الإهداءات


المجتمع المسلم والفتاوى الأسرة ، الأباء ، الأبناء ، المرأة ، الشباب ، الارحام ، الجار ، الطفل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-17-2012, 08:46 PM   #5
مستشار إلمدير العام


الصورة الرمزية سد الوادي
سد الوادي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1506
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : 05-14-2021 (01:21 AM)
 المشاركات : 53,343 [ + ]
 التقييم :  66
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



مجتمع آمن
تعرفنا من خلال الموضوع آنف الذكر على سماحة المجتمع الإسلامي، وذلك لسماحة الدين الإسلامي الذي يتصرف وفق أوامره، وتظهر وتتلألأ معالم هذه السماحة كلما كان المجتمع الإسلامي أقرب إلى الكتاب والسنة وفهم مقاصدهما، في ضوء سيرة رسول الله ، وبعد أن فهمنا هذا، وما سبقها من السمات، فحريّ بن الآن أن ننتقل إلى السمة الرابعة، وهي سمة الأمن، فهي تعدّ نتيجة وحصيلة السمات السابقة.

يتصف المجتمع الإسلامي بأنه مجتمع آمن، والأمن هو تحقق السكينة والطمأنينة والاستقرار على مستوى الفرد والجماعة. والإسلام يعتبره نعمةً وفضلاً، لأنه عامل من أهم عوامل الراحة والسعادة لبني الإنسان في الحياة، وهو مطلب رئيس للمجتمعات جميعها، بيد أن حصولها عليه ليس بالأمر اليسير، وإن ال والأحداث من حولنا لتشهد بهذا٢١. ثمة تلازم واضح بين الأمن والإيمان، وبين الكفر والخوف، قال تعالى: وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون النحل:١١٢.

ولما كان المجتمع الإسلامي مجتمعاً مؤمناً ملتزماً، كان بالضرورة آمناً، ونحسب أننا لا نبالغ عندما نقول إن البشرية قلما شهدت مجتمعاً ساده الأمن والأمان كالمجتمع الإسلامي على مرِّ العصور، وحسبنا دليلاً على هذا، الإحصاءات والأرقام التي تتحدث عن أعداد مذهلة ومخيفة في جرائم القتل والسرقة والاغتصاب، في الدول التي تنصف على أنها من دول العالم الأول٢٢.
مناقشة ناقش مع زملائك عبر المنتدى مفهوم الأمن في الإسلام، ووسائل تحققه في المجتمع الإسلامي؟ وهل ينعم هذا المجتمع الإسلامي بالأمن في الوقت الحاضر.

الطريق الأول: سلامة منهج الفرد، واستقامة سلوكه، فإن الأصل في الإنسان المسلم أنه لا يحتاج إلى رقابة القانون وسلطة الدولة لكي يرتدع عن الجرائم، لأنّ رقابة الإيمان أقوى، والوازع الإيماني في قلب المؤمن حارس يقظ، لا يفارق العبد المؤمن ولا يتخلّى عنه، فالإيمان هو الذي يحقق الأمن للمجتمع ويقيه من الأخطار، فإذا تخلى أبناء المجتمع المسلم عن دينهم أحدقت بهم المخاوف من كل جانب وانتشرت بينهم الجرائم٢٣.

الطريق الثاني: المجتمع، فما المجتمع الإسلامي في أصل تكوينه إلا عدد كبير من الأسر التي نشأت على هدي من الله تعالى، فقامت بدورها المنوط بها في رعاية أفرادها وتوجيههم، ليكونوا عناصر خير وحراس أمن في المجتمع.

يضاف إلى هذا، أن المجتمع نفسه تحكمه ضوابط أخلاقية وتسود فيه روابط اجتماعية، منبعها كلها الإيمان، تزين لأبنائها كل أشكال الخير وتحثهم عليه، وتقبح عليهم كل أشكال الشر، وتحذرهم منه، فالمجتمع الإسلامي بهذه المواصفات المتميزة يرعى أبناءه، ويحاصر فيهم نزعة التفرد والتمرد، ويعزّ في نفوسهم احترام القيم الجماعية، وهذا يسهم إلى حدٍ بعيد في توفير الأمن لهذا المجتمع.

