الصوادم الكهربائية المزروعة ...

تعتبر اضطرابات نظم القلب من أهم المسببات للموت الفجائي(80 بالمائة من الحالات) ومن أهم اضطرابات النظم هذه تسرعات القلب البطينية والرجفان البطيني.
تصيب في معظم الأحيان مرضى قلبيين قد أصيبوا بأزمات قلبية سابقة كاحتشاء العضلة القلبية أواعتلال العضلة القلبية التضخمي(سماكة في جدران القلب) او الاعتلال غير الساد للعضلة القلبية.
وقد تصيب أحيانا أناسا دون مرض قلبي في العضلة أو الصمامات أو الشرايين ولكن قد يكون عندهم اعتلال كهربائي صرف كشباب عندهم خلل في أحد المورثات المسؤولة عند قناة الصوديوم في أغشية خلال القلب مؤدية إلى تناذر" بروغادا" أو اعتلال متوضع في عضلة البطين الأيمن المعروف باعتلال البطين الأيمن المسبب لاضطراب النظم.
في حال حدوث رجفان بطيني أولي أو تسرع بطيني يؤدي إلى الرجفان يفقد المريض وعيه ويموت خلال دقائق إن لم يقدم له الاسعاف السريع ويكون بالصدمة الكهربائية الخارجية أي على جدار الصدر.
منذ بداية الثمانينات تم اختراع ومن ثم تطوير جهاز صغير يمكن زرعه تحت الجلد مع مسار أو مسارات كن خلال الأوردة لتصل داخل البطين الأيمن وإلى الأذينة اليمنى يستطيع أن يراقب نظم القلب ويقوم بالصدمة الكهربائة تلقائيا عند اللزوم مما يساعد على نجاة المريض من موت مؤكد.
تطورت هذه الأجهزة وأصبحت لها امكانيات كثيرة فيمكن أن تستخدم كمنبه للقلب أو ناظم خطى في حال تباطئه أو لوقف التسرع بالتبيه الكهربائي دون الصدمة في حال التسرع وفي حال الفشل أو في حال الرجفان البطيني يقوم بالصدمة بقدرة كهربائية منخفضة ثم يرفعها تدريجيا إذا لزم الأمر.
لقد أثبتت كل الدراسات الحديثة تفوق هذا الجهاز على المعالجات عن طريق الأدوية المضادة لاضطراب نظم القلب وقد أصبح استخدامه شائعا في الولايات المتحدة وفي أوروبا.
لم يعد استخدامه يقتصر على مرضى القلب المعروفين أو على من انعشوا من اضطراب نظم خطر بل بدأنا ومنذ بداية القرن الحالي باستخدامه بشكل وقائي عند رجال ونساء عندهم عوامل مهيئة لاضطراب النظم وأحيانا حتى عند الشباب اليافعين أو عند الأطفال كهؤلاء المعروفين بتناذر تطاول الوصلة(QT) على تخطيط القلب أو من عندهم تناذر بروغادا.
في المؤتمر العالمي لاضطرابات نظم القلب المنعقد في مدينة نيس الفرنسية على الشاطئ اللازوردي بين السادس عشر والتاسع عشر من هذا الشهر حزيران 2004 كان للدراسات المتعلقة بهذا الجهاز نصيب الأسد في المؤتمر.

فمتى نبدأ باستخدامه في الدول العربية ياترى؟