يقال إنه تاج على رؤوس الآمنين لا يراه فاقدوه
الجوع أرحم من فقدان الأمن
موضوع الأمن وأهميته. إلى أن الأمن يأتي في المقدمة قبل مواضيع الصحة والتعليم والشورى، وأن الإنسان بإمكانه تحمُّل الجوع، ولكن ليس باستطاعته العيش دون أمن وأمان. الأمن تاج على رؤوس الآمنين، الذي لا يراه سوى فاقدوه.
كما يصف الطبيب الدواء، هذه وَصفةٌ لِعكسه.. للشر الذي لا بُرءَ منه.
إن أردتَ فتح أوسع أبواب الفتن والشرور دفعةً واحدة، على شعبٍ أو وطن، فَأْتِه من باب (الأمن).. و(الأمن) فقط. فالناس أول ما يفقدون (الأمن).. وأحوجُ ما يحتاجون إلى (الأمن).. وأوسع ما يتأثّرون به (الأمن).. وأصعبُ ما يستعيدون (الأمن).. إن استعادوه يوماً ما.
يجوع المرء 24 ساعة ولا يتحمل فَقْد (الأمن) دقيقة. فيها يُقتل بريء، ويُنتهك عِرض، وتُنهبُ حقوق، ويُفعلُ ما لا تُعوّضه الملايين. التفريط به يُفْقِدكَ رصيد عمركَ، عشراتِ السنين من تعبٍ وجهدٍ ومال.. يُشطَبُ على مستقبلكَ وأهلك؛ فلا تعرف كيف تخطط ولا أين تتجه، ولا يعود لكَ قرار.. أيُّ قرار. تُصبح وتُمسي مُسيَّراً مُنقاداً كالدواب في أمواجٍ تتلاطم، بلا نجاة.