الطريق الثالث: العقوبات، وهي موانع لفئة من الناس عن المساس بأمن المجتمع، فإن الإسلام لا يركن في هذا المقام إلى الوازع الفردي والرقابة الجماعية فحسب، فإن بعض النفوس تميل إلى حبّ السيطرة والعدوان، والقويّ ميّال إلى النيل من الضعيف، فقد لا تكفي والحالة هذه صيحات التهذيب والإصلاح، ولا آيات الوعد والوعيد في الآخرة تصون المجتمعات، فلابد من رادع ماديّ وعقاب عاجل، كي تنزجر هذه الفئة، ويعيش المجتمع آمناً٢٤.


ولقد أثبت التاريخ أن المجتمع الإسلامي عندما طبق الحدود، عاش آمناً مطمئناً على أمواله وأعراضه ونظامه، وقد كانت الحجاز مرتعاً خصباً لأشنع جرائم السرقة وقطع الطريق، فما أن طبقت الدولة السعودية الحدود حتى استتب الأمن وانقطعت السرقات حتى أصبحت البلاد مضرب المثل المستغرب في انقطاع الم٢٥.

إن الّذين يعترضون على هذه الحدود بحجة الإشفاق على الأفراد، هم في حقيقة الأمر يعتدون على حقوق مججتمع بأكمله، فجرمهم بهذا المسلك، أشدّ وأقبح من جرم من ارتكب جريمته.
كما أننا نقول لأولئك الذين يرون أن بعض العقوبات قاسية، تعذر عليهم – لجهلهم- أن يتصوروا قساوة الجريمة التي قام بها من استحق هذه العقوبة، إذ لو لم تكن العقوبة بمستوى الجريمة، لما كانت هذه العقوبة رادعة.

أخي الطالب لقد غاب عن هؤلاء الذين يعترضون على العقوبات الشرعية، أن حياة المجتمع وأمنه، منوطة بها، قال تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ البقرة:١٧٩، أيها القارئ النجيب إن التهديد بقتل من يقتل، أو تنفيذ حكم القصاص فيه، كفيل بأن يحول بين عشرات جرائم القتل التي كانت قد تحدث لولا الخوف من القصاص، وأن الوقائع والأحداث التأريخية خير شاهد على هذا.

وبناءً على ما تقدم ينبغي على أبناء المجتمع الإسلامي أن لا يلتفتوا إلى أدعياء الإنسانية، والمستترون بحقوق الإنسان، والذين يهدفون إلى تدمير المجتمع، وإلى إشاعة الفاحشة فيه، وإلى نزع الأمن الإسلامي من جنباته، وذلك عن طريق الاعتراض على العقوبات الشرعية بحجة الغيرة المزعومة على حياة أفراد لم يعد لهم مكان في المجتمع بسبب انحرافهم.

إن العقوبات التي شرعها الله تعالى بشروط وضوابط هي غاية في الاحتياط تعدّ رحمة من الله تعالى، لأنها تحفظ على المجتمع أمنه، وتجعله متميزاً بمثله وقيمه بين المجتمعات الأخرى بهذه السمات التي مرت عليك٢٦.


 
 توقيع : سد الوادي



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صلاة المؤمن في الفلاة تعادل خمسين صلاة نواااااره المجتمع المسلم والفتاوى 18 04-29-2012 10:45 PM
التكافل في المجتمع الاسلامي سيد الموقف المجتمع المسلم والفتاوى 3 09-06-2011 01:22 AM
مكتبة الصوت الاسلامي عبدالعزيز العمري1 الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال 5 09-15-2009 05:11 PM
الجوال الاسلامي طـلـولــي الإتصالات والفضائيات 3 09-01-2009 11:22 AM


الساعة الآن 02:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir