الإهداءات


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-09-2011, 04:05 PM
مستشار إلمدير العام
ابوفهد العمري غير متصل
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Darkgreen
 رقم العضوية : 17199
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 فترة الأقامة : 5706 يوم
 أخر زيارة : 11-10-2023 (11:36 PM)
 الإقامة : الخميس
 المشاركات : 76,347 [ + ]
 التقييم : 287
 معدل التقييم : ابوفهد العمري is a jewel in the roughابوفهد العمري is a jewel in the roughابوفهد العمري is a jewel in the rough
بيانات اضافيه [ + ]
Ss7009 يوم من الذكريات / الجزء الاول



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انها الذكريات تجبرك احيانا ان تبوح بكل ما في صدرك عن كل شيء / نعم عن كل شيء / وما اجمل الذكريات .

في يوم من الايام شاء الله تعالى ان تأخذني قدميّ الى قمة اعلى جبل يحيط بقريتي وبالقرى المجاوره .
والتي اعتبرها جميعها قريتي وناسها اهلي وجيراني وربعي هكذا علمني ابي كما علمه ابوه مع العلم ان بهذا الوادي اكثر من قرية تتبع لأكثر من قبيلة من قبائل بني عمرو . .... المهم .

ما ان وصلت تلك القمة حتى اعتليت تلك الصخرة ثم جلست لالتقط انفاسي ولأشرب من الماء الذي كان معي وبعد استراحة قصيرة جلست ثم بدأت اتأمل الارض من حولي .
قرى شبه خالية الا من حركة بسيطة جدا لسيارة عابرة او شخص يتبع قطيع بسيط جدا من الاغنام قد يكون ذلك الشخص ليس بسعودي ولكنه هنا ( راعي ) .
حزنت كثيرا وتألمت اكثر وتحسرت على ايام وايام كان لهذا الوادي سمعته وقوته وخيراته .

فالفواكه بانواعها من العنب الى الخوخ ( الفركس ) الى التين الشوكي ( البرشومي ) والتين العادي ( ثمرة الحماط ) وغيرها من الفواكه الصيفية الجميلة .

وكذلك اشتهر هذا الوادي بحبوبه المعروفه والمشهورة فالذرة ( القشاش وهو من افضل الحبوب وكذلك المطول ) ومن البر ( المابي واليعبي وهو مشهور على مستوى المنطقة و وكذلك الخولاني وهو اقل منها جودة وهو ينتج كثيرا في العثري )

ومن هنا سرحت بي الذاكرة فعدت الى الوراء ( 50 ) سنة تقريبا عندما كنت في السابعة من العمر وكنت اجلس هنا فارى البشر وهي تتحرك كا النمل في طرقات القرى و بين المزارع وفي سفوح الجبال ما بين ذاهب وأآت وطالع ونازل بملابسهم البسيطة جدا .
فالرجال والشباب كل واحد لابس ثوبه الرث ومحتزم بشفرته في وسطه ومعتصب بدسماله ورافع ثيابه الى نصف الساق منهم من يقود ثوره الى العمل او يسوق جمله ليحمل عليه الصرام او العلف او ينقل عليه ( الدمن ) اكرمكم الله ليسمّد به مزرعته .
والنساء وهن يرتدين ملابسهن (القناع المداخل ) على الراس معتصبة بالمنديل بعد ان تكون وضعت شيئا من الريحان او البرك او كليهما ( الصمائد ) لتحافظ على الرائحة الجميلة .
وكذلك البنات اللآتي لم يتزوجن وهن يرتدين المنديل الاصفر او الاحمر لتغطية الرأس وهذا ما يميزهن عن الكبيرات .
كان هذا هو حجابهن فقط غفر الله للجميع .

هذا يحرث وهذا يسقي وهذا يرعى وتلك تحصد واخرى تصرم والراعية او الراعي من بنات وابناء القرى سارحين باغنامهم عبر ( مساريب ) قريتنا ليذهبوا الى شرق الوادي حيث المراعي .
الجد فلان يسلم على جاره فلان ويسأله عن مزرعته عساها ماهي ضاميه ؟ ومتى شربه من البيئر او الكضامه ؟

والعم فلان يتبادل الكلام الطيب مع جاره فلان وهكذا الحياة .

ولما اقول جد وعم فنعم هكذا كنا ندعوهم من هو من اسنان جدي فهو جد ومن هو من اسنان ابي فهو عم هكذا علمونا وهكذا تربينا .
كم تذكرت الجد فلان او العم فلان وهو ينهرني من البقاء في الشمس او الغفلة عن حماية الطير او غير ذلك انهم كانوا مثل الاسرة الواحدة من اعلى الوادي الى اسفله وبمختلف قراه .

والجدة والعمه مع جارتهن يتبادلن الحديث وهن منهمكات في العمل المناط بهن وكل في مزرعتها .
شيء عجيب ينجزن العمل ويتبادلن الحديث وبينهن مسافة ليست بالقصيره .

تذكرت صلاة الجمعة والخطبة المعروفه والتي اصبح الجميع يحفظها عن ظهر قلب كان يتلوها على مسامعنا شيخنا الفاضل رحمة الله عليه واسكنه الجنه .

تذكرة صلاة العيد وفرح العيد وحفلة العيد في يرين ال (...... ) مجمع الوادي من بعد العصر والناس تحتفل فالعرضة ويليها اللعب والجميع حاضرون ليشاهدوا ويشاركوا بل يحضرون من القرى المجاوره لأشتهار هذا الوادي باحتفال العيد .
جالت بي الذاكرة ذلك الطفل المشاغب الذي يلعب بكرة القماش ( اللميا ) في اليرين او في اي مكان مناسب .

من يتابع الطيور لياخذ فروخها ويشويهم ويأكلهم ( انه الجوع لا احد يقول ياحرام ) ههههههه
تذكرت صياح ابي عليه والذي يملاء الوادي زمجرة ترتعد منه فرايصي فاجيبه وانا اسعى نحوه .
وامي وهي تأمرني ان اسقي بالماء او اتابع سيره من الكضامة الى المزرعة او احمل اخي الصغير على ظهري لحين ما تنتهي من عملها .

هناسقطت دمعة عفوية من عيني :
لأنها ذكريات جميلة جُلت فيها ومعها في القرية وكذلك في المراعي وسوف اضعها في جزء ثاني باذن الله تعالى ان اعجبكم هذا الجزء .
وهنا صحيت من ذكريات فانبت واستغفرت ثم دعوت الله ان يغفر للأموات ويرحمهم ويمتع الاحياء بصحتهم
ويجمعنا بهم على خير .



 توقيع : ابوفهد العمري


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يوم من الذكريات / الجزء الرابع ! ابوفهد العمري مواضيع الحوار والنقاش 24 09-15-2011 06:37 PM
يوم من الذكريات / الجزء الثالث ! ابوفهد العمري مواضيع الحوار والنقاش 24 09-06-2011 12:53 AM
يوم من الذكريات / الجزء الثاني ابوفهد العمري مواضيع الحوار والنقاش 26 08-21-2011 11:02 PM
نصائح الجزء الاول عينك سماي مكافحة البدع والمواضيع المشبوهة 2 08-23-2009 10:07 PM
صور منوعه(الجزء الاول) جروح ماتروح الصور والأفلام والفلاش 5 12-16-2008 08:41 PM


الساعة الآن 01:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir