! اول مهايطة !

عدنا والعود أحمد ..
هاهي أضلاعك أمامي ... صوبت بصري فيها أتأملها وأبحث عن عوجها .. ذهبت لأعلاها لعلمي أن العوج يكون في أعلى الضلع .!!! أعترف أن أول بيت أغضبني !!! وقلت في نفسي وجدت بغيتي .. لكن غضبي ما لبث أن تهاوى أمام البيت الثاني :

مــــرّة يعـــاملني بشــــــدة وعِنــــــدا

..........................................واحيــان اشــــاهد وسط عينه مكـاني
هذه هي المرأة السعودية باختصار .. شدة وعناد .. وعاطفة جياشة خفية لا يدركها إلا كل رجل ذكي كشاعرنا ...
تركت بداية القصيدة ونظرت في وسطها لعل وعسى أن أجد عوجا " مع أن العوج لا يأتي إلا في أعلى الضلع بس قلت يمكن ضلوع شاعرنا غير "

في وسطها وجدت فخرا .. والشاعر هنا جعل نفسه رمزا لكل رجل سعودي ..
نظرت في فخره فوجدته كفخر أي شاعرعربي تشوبه الكثير من المبالغات ..
مع ذلك غضضت الطرف عن ذلك .. أتعرف لماذا ؟
لأني أرى جمال الفخر في مبالغته ...
أعجبني الكثير من فخرك ... لكني سأقف على هذا البيت خوفا من الإطالة ..

.

لكـن راسي عالرواســــي تعـــــــدّا

........................................ويشـــع من دوني سهيــل اليمــــاني ...

هذا البيت جدا جميل .. لا أدري كيف أصفه أو أحلله ؟؟؟ فلقد اخترتَ آيتين عظيمتين في الآرض والسماء ...

الأولى " الرواسي " فهي تدل على الشموخ والسمو ، والثانية " نجم سهيل " وهي تدل على بهاء الحضور، ثم جعلت لنفسك الغلبة عليهما شموخا وحضورا .. لقد صغت ذلك باقتدار .. ما بين جناس عذب " راسي ورواسي " واستعارة بليغة حواها الشطر الثاني .. فلله درك .

آآآآآآآآآآآآآآآه لم يبق لي إلا خاتمة القصيدة ربما أجد العوج فيها .. " شكل ضلوعك عكس الضلوع " ..

الخاتمة كانت غزلا .. حيث بينتَ فيها نقطة ضعف الرجل السعودي " وهذا بلا ابوك يا عقاب .. "
في الخاتمة وجدت شيئا من التناقض .. وهذا هو واقع الرجل السعودي .. وربما يكون واقع أي رجل في هذه الدنيا ..

أتعرف أين وجدت هذا التناقض في قولك ..؟؟!!

جيتي وصــــدري للهوى مســـتعـدّا

.........................................فيه العــذارى بين حــاني وجــــاني

.

خيّم هـــواكـ وحـــطّ للـــود حـــــدّا

.........................................وامسى لحـــاله في رياض وجنـاني

فهي أتت وصدر الشاعر مسرح للعذارى ما بين ود ونفور .. مشاعر تدل على تنوع التجارب .. وهذا شأن معظم الرجال السعوديين ..
وبعد هذا كله يقول " خيم هواك ..وأمسى لحاله " " على مين أيها الشاعر ؟؟؟!!!
ما علينا ...الله لا يشغلني بخلقه ..

ومع ذلك طأطأت رأسي أمام جمال هذين البيتين ..

وإنْ صابني سهم العيـــــون اتـردّى

.........................................ماهو ردى لكني اطـــلق عنــــــاني

هدّيت لك ـســـــور(ن) حشا ما يهـدَّا

..........................................الا لمن حُبّــه مـــــزلزل كيـــــــاني

ففي الأول استدراك جميل ذكي " لكني اطلق عناني "

وفي الثاني صورة حية حركية .. فهذا السور الذي بناه الشاعر بمحض اختياره يهدّه بمحض اختياره لأجل محبوبته .. أيضا فيه حسن انتقاء للمفردة المعبرة عن المعنى مثل "هديت ومزلزل " ..
لقد أحسست هنا بصدق الشاعر والذي أنبأني بذلك هذه الصورة الحية والانتقاء الموفق للمفردة المعبرة .. فلله درك ...

وأخيرا نفضت القصيدة " حشا بطانية " وصعّدتُ بصري صعودا ونزولا " عسى ولعل أجد عذروبا " لكني لم أجد شيئا حالي كحال من ينظر إلى السماء باحثا عن عيب فيرتد بصره كاسفا وهو حسير ..

شكرا شكرا لهذا الإبداع وعذرا عذرا على الإطالة ..