**][** اعذبــ من وصـل **][**

ريثما ترميني
أمواج خاطرتي الهائجة
على ضفاف ذكرياتي ..
أتوق لرؤية عيني أمي الساهرة
و بريق دمعتها المؤرقة

أصلى في عينها أيوب
يحرق الصبر في كل ركعة
و أمي تصلب الصبر و تذوب
في كل ليلة .. في كل لحظة
حينما تخرج الروح من الروح
تُعجز أيوبَ و صبره

*
*
*
كم كنت أجهل قبلكِ
طعم السكر

فمن جدول حليبكِ
أيقنت الكوثر

فراشةٌ وسناء أنا
أمنحيها أجنحة و ألواناً
تطير تتحرر

إنتشليني ركبتاي تنزفان
فطريقي شوك
و أنا مازلت أتعثر

ضمني بركاناً خامداً
في حضنك يتفجر

ألوذ إليكِ
فسراب الصحراء أرهقني
و علو الجبال .. و الزوابع
دعيني في حضنكِ
ففي الخارج
مازالت السماء تمطر

إغرسيني في حضنكِ
و إبقني في حصنكِ
خشية القراصنة
و بندقية مستعمر

*
*
*
ألفيت يديك القدسيتين التي
هزت مهدي .. و داعبت خدي
سرحت شعري .. و أهدتني قلمي

حقول القمح و السنابل فيها زُرعت
و أرقى الحضارات عليها شُيدت
و أطهر الديانات بها بُشرت

عرفت التصوف في جراحكِ
فصمت عن الدنيا إلا عن رضاكِ

عارٍ أنا بلا تاريخ
كصحراءٍ تسرح فيها الريح .. و اللاشئ
فغرستي فيّ نخلة

*
*
*
شكراً لك يا أمي
أعلمُ أن شكري لن يغني
لن يضمد جراحكِ
لم يرممكِ ..

لم يرخِ جفونكِ
ستبقى عيناكِ ساهرة
و أتوق لعيني أمي الساهرة
ريثما ترميني
أمواج خاطرتي الهائجة
على ضفاف ذكرياتي

*
*
*
*
الغالية جــــود

تسلمين على هذه الكلمات

سلم قلبك

وبنانك

وأثاب الله سعيك

لك مني كل ثناء وتقدير

أخوووك الجــرح