وش هي النظرة الشرعيّة .. !!

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك على كل شيء قدير.

الجرح هدانا الله وإياك لكل خير


فقط نقاط هامة قبل الرد على ردودك التي لم أجد فيها شيئا يرفع الحرج أو يدفع الشبهة:

1- دعنا نتحاور في صلب الموضوع الذي هو "النظرة الشرعية" ولاتذهب بنا إلى تشتيت الفكرة والقفز وراء شبهات أخرى "مثل:كشف الوجه وغيرها" إذا اتفقنا وفرغنا من موضوعنا هذا تكلمنا عما تشاء. فالرجاء منك عدم تشتيت الاذهان.

2- الاعتماد على نص شرعي من الكتاب أو السنة وتفسيره وفقا لقول أئمة السلف وفهمهم وليس وفقا للأهواء و التفسيرات العقلانية من أناس لا علم عندهم ولا دين.

3- عدم ربط الحق بالأشخاص (اعرف الحق تعرف أهله) فكونك لا تسمع لشيخ أو لا تقتنع بإمام أجمع الناس على علمه وفضله وخيريته .. لا يجعلك هذا ترفض قوله رغم صحته.

4- هات ما تريده من النظرة الشرعية وما تفهمه.

5- اجعل هدفك الوصول إلى الحق وليس مجرد الجدال وفرد العضلات.



=============

وهذا رد على بعض ما جاء في تعقيبك السابق:

تقول:

لايوجد في هذا الحديث أي استدلال حقيقي على ما يسمى بالنظرة الشرعية ..!!
أمر خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم .. !! صار وانتهى .. وليس هناك شاهد قوي على أن هذا دليل هلى صحة النمط الذي يسمونه اليوم بالنظر للمخطوبة ..!! إذن يسقط الاستدلال بهذا الحديث لعدم وجود شاهد ..!!

تعني حديث سهل بن سعد رضي الله عنه: (( أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي, فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه )) >>رواه البخاري<< ((راجع كتاب الفقه الميسر = مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف))

فأقول: الاستدلال أنها جاءت إليه وعرضت عليه أن يتزوجها فرفع نظره إليها وصوبه (( لاحظ )) صوبه ثم طأطأ (( لاحظ )) طأطأ . يعني نظر ثم صرف نظره. نظر بقدر الحاجة ثم صرف نظره.
وفعل النبي صلى الله عليه وسلم مما يستدل به. وليس كما تقول شيء صار وانتهى.

ولو قلنا فرضا وتنازلنا بأن هذا الدليل يسقط الاستدلال به فما بعده من أدلة حجة لا ريب ولا شك فيها.


وتقول:

انظر إليها ... إلى ماذا ينظر بالضبط .. ومامدى النظر .. وهل في هذا الحديث ما يؤيد النمط الحالي للنظرة .. حينما أقول لك اذهب فانظر إلى سيارة تريد شرائها .. هل تكتفي بنظرة من بعيد على عجل .. أم أن التمحيص في جوهر السيارة والبحث عن مدى ملائمتها يتعدى كلمة (النظرة ) ..!!

الرد عليك من مضمون الحديث. ففي الحديث : (( فإن في أعين الأنصار شيئا )) فهذا يدل على أنه يريد بذلك النظر إلى وجهها وعينيها.

وأما كونك شبهت المرأة بالسيارة .. فهذا لا يمكن ومحال أن تساوي بين سلعة دنيوية رخيصة وبين عرض الإنسان وكرامته.

وأقول لك الفرق:
السيارة: عندما تريد شرائها فإنك تنظر إليها من كل مكان وتفحصها جيدا وتشيك مكينتها . وتجربها.

المخطوبة: ليست سلعة حتى تباع وتشترى بل هي أغلى وأنفس ما نملك. وعليه فلا يمكنك هنا فحص المكينة. ولا تجريب ما تريد.
فكر جيدا هلى ترضى ذلك لمحارمك .....؟


وتقول:

هل تريد أن تقول لي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قصد بذلك النظرة الخاطفة التي لا تتعدى الهاجس الغريزي البهيمي .. هل تريد أن تقول أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن نكون مهووسين جنسيا فقط .. فننظر إلى وجهها وجمالها دون التعرف على جوهرها ومدى تناسبها الفكري والذهني والنفسي مع خاطبها .. ثم هل نظرتها هي للخاطب تكفي لتحكم عليه بالصلاح لبقية حياتها ... أم تريد أن تقول لي أن الإسلام دين سطحي لايهتم إلا بالقشور .. ويغفل التكوينات الفسيلوجية والنفسية والتي غرزها الله طبيعة في كل شخص ...!!

