) . قال : فقلتُ : يا سيدى ؛ والرُّقَى صالحة ؟ فقال : ((لا رُقيةَ إلا فى نَفْسٍ ، أو حُمَةٍ ، أو لَدْغَةٍ)) .

والنَّفْس : العَيْن ، يقال : أصابت فلاناً نفسٌ ، أى : عَيْن . والنافِس : العائن . واللَّدْغة بدال مهملة وغين معجمة وهى ضربةُ العقرب ونحوها .

فمن التعوُّذاتِ والرُّقَى الإكثارُ من قراءة المعوِّذتين ، وفاتحةِ الكتابِ ، وآيةِ الكُرسى ، ومنها التعوذاتُ النبوية .

نحو : ((أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ مِن شرِّ ما خَلق)) .

ونحو : ((أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ)) .

ونحو : ((أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ التى لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌ ولا فاجرٌ ، مِن شَرِّ ما خلق وذرَأ وبرَأ ، ومِن شَرِّ ما ينزلُ من السماء ، ومِن شَرِّ ما يَعرُجُ فيها ، ومِن شَرِّ ما ذرأ فى الأرض ، ومِن شَرِّ ما يخرُج مِنها ، ومِن شَرِّ فِتَنِ الليلِ والنهار ، ومِن شَرِّ طَوَارق الليلِ ، إلا طارقاً يَطرُق بخير يا رحمن)) .

ومنها : ((أَعُوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ مِن غضبه وعِقَابه ، ومِن شرِّ عباده ، ومِن هَمَزات الشياطينِ وأن يَحضُرونِ)) .

ومنها : ((اللَّهُمَّ إنى أعوذُ بوجْهِكَ الكريم ، وكلماتِك التامَّاتِ من شرِّ ما أنت آخِذٌ بناصيته ، اللَّهُمَّ أنتَ تكشِفُ المأثَمَ والمَغْرَمَ ، اللَّهُمَّ إنه لا يُهْزَمُ جُنْدُكَ ، ولا يُخلَفُ وعدُك ، سبحانَك وبحمدِك)) .

ومنها : ((أَعُوذُ بوجه اللهِ العظيمِ الذى لا شىءَ أعظمُ منه ، وبكلماتِه التامَّات التى لا يُجاوزُِهن بَرٌ ولا فاجرٌ ، وأسماءِ الله الحُسْنَى ، ما علمتُ منها وما لم أعلم ، مِن شَرِّ ما خلق وذرَأ وبرأ ، ومن شَرِّ كُلِّ ذى شرٍّ لا أُطيق شرَّه ، ومِن شَرِّ كُلِّ ذى شَرٍّ أنتَ آخِذٌ بناصيته ، إنَّ ربِّى على صِراط مستقيم)).

ومنها : ((اللَّهُمَّ أنت ربِّى لا إله إلا أنتَ ، عليك توكلتُ ، وأنتَ ربُّ العرشِ العظيم ، ما شاء اللهُ كان ، وما لم يشأْ لم يكن ، لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بالله ، أعلم أنَّ اللهَ على كُلِّ شىء قديرٌ ، وأنَّ الله قد أحاط بكل شىء علماً ، وأحصَى كُلَّ شىءٍ عدداً ، اللَّهُمَّ إنى أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نفسى ، وشَرِّ الشيطانِ وشِرْكه ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتها ، إنَّ ربِّى على صِراط مستقيم)) .

وإن شاء قال : ((تحصَّنتُ باللهِ الَّذى لا إله إلا هُوَ ، إلهى وإله كُلِّ شىء ، واعتصمتُ بربى وربِّ كُلِّ شىء ، وتوكلتُ على الحىِّ الذى لا يموتُ ، واستَدْفَعتُ الشرَّ بلاحَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله ، حسبىَ اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ ، حسبىَ الربُّ مِن العباد ، حسبىَ الخَالِقُ من المخلوق ، حسبىَ الرازقُ مِنَ المرزوق ، حسبىَ الذى هو حسبى ، حسبىَ الذى بيده ملكوتُ كُلِّ شىءٍ ، وهو يُجيرُ ولا يُجَارُ عليه ، حسبىَ الله وكَفَى ، سَمِعَ الله لمنْ دعا ، ليس وراء اللهِ مرمَى ، حسبىَ الله لا إله إلا هُوَ ، عليه توكلتُ ، وهُوَ ربُّ العرشِ العظيم)) .

ومَن جرَّب هذه الدعوات والعُوَذَ ، عَرَفَ مِقدار منفعتها ، وشِدَّةَ الحاجةِ إليها ، وهى تمنعُ وصول أثر العائن ، وتدفعُه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها ، وقوةِ نفسه ، واستعداده ، وقوةِ توكله وثباتِ قلبه ، فإنها سلاح ، والسلاحُ بضاربه .


فصل

فى ما يُدفع به إصابة العَيْن

وإذا كان العائنُ يخشى ضررَ عينه وإصابتهَا للمَعين ، فليدفع شرِّها بقوله : اللَّهُمَّ بَارِكْ عليه ، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حُنيف: ((ألا برَّكْتَ )) أى : قلتَ : اللَّهُمَّ بارِكْ عليه .

ومما يُدفع به إصابةَ العَيْن قولُ : ((ما شاء الله لا قُوَّة إلا بالله)) ، روى هشام ابن عروة ، عن أبيه ، أنه كان إذا رأى شيئاً يُعجِبُه ، أو دخل حائطاً مِن حِيطانه، قال : ((ما شاء الله ، لا قُوَّة إلا بالله)) .

ومنها رُقْـيَةُ جِبريل عليه السَّلامُ للنبىِّ صلى الله عليه وسلم التى رواها مسلم فى ((صحيحه)) : ((باسمِ اللهِ أَرْقِيكَ ، مِنْ كُلِّ شَىْءٍ يُؤذيكَ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نفسٍ أو عَيْنِ حَاسدٍ اللهُ يَشفِيكَ ، باسمِ اللهِ أرْقِيكَ)) .

ورأى جماعة من السَّلَف أن تُكتب له الآياتُ مِن القرآن ، ثم يشربَها . قال مجاهد : لا بأس أن يكتُبَ القرآنَ ، ويغسِلَه ، وَيْسقِيَه المريضَ ، ومثلُه عن أبى قِلابَةَ . ويذكر عن ابن عباس : أنه أمر أن يُكَتبَ لامرأة تَعَسَّرَ عليها وِلادُها أثرٌ من القرآن ، ثم يُغسل وتُسقى . وقال أيوب : رأيتُ أبا قِلابَةَ كتب كتاباً من القرآن ، ثم غسله بماء ، وسقاه رجلاً كان به وجعٌ .


فصل

فى أمر العائن بغسل مَغابنِهِ وأطرافه وداخِلَةِ إزاره

ومنها : أن يُؤمر العائِنُ بغسل مَغابنِهِ وأطرافه وداخِلَةِ إزاره ، وفيه قولان ؛ أحدهما : أنه فرجُه . والثانى : أنه طرفُ إزاره الداخل الذى يلى جسدَه من الجانب الأيمن ، ثم يُصَبُّ على رأس المَعِين مِن خلفه بغتة ، وهذا مما لا ينالُه عِلاجُ الأطباء ، ولا ينتفِعُ به مَن أنكره ، أو سَخِرَ منه ، أو شَكَّ فيه ، أو فعله مجرِّباً لا يعتقد أنَّ ذلك ينفعُه .

وإذا كان فى الطبيعة خواصٌ لا تَعْرِفُ الأطباءُ عِلَلَها ألبتةَ ، بل هى عندهم خارجةٌ عن قياس الطبيعة تفعل بالخاصِّية ، فما الذى يُنكره زنادقتهم وجهلتُهم من الخواص الشرعية ، هذا مع أنَّ فى المعالجة بهذا الاستغسال ما تشهدُ له العقولُ الصحيحة ، وتُقِرُّ لمناسبته ، فاعلم أنَّ تِرياق سُمِّ الحيَّة فِى لحمها ، وأنَّ علاجَ تأثير النفس الغضَبية فى تسكين غضبها ، وإطفاء ناره بوضع يَدِكَ عليه ، والمسح عليه ، وتسكينِ غضبه ، وذلك بمنزلة رجل معه شُعلة من نار ، وقد أراد أن يَقذِفَك بها ، فصبِبِتَ عليها الماء ، وهى فى يده حتى طُفئتْ ، ولذلك أُمِرَ العائِنُ أن يقول : ((اللَّهُمَّ بارِكْ عَلَيْه)) ليدفع تلك الكيفية الخبيثة بالدعاء الذى هو إحسانٌ إلى المَعِين ، فإنَّ دواء الشىء بضِدِّه . ولما كانت هذه الكيفيةُ الخبيثة تظهر فى المواضِع الرقيقة من الجسد ، لأنها تطلب النفوذَ ، فلا تجد أرقَّ مِن المغابن ، وداخِلَةِ الإزار ، ولا سِيَّما إن كان كنايةً عن الفَرْج ، فإذا غُسِلَتْ بالماء ، بطل تأثيرها وعملها ، وأيضاً فهذه المواضع للأرواح الشيطانية بها اختصاص .

والمقصود : أنَّ غسلها بالماء يُطفىء تلك النارية ، ويَذهبُ بتلك السُّمِّية .

وفيه أمر آخر ، وهو وُصول أثرِ الغسل إلى القلب من أرقِّ المواضع وأسرعها تنفيذاً ، فيُطفىء تلك النارية والسُّمِّية بالماء ، فيشفى المَعِين ، وهذا كما أنَّ ذواتِ السموم إذا قُتِلت بعد لَسعها ، خَفَّ أثرُ اللسعة عن الملسوع ، ووَجد راحة ، فإن أنفسَها تمدُّ أذاها بعد لَسعها ، وتُوصِله إلى الملسوع . فإذا قُتِلَتْ ، خَفَّ الألم ، وهذا مُشَاهَد . وإن كان من أسبابه فرحُ المَلسوع ، واشتفاءُ نفسه بقتل عدوِّه ، فتقوى الطبيعة على الألم ، فتدفعه .

وبالجملة .. غسل العائن يُذهِبُ تلك الكيفية التى ظهرت منه ، وإنما ينفع غسلُه عند تكيُّفِ نفسه بتلك الكيفية .

فإن قيل : فقد ظهرت مناسبةُ الغسل ، فما مناسبةُ صبِّ ذلك الماء على المَعِين ؟

قيل : هو فى غاية المناسبة ، فإنَّ ذلك الماء ماء طُفىء به تلك النارية ، وأبطل تلك الكيفية الرديئة من الفاعل ، فكما طُفئت به النارية القائمة بالفاعِل طُفئت به ، وأبطلت عن المحل المتأثر بعد ملابسته للمؤثر العائِن ، والماءُ الذى يُطفأ به الحديدُ يدخُل فى أدوية عِدَّة طبيعية ذكرها الأطباء ، فهذا الذى طُفىء به نارية العائِن ، لا يُستنكر أن يدخل فى دواء يُناسب هذا الداء .

وبالجملة .. فطب الطبائعية وعلاجُهم بالنسبة إلى العلاج النبوىِّ ، كطب الطُّرقية بالنسبة إلى طبهم ، بل أقل ، فإنَّ التفاوتَ الذى بينهم وبين الأنبياء أعظمُ ، وأعظمُ من التفاوت الذى بينهم وبين الطُّرقية بما لا يُدرِكُ الإنسان مقداره ، فقد ظهر لك عقدُ الإخاء الذى بين الحِكمة والشرع ، وعدمُ مناقضة أحدهما للآخر ، واللهُ يهدى مَن يشاء إلى الصواب ، ويفتحُ لمن أدام قرعَ باب التوفيق منه كُلَّ باب ، وله النعمة السابغة ، والحُجَّة البالغة .


 
 توقيع : الalwaafiـوافي

الــــــــalwaafiــــــــوافي


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
::: حق الله على العباد ::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى Aboabdalah الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال 2 09-16-2009 02:15 AM


الساعة الآن 11:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir