نعمة العقل .

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى :
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)

وعلى هذا الأساس يتم التمييز بين الإنسان العاقل و الفاقد للعقل أو مختلِّه أو ناقصه ,
ولقد نشأت على مدى العصور فلسفات كثيرة تناولت شأن العقل فمنها من قام بإعطائه السلطة المطلقة .
ومنها ما عطَّل العقل في فهم الحياة .
وجاء الإسلام الذي أعطى العقل أهمية واضحة .
فهو الأساس في فهم النقل ولا تعارض بينه وبين العقل .
فلولا العقل لما فهمت النصوص ولما استُنْبِطت الأحكام .

فالعقل :

هو العلم بلاشياء حسنها وقبحها وكمالها ونقصها والجميل والاجمل والصحيح والاصح والخبيث والاخبث ... الخ .

ولكن نسأل من أين نشأت نظريات الفلاسفة والمتكلمين في ماهية العقل حتى أثير الجدل بين العقل وبين النقل ؟

بالمختصر :

هي فكرة قديمة تكلم بها الفلاسفة الإغريق واليونان والفلسفات الشرقية القديمة ووجدت جذورها بدايةً في اللاهوت و الفكر الديني عموماً , قبل تكون النظريات العلمية .

المشكلة :
اننا في هذا العصر وجدنا :
من يفضل العقل على النقل .
ومن يفضل النقل على العقل .

فنتج لدينا تياران متعارضان في الفكرة متحدان في سوءالنتيجة .

الاول :

العقلانيون :

هم الذين يستعملون العقل في فهم الظواهر الاجتماعية والمادية ويفسرونها بقدر ما يتيحها التقدم البشري في مجال المعرفة والعلم.
فظهر من ذلك طوائف وجماعات وتكتلات تنخر في جسم الامة الاسلامية والمشكلة ان معظم افرادها لايعلمون ذلك بل يعتقدون انهم هم الاصح .

الثاني :

المرجفون:

وهم من اخذ الادلة على ظواهرها دون الرجوع لأستنباط الاحكام فضلوا واضلوا .
وكان همهم زرع الفتن وتشكيك الناس في دينهم .
وبرزت لنا من ذلك مذاهب وطوائف شتى اكتوت بها الأمة الأسلامية حتى الآن .

المناسبة :

كنا ذات يوم في احد المجالس ودار حوار وجدل بين الحاضرين .

كان اساسه ان احد الحاضرين اراد ان يكون للذكر نصيب في مجاس كثر فيه لغط الكلام .
فانتفظ احد الحاضرين مقاطعا له واعترض عليه بحجة انه ليس مكانه وان الموعظة في المسجد .
ارجو ان لايكون انطبق عليه قول الله تعالى :

( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ) .

وبعد ان تم تهدئة الوضع وتكلم الرجل بما عنده في حدود ثلاث دقائق .
انفلت علينا هذا المعترض بشيء من القصص والحكايات مستشهدا بالفيلسوف الفلاني والشاعر الفلاني والرئيس الفلاني وكلهم غربيون ومستشرقون ولم اسمعه استشهد بحديث او اية من كتاب الله .

تذكرت قول الله تعالى :

( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) .

استاذنت وخرجت وانا افكر الى متى ونحن نسير وفق ما يمليه علينا هوانا ؟
ولماذا لا نتبع ديننا بدل اتباع اعداء الدين ؟
ولماذا لانتبصر في ديننا ونعمل به ؟

ام ان الدين لم يعد يصلح لهذا الزمن كما يدعي الكاذبون ؟.

اسأل الله ان يصلح شأن المسلمين ويردهم الى دينهم فهو عصمة امرهم .
والسلام عليكم .