سبحان الله..!!
أنا لم أقل ولم أفهم ماتريد أن تفهمه أنت.
بل إن ماتدعو إليه من نظر إلى المضمون والجوهر هو الغريزة البهيمية الحيوانية. فلو كان كما تدعي لكان كل رجل يذهب إلى بيت المخطوبة ويقول: نريد أن نخطب بنتكم فلانة. ثم يخرج ويتمشى معها ويجلس معها ليفهم فكرها ونفسيتها. ويجري ما يجري وبعدها يقول عقليتها لا تناسبني. وكل يوم مع واحدة من بنات الناس.

فهذا ما تريده وما تريد أن نفهمه. فهل تعجبك عقليتك هذه وهل تتناسب مع عقليات المسلمات.



وتقول:

ثم أخيرا هل تريد أن تقنعني أن النظر في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ( هذا إن صح الحديث لإنه ليس في الصحيحين ) هل تريد أن تقنعني أنه النظر على طريقة ( قزها وتوكل ) ..!!

قلت لك تخريج الحديث. وبينت لك درجته. كما ورد. وإن كنت ممن لا يعمل إلا بما في الصحيحين ............. فالله المستعان...!!

قزها وتوكل.... هذا كلامك وأسلوبك وفهمك

نحترم عقليتك ورأيك.

تحية طيبة لهكذا كلام وهكذا فهم.


وتقول:

وصححه الألباني .. المشكلة أن الألباني له فتوى تجيز كشف وجه المرأة ...

يقول الألباني في كتابه " الرد المفحم، على من خالف العلماء و تشدد و تعصب، و ألزم المرأة بستر وجهها و كفيها وأوجب، و لم يقتنع بقولهم: إنه سنة و مستحب " يقول ما نصه : ((ولقد رأيت- والله- العجب العجاب، من اجتماعهم على القول بالوجوب، وتقليد بعضهم لبعض في ذلك، وفي طريقة الاستدلال بما لا يصح من الأدلة رواية أو دراية، وتأويلهم للنصوص المخالفة لهم من الآثار السلفية، والأقوال المشهورة لبعض الأئمة المتبوعين، وتجاهلهم لها، كأنها لم تكن شيئاً مذكوراً! الأمر الذي جعلني أشعر أنهم جميعاً- مع الأسف- قد كتبوا ما كتبوا مستسلمين للعواطف البشرية، والاندفاعات الشخصية، والتقاليد البلدية، وليس استسلاماً للأدلة الشرعية، لأن ما ذكروه من الأدلة- على مذهبهم- هم يعلمون جيداً أنها لم تكن خافية علىَّ، لأنهم رأوها في كتابي مع الجواب عنها، والاستدلال بما يعارضها، وهو أصح عندنا من استدلالاتهم التي تشبَّثوا بها، كما أنهم يعلمون أنني لا أنكر مشروعيَّته.))

انظر البقية على هذا الرابط :

http://arabic.islamicweb.com/sunni/rad_muf7im.htm

فإذا كان مصحح الحديث قد قال بجواز الكشف ... فهذا يدل على أنه يرى تفسيرا غير التفسير التعسفي الذي يفسره النجديون للأدلة .. وهذا رأي ... فلماذا نلزم برأي واحد ..ونحمل عليه .. !! ولماذا تأخذون كلام الألباني هنا .. وترفضونه في مكان آخر حسب رغباتكم ..!!

المشكلة أننا لا نتكلم عن كشف الوجه الآن.

نحن نتكلم عن النظر إلى المخطوبة. أما كشف الوجه والخلاف فيه فدعه إلى حينه وإلى مكانه ووقته المناسب. ودعنا نفرغ من هذا الموضوع أولا.

أما الرأي التعسفي فهو رأيك أنت.
والحق ضالة المؤمن. وليس يجب علينا أن نأخذ قول الألباني كله على أنه صحيح فهو بشر يخطيء ويصيب.
وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم.

وأما قولك أن الألباني يرى تفسيرا آخر. فائتنا بتفسير الألباني الذي تقولته عليه.

هات الرأي الآخر الذي تدعيه.

سبحان الله ..


وتقول:

ثم إذا كان وجه المراة سيرى سلفا .. فماهي النظرة التي أرادها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .. هي بالتأكيد أكبر من نظرة مقتضبة إلى أنف المخطوبة ..!!

هذا عند من يقول بكشف الوجه إذا ترجح وصح قوله. فإن الحكم لا يتغير أيضا.
فهل أنت الآن تعرف جميع الرجال الذين في قريتك وتعرف أوصافهم جيدا. بلا شك لا.
ولكنك حينما تريد أن تعرف وصف أحدهم فإنك ستتحين الفرصة المناسبة لتأخذ انطباعك الكامل عن ملامحه.

أرجو أن تكون فهمت كوووويس. مو قزها وتوكل .


وتقول:

لا ينتهي العلم عند الفوزان .. وليس كل علماء نجد يقولون بقوله .. كما أن هناك من الباحثين والعلماء والفقهاء من هم أكثر باعا وطولا في العلم من الفوزان كالألباني .. والشيخ القرضاوي .. والشيخ محمد عبده .. والغزالي ... المحدث المشهور .. رخصوا في أكثر من ذلك .. ونظروا للإسلام بنظرة شمولية عصرية .. تتناسب مع ديننا الحقيقي المرن المنزل من عند الله الذي يصلح لكل زمان ومكان ... وهذا ليس إقصاءاً لكلام الفوزان .. ولكن لتبان أن هناك أراء أخرى غير أراء منظرينا الذين يعيشون في القرون الوسطى ..!!

الحمد لله.. قلت لك اعرف الحق تعرف أهله .. ولا تجعل الحق مربوطا بالأشخاص.
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله. علم من أعلام أهل السنة في هذا الزمان. فهو سيف السنة وقامع البدعة نحسبه كذلك ولانزكيه على الله. وقد شهد له بالفضل كثير من أهل العلم ممن هم خير مني ومنك. وعلى رأسهم الشيخ ابن باز .. والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله.
وأما قولك أن هناك من العلماء من هو أكثر باعا وطولا في العلم من الشيخ صالح الفوزان (فذاك علمه إلى الله) وهو يعلم أخير من ذكرت... فأقول لك: إن الحجة ما دل الدليل الصحيح عليه. وليس ما رخص به من هو أطول باعا.

وتقول: رخصوا في أكثر من ذلك .. فكيف تتبع الرخص. وقد قال العلماء: من تتبع الرخص تزندق.
وأنت تقول: رخصوا. فبالله عليك كيف تسعى وراء الرخص. وهذا رد عليك ويعني أنك تعلم أن القول الذي عند الشيخ صالح الفوزان وغيره صحيح بلاشك ولا ريب. ولكنك تريد الاخذ بقول من رخص.

وأما قولك: أن هؤلاء منظرين ويعيشون في القرون الوسطى.
فهؤلاء يقولون: ما قام الدليل الصحيح الصريح عليه أخذنا به أيا كان قائله.

وقد سمعت الشيخ صالح الفوزان حفظه الله _أكثر من مرة_ يقول: بيننا وبينكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فمن كان معه الدليل وجب علينا أن نأخذ بقوله.انتهى

وهنيئا لك أنك تعيش في القرون المتحضرة المنفتحة في عصر العولمة والشمولية والانفتاح على الآخر.

وتقول:

1- ليس في ما جئت به شاهد واحد يجزم بأن النظرة الشرعية .. ليس بدعا مبتكرا ... وليس في ما جئت به دليل واحد على أن الرسول أو صحابته أو التابعين أو خيار هذه الأمة ذكروا شيئا يسمى بالنص " النظرة الشرعية " لا في رواياتهم ولا في كتبهم ولا في آثارهم ..!!

أصلح الله حالنا وحالك. بل عقلك البدعي المبتكر الذي لم أر له مثيلا.

ألم تقرأقول النبي: (( فانظر إليها )) في حديث جابر رضي الله عنه. حينما كان يختبيء لها فينظر إليها.

سبحان الله.......!!

وتقول:

2 - أن الأحاديث التي استدللت بها لم تفسر النظرة ماذا تعني .. وبالنظر إلى حديث " إذا خطب أحدكم المرأة, فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل" هل النظر إلى وجه المخطوبة فقط .. هو مايدعو الرجل إلى نكاحها .. هل كل مايريده الرجل من المرأة الوجه الجميل .. أم أن الشارع الكريم نسي ذلك (جل الله وتبارك ) أم أننا نحن أردنا أن نتناسا هذه الحكمة عمدا أو غلوا وعدوانا ..!!
وما ينطبق على هذا الحديث ينطبق أيضا على قوله " فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " وهل سيؤدم بينهما بنظرة سطحية جافة ..!! الحديث يتحدث عن التآلف والتقارب والألفة .. وهذا لن يحصل بنظرتكم الشرعية ..يامن تشرعون ما تريدون ...!!

سبحان الله .... !!

النصوص تقول: انظر ولم تقل اقعد وسولف وافهم نفسيتها وفكرها.

أما حدود النظر فقد بينها العلماء قديما وحديثا: " وهي ما يظهر من المرأة غالبا كوجهها وكفيها وقدميها "
وبالله عليك ماذا في المرأة أجمل من وجهها..؟ فهو عنوانها ومفتاح جمالها وملامحها.

أما إن كنت تريد النظر إلى أشياء أخرى .... فاذهب لها في بلاد العقلانيين والمناطقة. وتجد ماتريد.

ففي الحديث: (( تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك))

ولم يرد في هذا الحديث أن المرأة تنكح لفهمها ونفسيتها وفكرها الراقي.

فهل فهمتم المعنى يا من تشرعون ماتريدون...!!


وتقول:

3 - قول الصحابي " فخطبت امرأة فكنت أتخبأ لها, حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها " هذه طريقته الخاصة .. وقوله ذلك يجعلنا نتنبأ بالسعة وليس التضييق في الأمور .. وعلى كل حال ... فأفعال الصحابة التي لم يرها الرسول ولم يقرها عليهم " لا تعتبر مصدرا للاستدلال الكامل " ولا يؤخذ بها كتأصيل شرعي ..!! وأنت أعلم بذلك ياسيدي ..

إذا لم يوجد دليل يخالف فعل الصحابة فإنه يؤخذ به.



وتقول:

4 - أنت تستدل بتفاسيرك وتفاسير بعض العلماء .. التي لا تتعدى عسفا واضحا للدليل وتوظيفا له من أجل أن يكون مناسبا لأهواء تراها من وجة نظرك صحيحة .. ولك الحق في ذلك .. ولمن استدليت بأقوالهم الحق أيضا فيما يرونه صحيحا .. ولكن ليس لك ولا لهم الحق في حمل الأمة على رأي شاذ محصور في إطار ضيق لا يعتدّ به إلا أقل من 3% من مسلمي العالم .......!!

تفاسيري....!!
هي ماذهب إليه جمهور أهل السنة والجماعة والمحققين من أهل العلم سلفا وخلفا.
أما أنت فكن مع ما تريد من تفاسير.

وأما العسف للأدلة فهو مذهبك ومذهب من تتمذهب بمذهبهم. لأن العمل يجب أن يكون على ظاهر الدليل حتى يدل دليل آخر على معنى آخر.
وظاهر الأدلة: هو النظر ثم النظر ثم النظر .. وليس كما تدعي وتزعم من فهم نفسيات وفكر وفلسفة فاضية.
فأنت من يتعسف ويلوي أعناق الأدلة للوصول إلى مآرب الله أعلم بنياتكم.

وأما كوننا أقل من 3% فهذا لا يضيرنا شيئا. ولو كثر المخالف.
فإن الله تعالى يقول: (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ))

وتقول:

هذا هو الرد على مجمل استدلالاتك ولك مني جزيل الثناء على طيب المتابعة

ردك ليس مجملا... والحقيقة لم أجد في ردك لا استدلال ولا حجة.
فقط كلام من عند نفسك وتفسير من هواك.

ونحن لا نقبل رأيك في مسائل شرعية حتى يشهد لك بالعلم والفضل.
وعليه يجب عليك ان تعطينا المصادر التي تستقي منها فكرك وفهمك هذا.

وإلا فلا داعي للحوار معك بناء على فهمك. فلا حجة لنا فيك وفي فهمك.




الحمد لله أولا وآخرا ...

يا عمي .. كلاّ يدعي وصلا بليلى ...!!

أعانك الله يا ليلى .. !!


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

الناقد